الحكومة الليبية, يا فرحة ما تمّت
ميلاد عمرالمزوغي
ركبتم موجة فبراير,
انتخبتم لتسيير الامور في مرحلة انتقالية,من اجل الاعداد لقيام دولة
المؤسسات وأولها انجاز الدستور الذي كان مطلبا اساسيا للجماهير إبان
النظام السابق, المؤسستان التشريعية والتنفيذية كانتا تفعلان ما تشاءان,لم
يكن هناك داع للعودة للجمهور لأن دوره قد انتهى, فقد قال كلمته عبر
صناديق الاقتراع,التفويض كان مشروطا بتحقيق بعض الاشياء التي تساهم في اعادة
بناء البلد بعد الخراب الذي لحق به,إلا ان تشكيلكم للميليشيات التي تحميكم
وتذود عنكم, جعلتكم تديرون ظهوركم لمن انتخبكم,فلا تعترفون به, آهاته لا تعنيكم,
صراخه لم يحرك فيكم النخوة للانتصار له ,بل كنتم ولا تزالون السبب
الرئيس في المآسي التي المّت به.
تتحدثون عن الشعب وانه مصدر السلطات
,مطالباته لكم بالتنحي بعد ان منحكم المدة الكافية لم تجد اذانا صاغية وكأنما
الشعب ينفخ في قربة مشروكة,غير آبهين به ,الشكر كل الشكر لكم لأنكم
سمحتم له بالتعبير عن رأيه وما يلاقيه من ظلم وجور على ايدي العصابات
المسلحة التي انشأتموها ,ترى هل حرية التعبير تستلزم كل هذا الكم من التضحيات
البشرية وإهدار المال العام؟ افرغتم الخزينة العامة من محتوياتها فأصبحت
شبه خاوية.
البلد في حاجة ماسة الى من يضمد جراحه التي
ماانفكت تنزف,فأصبح المشهد دمويا بامتياز, اقلتم الوزير الاول, وسط شكوك
الكثير في حصول النصاب المطلوب, كلفتم احد الوزراء للقيام بتسيير,طلبتم منه
في العلن بأن يشكل حكومة وطنية لكنكم اوعزتم الى ميليشياتكم بتهديده
في حال قبوله, لتظهروا امام الرأي العام انكم حريصون على التوافق,رفض
"الرجل” المهمة وذاك مبتغاكم,اتيتم بإنسان "بزناس” وذلك دلالة كبرى على ما
تسعون اليه من نهب المزيد من الاموال فكان القشة التي قصمت ظهركم وألّبت
الجمهور عليكم.
زحفت الجماهير على المبنى الذي اتخذتموه
مقرا لكم, تخططون به مشاريعكم الخاصة اللا متناهية, تديرون منه اعمالكم
الاجرامية الخسيسة بحق من انتخبكم ,ضاقت عليكم الارض بما رحبت,هربتم الى
مكان اعتقدتموه اكثر امانا لكم,تحت حراسة ميليشياتكم التي تقولون عنها أنها
تتبع الدولة ,الحاضرون لم يكملوا النصاب,عدد منهم لم يوافقكم
الرأي,اعلنتموه وزيرا اولا فنال الثقة, اقل ما يقال عنها انها حكومة
مجرمين, ان "جنينكم” ولد ميتا,لم تعترف به الدائرة القانونية المختصة, رصدتم
مبالغ ضخمة لأجل تسييلها ثم تحويلها الى حساباتكم الخاصة.
انتفاضة العسكر لم ترق لكم وصفتموهم بالخارجين
عن القانون, لأنهم ارادوا الدفاع عن انفسهم ووقف مسلسل القتل الذي
يطاولهم,يقتلون بدم بارد,انتفض العسكر لكي يقاتلوا المجرمين ويموتون وهم واقفون,
فالقتلة يقولون عن انفسهم بأنهم ثوار 17 فبراير ويتبعون الجيش الذي تقولون عنه
أنه وطني يتبع وزارة دفاعكم.
كافة دول العالم والمؤسسات الدولية الخاصة
بحقوق الانسان تضع ليبيا التي تحكمونها في مقدمة الدول التي تنتهك فيها
ابسط حقوق الانسان بما فيها اصحاب الرأي,حيث قتل العديد من الاعلاميين
كونهم فضحوا اعمال العصابات التي تهادنون ان لم نقل تدعمون.
على مدى اسبوعين خرجت الجماهير في غالبية
المدن والقرى الليبية منددة باغتصابكم للسلطة ولعل ابرز تعبير هو ما اقدمت
عليه جماهير طرابلس العاصمة (2014-05-30) حيث حملت "تابوتا” نعشا كتب عليه: "الحكومة,انصار الشريعة
,المؤتمر ". فماذا تنتظرون اكثر من ذلك تعبير عن مدى سخط الجماهير عليكم, إلا
وضعكم في السجون الى جانب اركان النظام السابق,كما حال اركان مبارك
ومرسي,لتتبادلوا اطراف الحديث,فما ارتكبتموه من اعمال اجرامية في السنتين
الماضيتين فاق ما ارتكبه سلفكم خلال اربعة عقود.
يبقى القول بأنكم شكلتم حكومة فاقدة للشرعية ,لا يهم فألاهم انكم
اخذتم صورا تذكارية متعددة تجمعكم لتبقى وصمة عار على جبينكم الذي لم ولن
يندى لأن عرق الحياء ازلتموه منذ ان استوليتم على مقدرات الشعب بقوة
سلاح الميليشيات,استعجلتم نهايتكم,حتما لن تستطيعوا اطالة عمركم,
التغيير قادم لا محالة. فالشعب آل على نفسه ألا يترككم بل سيقتص منكم.