إسرائيل ستقف على قدم واحدة في انتظار الرد الإيراني..جميع الساحات مفتوحة للانتقام
فاطمة عواد الجبوري
عادت حروب الظل بين إيران وإسرائيل إلى الواجهة مرة أخرى بعد عملية اغتيال إسرائيلية استهدفت العقيد الإيراني “حسن خدايي”. هناك إجماع (سياسي وشعبي ونخبوي) في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ضرورة الرد بشكل حازم وقوي ضد هذه العمليات الجبانة، بينما يدّعي العدو الصهيوني بأنّ هذه العملية تعتبر خرقاً أمنياً كبيراً ضد طهران فهل هي حقاً كذلك؟
أولاً وقبل كل شيء، لم تقتصر عمليات العدو الصهيوني الجبان على العلماء والقادة العسكريين الإيرانيين. فهم اغتالوا العديد من العلماء المسلمين في العراق وفلسطين. كما نفذت إسرائيل عمليات اغتيال جبانة ضد قادة المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولعلنا لم ننسى بعد جريمتهم البشعة والجبانة ضد الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
ثانياً: إن العملية تم تنفيذها في أكثر المناطق ازدحاماً في طهران التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب 20 مليون نسمة. والأهم من هذا وذلك هو أن الشهيد العقيد “حسن خدايي”، كان يقطن في حي شعبي فقير ومكتظ بالسكان وقد تم اغتياله وهو يقود سيارته رخيصة الثمن دون أي مرافقة أو حماية.
إن الضباط الإيرانيين رفيعي المستوى وأغلب العسكريين الإيرانيين، بمن فيهم الشهيد قاسم سليماني والشهيد فخري زادة، لطالما رفضوا أن ترافقهم قوى أمنية أو مرافقة، ولم يركبوا يوما سيارات مضادة للرصاص، وذلك لإنهم يؤمنون بالشهادة في سبيل الله.
ولكن يبقى السؤال المحير بالفعل هو لماذا تنفذ إسرائيل مثل هذه العمليات؟
إن العدو الصهيوني اليوم يمر بأصعب مراحل حياته ولعلها ستكون الأخيرة، إذ أن العمليات الأخيرة التي نفذها في سوريا كشفت وبشكل واضح بأن روسيا هي من استهدفت طائراته في السماء السورية بصواريخ (S300) وعلى ما يبدو بأنّ شهر العسل مع روسيا قد ولّى دون رجعة. كما أن الرسائل العسكرية والدبلوماسية التي وجهتها طهران إلى الدول المجاورة بضرورة عدم استضافة المخابرات أو القوى العسكرية الإسرائيلية على أراضيها، وجهت ضربة قاسية للعدو الصهيوني. إن الضربة التي وجهتها إيران إلى مقار الموساد في أربيل ألحقت بهم العديد من الخسائر البشرية والمادية، ولكن العدو كعادته تكتم على هذه الخسائر. كما أن الضربة العسكرية حملت رسائل واضحة لكل من الإمارات وأذربيجان بأن إيران لا تتحمل أي تواجد عسكري أو استخباراتي إسرائيلي بالقرب من حدودها.
إحدى الأهداف التي تهدف إسرائيل لتحقيقها من عمليات الإغتيال هذه هي محاولة إفشال عملية التوصل إلى اتفاق بين طهران والقوى الغربية في الملف النووي، فمثل هذه العمليات قد يعرقل عملية المفاوضات. ناهيك عن أن إسرائيل يجن جنونها اليوم كيف أن عملية التطبيع توقفت مع الدول العربية وأن العلاقات الإيرانية مع دول الجوار تشهد مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق. حيث تعززت العلاقات بين كل من إيران وقطر وعُمان والإمارات وباتت السعودية على خطوات من إعادة العلاقات كاملة مع طهران.
يدرك العدو الصهيوني المحتل بأن وجوده وبقائه مرتبطان تماماً بتصدير أزماته للخارج، ولذلك فهو يوسع عمليات الاغتيال الجبانة ويسعى لزعزعة العلاقات الإيرانية الإقليمية والدولية.
ختاماً، منذ نهاية الحرب العلمية الثانية، إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي قصفت القواعد الأمريكية بشكل مباشر وصريح وهي أعلنت عن هذا الاستهداف مباشرة كعملية انتقام مصغرة لقاسم سليماني ورفاقه، ولذلك لن تنتظر كثيراً عزيزي القارئ حتى تسمع بالرد الإيراني المدّوي فإيران لا تنسى دماء شهدائها. وما عليك عزيزي القارئ سوى مراجعة التدابير الأمنية والاستنفار الشامل الذي فرضته إسرائيل على سفارتها في كل دول العالم، حتى تعلم مدى الخوف والهلع الذي يعاني منه هذا الكيان. الرد قادم لا محالة وسيكون في أي مساحة متوفرة، وسيعيش العدو المحتل أيام صيف ساخنة للغاية. والأيام بيننا.