السيد نصر الله: نكبة 15 ايار لم تكن نكبة فلسطين فقط بل كل العرب
طهران-كيهان العربي:- استهل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، كلمته في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله عصر امس الجمعة بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير، السيد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار)، بتجديد تبريكاته وتعازيه لعائلة الشهيد، والترحييب بالأخوة والاخوات المشاركين في الاحتفال. وقال: الحمد لله وُفقنا هذا العام لاحياء ذكرى الأخ العزيز القائد الجهادي الشهيد مصطفى بدر الدين رضوان الله تعالى عليه.
وأضاف السيد نصر الله: "قبل أيام توفى الله تعالى أحد إخواننا سماحة الشيخ علي شحيمي وهو من إخواننا وأصدقائنا القدامى، وكان عالمًا مخلصًا وعاملًا ودودًا، دمث الأخلاق، يحمل روحًا استشهادية، وكان من الذين سجّلوا أسماءهم ضمن لوائح الاستشهاديين".
وتابع: "ونعزّي برحيل سماحة الشيخ علي شحرور وكان عاملًا جليلًا معروفًا وله تاريخ طويل في التبليغ الديني والمنبر الحسيني وفضله لا ينسى، كما نعزّي برحيل العالم المحقق المجاهد الشيخ حاتم اسماعيل".
ولفت سماحنه إلى أنه "خلال العامين الماضيين قضى الكثير من إخواننا وأخواتنا بسبب المرض وكورونا.. كل العائلات الكريمة تتوقع مني ذكر أسمائهم وأنا يشرّفني ذكر أسماء إخواني وأخواتي الذين يرحلون ويستشهدون أيضًا لكن اقتصرت هذه المرة على العلماء".
وتناول السيد نصر الله شخصية الشهيد القائد السيد ذو الفقار، معدّدًا مزاياه، وقال: "أصبح معروفًا من خلال كل التقارير الإضاءة على شخصية الشهيد القائد السيد بدر الدين والكثير من ملامح هذه الشخصية.. بعد شهادة القادة تُعلن أسماءهم الحقيقية وتنتشر صورهم وسيرهم ويبين حالهم للناس وأما الذين همّ على قيد الحياة، حالهم حال الوضع السابق".
وتابع: "الشهيد بدر الدين لديه شجاعة عالية وشهامة وهمّة كبيرة وإرادة وعزم وجدّية وغيرة وحماسة وذكاء وإبداع وبيان قوي وقدرة خطابية عالية، وكان شاعرًا ينظم القصائد للقدس وفلسطين والأئمة عليهم السلام..".
وأردف السيد نصر الله: "حمل الشهيد بدر الدين كلّ الأوسمة مجاهدًا وجريحًا، إلى أن استشهد وقضى عمره في مواجهة الصهاينة والتكفيريين.. الشهيد بدر الدين هو أحد رموز جيل بكامله، جيل مؤمن ومجاهد في لبنان والمنطقة، كما الحال بالنسبة لإخوة كثيرين مثل الشهيد القائد عماد مغنية، وهو الذي كان حاضرًا باسمه ذو الفقار في كل الساحات.. أي ساحة فلسطين ولبنان وسوريا".
وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى ذكرى النكبة وقال: "لم تكن نكبة فلسطين فقط بل كانت نكبة كل العرب وهي حادثة لا تنتهي مصائبها ولا آلامها، منذ 74 سنة ما زالت هذه المنطقة وشعوبها يعانون من نتائج تلك النكبة التي أوجدها الكيان الصهيوني، والأهم الآن إزاء هذه النكبة هو موقف الشعب الفلسطيني خلال عقود وما يجري في الأسبايع الماضية و"سيف القدس".
وأكّد أنَّ الشعب الفلسطيني حسم خياره منذ وقت طويل وهو اليوم حاضر في الميادين والساحات، وقال: "أنا اعتقد أن إيمان الاغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة الآن أقوى من أي زمن مضى، ولو قُدّر لهذا الاحتلال أن يستمر ولم تكن هناك مقاومة، ماذا يمكن أن يكون وضع لبنان خلال عشرات السنين الماضية وحاضر لبنان؟، أي نكبة يمكن أن يعيشها الشعب اللبناني؟
ورأى أنه "كما انتظر الشعب الفلسطيني والشعوب العربية من 1948 إلى 1967 إلى اليوم، كان المطلوب من الشعب اللبناني انتظار استراتيجية عربية موحدة من أجل تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني، وميزة جيل السيد مصطفى بدر الدين الذي لم ينتظر دولًا عربية ومنظمات إسلامية ومجتمعًا دوليًا ومجلس أمن دولي بل المقاومة في لبنان بدأت منذ الساعات الأولى للاجتياح.. من قلب المواجهة الأولى المباشرة مع العدو من الميدان خرجت المقاومة وحاربت العدو". لافتًا إلى أن عددًا من الذين قاتلوا في معركة خلدة، تولى المواقع القيادية والعسكرية الأساسية في المقاومة.
وقال السيد نصر الله: "لا يتوهمّن أحد أن العالم العربي قادر على حماية لبنان، فهو لم يستطع حماية فلسطين عندما كان موحدًا ومتماسكًا، وهو لم يستطع حتى الآن أن يحمي فلسطين ولم يحرر لبنان، ولم يساعد على تحريره.. الذي يحرر ويحمي هو شعبنا وإرادتنا ومقاومتنا ووعينا وثقتنا واتكالنا على الله وسواعدنا وهذا الجمهور الشريف والمبارك والمضحي".