فضيحة جواسيس فرنسا.. لا موجة في إيران ليركبوها
جاسوسان فرنسيان هما جاك باريس، ويبلغ من العمر 69 عاما، وسيسيل كول، وتبلغ من العمر 37 عاما، دخلا ايران بتأشيرة سياحية، على متن طائرة ركاب قادمة من تركية، إلا ان تحركاتهما لم تكن سياحية بالمرة، فالجاسوسان كان يخططان لركوب ما كانا يعتقدان، "موجة إحتجاج" قد تحدث على بعض الاجراءات الاقتصادية، وحرفها نحو الاصطدام مع قوات الامن وإثارة الفوضى.
ما لم يخطر ببال الجاسوسين والجهات التي جندتهما، هو انهما كانا تحت سمع ونظر قوات الامن الايرانية، منذ وصولهما طهران، خلال الشهر الماضي، حتى لحظة القبض عليهما وهما في طريقهما الى المطار لمغادرة طهران، فقد تم توثيق كل حركاتهما، بالصوت والصورة لحظة بلحظة، كما ظهر في التقرير الذي بثه التلفزيون الايراني.
تواصل الجاسوسان الفرنسيان مع ايرانيين ينتحلون صفة الانتماء الى جمعية نقابية للمعلمين، كما شاركا في اجتماعات تنظيمية مع اشخاص إندسوا بين احتجاجات للمعلمين، كما اظهرت الافلام والصور، وهي احتجاجات عادة ما تحصل من قبل الشرائح الثقافية ومن بينها قطاع المعلمين، على بعض القوانين والامتيازات المادية المتربطة بتحسين الاجور وظروف العمل، لكن يكون ذلك دائما ضمن وقفات احتجاجية سلمية، لكن "السائحين الفرنسيين"! ومن خلال اعضاء مرتبطين بهما مثل اسكندر لطفي وشعبان محمدي وغيرهما ممن شاركوا في الاحتجاجات كانوا يتواصلون مع القنوات الفارسية المعادية لايران في الخارج، واجراء مقابلات تحريضية معها.
وتم عرض تسجيل صوتي يعود للجاسوسين الفرنسيين في التلفزيون الايراني، تحدثا فيه بصراحة عن خططهما لخلق احتجاجات تؤدي إلى اضطرابات، حيث تقول سيسيل للحاضرين: "هذه حرب علينا ان نجلب الاغلبية معنا"، ويرد جاك "الخطوة الاولى ان نبقى على اتصال مع بعض لصناعة زخم ثوري".
يبدو ان الجاسوسين الفرنسيين والجهات التي أرسلتهما، إشتبهت عليهم الدول، فظنوا ان ايران مثلها مثل باقي الدول الاخرى، التي زرعوا فيها الفوضى والخراب والدمار، عبر ركوب موجة بعض الاحتجاجات المطلبية، وتفجير الامن المجتمعي فيها، ومن ثم الانسحاب بهدوء، لكن الذي حدث ان جواسيس فرنسا لم يجدوا موجة لركوبها في ايران فحسب، بل ادركوا ايضا ، ولكن متأخرين، انهم كانوا في المكان غير المناسب بالمرة.