الرد السوري على استفزازات تركيا سيكون قاسيا
يعتقد السلطان العثماني اردوغان انه وباستفزازاته وبتهديداته لسوريا بشن الحرب عليها او الاستيلاء على بعض الاراضي فيها امر سهل ويسير وفي متناول يده، ناسيا او متناسيا ان من السهولة بمكان ان تشعل النار ولكن ينبغي التفكير اولا في كيفية اخمادها واطفائها قبل ان تصل الى اذياله وعند ذاك لاينفع الندم.
ومن الواضح للجميع ان اجتماع قوى العدوان وعلى راسها اميركا المجرمة وحلفائها من السعوديين والاتراك ومنذ اللحظة الاولى التي استهدفت سوريا واشعلت نار الحرب عليها كانت تهدف الى تغيير مسار العملية السياسية فيها واحلال عملية سياسية تنسجم مع التوجه الاميركي الصهيوني ووضعت اسقاط الرئيس الاسد في اولوياتها معتقدة انه هو الطريق الوحيد الذي يوصلهم الى هدفهم الاجرامي. ولكن وكما يقول المثل العربي ان "الرياح قد سارت بما لاتشتهي السفن" بحيث ليس فقط بقي الرئيس الاسد على راس السلطة رغم كل المؤامرات والاساليب الاجرامية المتعدة بل استطاعت سوريا بقيادته ووقوف الشعب والجيش الى جانبه تمكن من ان يفشل كل المخططات فضلا عن تعزيز موقعها في المنطقة والعالم .
ومما تقدم يعكس حالة الانهزام المخزي والمذل لاميركا وحلفاؤها خاصة تركيا التي ارادت ابتلاع الارض السورية ليكون لها محط قدم فيها.
وامام هذا الفشل لم يتبق لنركيا الا ان تسعى للقيام بحماقة والتي اعلن عنها في أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 9 أكتوبر 2019 عن قيام بلاده بعملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية وتحديدًا في مناطق الشمال التي يرتكز داخلها الأكراد، وأكد على ذلك مدير الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون بأن الجيش التركي بصدد عبور الحدود السورية برفقة الجيش السوري الحر، في إشارة إلى بدء العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، وسبق هذا الإعلان قيام الجيش التركي بقصف الحدود السورية العراقية لمنع القوات الكردية من تعزيز قنوات الاتصال فيما بينها، لاستكمال الاستعدادات التركية لشن عملية عسكرية ثالثة في شمال سوريا.
وكما اشار مراقبون أنه كان هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا حول حدود المنطقة الآمنة؛ حيث أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في 6 سبتمبر 2019، أن مركز العمليات المشتركة بين تركيا والولايات المتحدة، بدأ أنشطته في قضاء "أقجة قلعة"، في ولاية شانلي أورفة، ضمن نطاق الجدول الزمني المحدد لإنشاء المنطقة الآمنة، لافتًا إلى أنه تم إطلاق أول طائرة بدون طيار، ثم إطلاق مروحيات تركية وأمريكية مشتركة في أجواء شمال سوريا، في إطار المرحلة الأولى من إنشاء المنطقة الآمنة.
وقد اثار هذا الموضوع حفيظة كل الدول التي ترى في التحرك التركي انتهاك واضح للمواثيق الدولية وخرق فاضح لسيادة سوريا على اراضيها وقد جاء رد الدول الصديقة والمساندة لسوريا برفضها أي نوع من الإجراءات العسكرية التركية في سوريا لأنه يشكل انتهاكاً لوحدة أراضيها وسيادتها وبذلك اعلنت إيران معارضتها لأي نوع من الإجراءات العسكرية التركية في سوريا لأنه يشكل انتهاكاً لوحدة أراضيها وسيادتها الوطنية وسيؤدي إلى مزيد من التصعيد. وهو الموقف الذي ينسجم مع مواثيق الامم المتحدة التي الذي يعارض استخدام القوة والإجراءات العسكرية على أراضي الدول الأخرى والتي من شأنها أن تؤدي إلى تعقيد الأوضاع ومفاقمة الأزمات.
وطالبت طهران احترام الاتفاقات الثنائية بين دول الجوار ومخرجات عملية أستانا حول الأزمة في سوريا وخاصة ضرورة احترام وحدة وسلامة أراضي سورية وسيادتها الوطنية والامتثال إلى مبدأ عدم اللجوء إلى القوة.
اخيرا وفي الطرف المقابل فان الحكومة السورية قد حذرت تركيا من مغبة ارتكاب هذه الحماقة التي تهدد امنها واستقرارها وللحفاظ على سلامة ووحدة اراضيها فان ردها على الاعتداء التركي ان حصل سيكون قاسيا وكارثيا ليس فقط على تركيا فحسب بل ستصل نيرانه الى القوات الاميركية المتواجدة وذيولهما من المرتزقة والمأجورين وقد يسري اوار نيرانها الى كل المنطقة وعندها لاينفع عض الانامل والندم.