وزير الدفاع الاميركي السابق: مزاعم ترامب كانت مفبركة وأمر بإغتيال سليماني دون دليل
*مارك اسبر: الاستخبارات الاميركية لم تؤيد مزاعم ترامب بانخراط سليماني في استهداف بعثات دبلوماسية أميركية
*ترامب كان يبالغ بصورة كبيرة في تصريحاته وغالباً ما يدلي بتصريحات تحمل نمطاً سلوكياً مبنياً على الكذب
طهران-العالم:- الإحاطات الاستخبارية اليومية، والتي اطَّلع عليها، لم تتضمن أي دليل يدعم نظرية اتهام (قاسم) سليماني بشنّ هجوم على سفارات أميركية.. ان (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب التزم نمطاً سلوكياً مبنياً على الكذب.. ترامب يبالغ بصورة كبيرة في تصريحاته، وغالباً ما يدلي بتصريحات غير موثوقة ومفبركة"، هذا الكلام هو لوزير الدفاع الأميركي الأسبق، مارك إسبر.
إسبر وفي مذكراته التي صدرت حديثا بعنوان "قسم مقدّس: مذكرات وزير دفاع خلال أزمنة صعبة"، يضيف أنه عارض قرار ترامب، القاضي باستهداف قائد فيلق القدس، الشهيد قاسم سليماني، وذلك بعد زعم ترامب "انخراط سليماني في استهداف 4 بعثات دبلوماسية أميركية"، وهو زعم لم تؤيده معلومات الاستخبارات الاميركية، كما أكد إسبر.
المعروف ان إسبر تعرض لهجومٍ مباشر من ترامب، واُقيل من منصبه في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2020، بعد نشوب خلافات بينهما حول الاحتجاجات التي فجّرها مقتل المواطن من أصول أفريقية جورج فلويد، لاسيما بعد ان إقترح ترامب إطلاق النار على متظاهرين طالبوا بالعدالة العرقية، عندما اقتربت التظاهرات من البيت الأبيض، وهو ما كشف عنه إسبر في مذكراته.
شهادة إسبر، بوصفه كان يشغل منصب وزير دفاع عندما أمر ترامب بتنفيذ جريمة اغتيال قادة النصر على "داعش"، القائدين قاسم سليماني وابومهدي المهندس، هي شهادة في غاية الاهمية، وإن أكدت ما هو مؤكد، فالجريمة كانت خرقا صارخا للقوانين والاعراف الدولية، وكانت تجسيدا سافرا لإرهاب الدولة الذي تمارسه أمريكا، إلا ان هذه الشهادة، اكدت صوابية الموقف الايراني، في تحميل ترامب ووزير خارجيته و35 من كبار اعضاء ادارته، السياسية والعسكرية والامنية مسؤولية الجريمة وملاحقتهم قضائيا.
موقف ايران من آمري ومنفذي جريمة اغتيال الشهيد سليماني، اعلنه الرئيس ابراهيم رئيسي وبشكل صريح و واضح، بقوله ان "الأفضل أن يُحاكم ترامب، و(وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك) بومبيو والمجرمين الآخرين لمعاقبتهم على جريمتهم.. وفي حال المماطلة، أقول لكل المسؤولين الأمريكيين، لا يساورنّكم أدنى شك من ان الانتقام قادم".
الامريكيون يدركون جدية ايران في الانتقام من قتلة الشهيد سليماني، مهما طال الزمن أم قصر، وعزم ايران على تدفيع امريكا ثمن إرهابها وعنجهيتها وغطرستها وإجرامها، وهذا الامر اصبح اكثر من واضح للامريكيين، الذين نقلت عنهم مصادر مطلعة على مفاوضات فيينا، لرفع الحظر الامريكي عن الشعب الايراني، مطالبتهم طهران بالتخلي عن المطالبة بالإنتقام لجريمة إغتيال الشهيد سليماني، في مقابل تقديم "تنازلات" في المفاوضات !.