kayhan.ir

رمز الخبر: 150514
تأريخ النشر : 2022May15 - 21:04

العراق.. خطوة في الاتجاه الصحيح

 

معن بشور

لم يعد غريباً على أحد أن يدرك اليوم أن أحد أبرز اهداف الحصار على العراق والحرب عليه واحتلاله كان الانتقام من شعب اختار منذ اللحظة الأولى لقيام الكيان الصهيوني أن يتصدى له، وأن يقدّم الشهداء على أرضه،  وقد أصبحت اضرحة شهداء الجيش العراقي في جنين مقصداً لكل من يزور المدينة الباسلة.

 وكان هدف الاحتلال أيضاً ان ينقل العراق  من موقع القطر العربي المواجه للمشاريع والاحلاف الاستعمارية والصهيونية الى موقع الاستسلام لها والتطبيع معها، وكلّنا يذكر كيف انتشرت مكاتب سريّة للموساد الإسرائيلي بعد الاحتلال الأمريكي في كل انحاء العراق لتستقّر في مناطق محددّة في شماله.

 وكلّنا يذكر كيف طُرحت منذ الأيام الأولى للاحتلال عام 2003 فكرة إقامة خطّ انابيب نفط يمتّد من كركوك الى حيفا، وهو خط كان وسيبقى احد طموحات الكيان الصهيوني.

لذلك حين يقرّ مجلس النواب العراقي القراءة الأولى لقانون يجرّم التطبيع، بمبادرة من الكتلة الصدريّة، ويحظّر أي علاقة  مع الكيان وأي علاقة مع شركات تتعاطى مع هذا الكيان، نرى ان العراق بدأ يستعيد دوره التاريخي، ويُسقط أحد اهداف الاحتلال، ويؤكّد انه كان وسيبقى رغم بعض المرتبطين بالمشروع الصهيوني الأمريكي معقلاً  لمقاومة الأمة ضد كل أعدائها.

ونأمل أن تكون خطوة  قانون تجريم التطبيع في البرلمان العراقي سابقة تحتذي بها برلمانات عربية عديدة، وأن تكون بداية لإسقاط اتفاقيات التطبيع التي وقعتّها حكومات عربية مع هذا الكيان خصوصاً في ظلّ تصاعد الجرائم والانتهاكات والاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى وللمقدسات الإسلامية والمسيحية وللجرائم اليومية التي تُرتكب بحقّ الشعب الفلسطيني وآخرها جريمة  اغتيال القامة الإعلامية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ومحاولة اقتحام مخيم جنين.

كما نتطلع الى ان تستكمل هذه الخطوة بخطوات توحّد العراقيين جميعاً حول مواجهة العدو ومخططاته، لاسيّما أن من يعرف العراقيين جيداً يدرك ان هذه الخطوة تمثّل ضمير الشعب العراقي، وروح الشعب العراقي، ووحدة الشعب العراقي.

نأمل ان تستكمل هذه الخطوة بإقامة حوار بين مكونات الشعب العراقي من اجل افشال الهدف الثاني لاحتلال العراق، وهو تمزيق العراق وتشتيته واشعال حروب وفتن فيه على أساس عرقي أو طائفي أو مذهبي.

ولأن فلسطين بوصلة الأمّة وأحرار العالم، ومقاومة المشروع الصهيوني واجب عربي، فإننا نؤيد هذه الخطوة التي اتخذها البرلمان العراقي، ونأمل استكمالها بالقراءة الثانية والثالثة، ولنسعى لاستكمالها بخطوات تعزّز وحدة العراق وعروبة العراق، وتعزّز التكامل والتفاهم بين جميع مكونات العراق على أساس انتمائه لأمته العربية والإسلامية ولمواجهته كل المشاريع الاستعمارية.

 فكما أسقط العراق عام 1958 حلف بغداد، وكما أمّم العراق عام 1972 نفط العراق، اليوم يتوقّع أبناء الأمة من العراق أن يكون قائداً في مسيرة اسقاط التطبيع الذي هو تكريس لكل تلك الاحلاف والمشاريع الاستعمارية الهادفة الى تجزئة الأمة واحتلال أرضها ومصادرة مواردها وتمزيق مجتمعاتها.