لبنان على ابواب انتصار حرب تموز السياسية
ونحن على أيام من ذكرى الإنتصار في 25 أيار 2000 م، والذي خسر فيها اعداء لبنان من الاميركان والصهاينة وعملائهما السياسيين في الداخل اللبناني الذين باعوا ضمائرهم بالمال الحرام المعركة في عدوان تموز 2006 في وقت كانت فيه المقاومة الباسلة في بداية ولادتها ولازالت غضة فتية مقابل الحضور القوي انذاك لاميركا وحلفائها، فكيف يتسنى لمحور الشر الاميركي الانتصار اليوم في ظل تنامي قدرات المقاومة ومحورها وهزيمة الاميركي وحلفائه؟.
ولايمكن ان تمحى من الذاكرة ماواجهته المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله بعد الانتصار في تموز 2006 من سهام الاعداء الحاقدين والتي تمثلت بالصاق التهم الزائفة والحرب الاعلامية الشرسة على مختلف المواقع الخبرية المسموعة والمرئية ومواقع التواصل الاعلامي والتي كانت تهدف الى تشويه صورتها امام الشعب اللبناني بالدرجة الاولى وبقية الشعوب التي احتضنت المقاومة واحبتها وكانت نعم العون والنصير في الوقوف معها ضد كل المعادين والحاقدين.
ولكن والملاحظ اليوم ان المقاومة الباسلة اصبحت قدرة عملاقة وقوية بما امتلكته من امكانيات بشرية ولوجستية استطاعت ان تفشل كل المخططات الاميركية والصهيونية التي ليس فقط تنال لبنان وحده بل كل المنطقة وكان لها حضورها الفاعل والمؤثر في كل ميادين الجهاد التي تتطلب تواجدها فيها.
واليوم والذي يستعد فيه اللبنانيون للمشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة والتي ستكون وكما اشار مراقبون ومحللون سياسيون من انها ستكون الفاصلة والكاشفة عن الحقيقة التي اراد اعداء لبنان طمسها واخفاءها ، الا ان المؤشرات تؤكد ان وكما صرحت به بعض الاوساط القريبة من المقاومة من ان "الصوت الانتخابي في صناديق الاقتراع هو بمثابة حجز موطئ قدم متقدم في محور صناعة الانتصار"، لان "حزب الله قدّم برنامجًا انتخابيًا يشمل عناوين للنهوض تترجم عبر خطط وبرامج عمل لاحقًا، ومنها ما هو معد بالتفصيل".وبنفس الوقت اكدت هذه الاوساط أن "الهجمة على المقاومة قوية لكنها لن تستطيع أن تطال من حضورها، والانتخابات محطة أساسية لمواجهة هذه الهجمة وطيها"، مضيفة ان "أهمية الانتخابات تكمن في أنها تطوي الهجمة على المقاومة وتقوم بهجمات مرتدة".
وقد وضع سماحة السيد نصرالله النقاط على الحروف عندما تحدث عن حرب تموز السياسية، بقوله ان حزب الله يتعاطى مع اي انتخابات في سياق الاطار الموضوعي والطبيعي باعتبار انها تشكل حالة تنافس قائمة بين المتنافسين في لبنان، لكن هذه المرة عندما وجد حزب الله الاطراف الاخرى، اما عداء او خصومة مع المقاومة، لم تتطرق في كل طروحاتها الانتخابية لأي شي، ولم تطرح شعاراً ولا برنامجاً ولا خطة لبناء الدولة، وكل ما طرحته مواجهة سلاح المقاومة وحزب الله، وتحرير لبنان من حزب الله "الاداة الايرانية" كما يزعمون، واعتبرها شعارات سياسية بامتياز.
وبطبيعة الحال فان ماصرح به سيد المقاومة فانه سيفرض على الشعب اللبناني الادراك أن المقاومة في لبنان هي قدر وجودي وتحت سقفه تُرسم معالم الحياة السياسية في البلد، والتخلي عن هذا القدر يجعل لبنان في مهب الريح"، ويضع حدا للفريق الآخر المعادي للمقاومة ان يكف عن الارتهان للخارج، وعرقلة مشاريع النهوض".
واخيرا لابد من التأكيد من ان كل من لم يحظ بشرف القتال من اللبنانيين في حرب تموز العسكرية بإمكانه اليوم المشاركة في حرب تموز السياسية يفرض عليه انتخاب من حرر ارض بيروت والبقاع والجنوب واعطوها العزة والكرامة ووفروا لهم الحماية من التكفيريين من خلال ارتواء الأرض بدمائهم الطاهرة ليعيش لبنان كل لبنان حالة الاستقرار والامان.