الفلسطينيون يسطرون أروع الملاحم والأعراب نائمون غافلون مطبّعون
عمر عبد القادر غندور
يواصل فلسطينيّو الداخل الفلسطيني جهادهم ضدّ المحتلّ الصهيوني بالسكاكين والعصي والدهس في عقر مجمعاتهم المحصّنة، لا يأبهون ببطش عدوهم ولا بجحافل آلياته التي تجرف البيوت والأخضر واليابس، حتى ضاق العدو بنفسه ذرعاً بهذه الجرأة الفلسطينية، وهؤلاء الفتيان الشجعان الذين يخرجون الى أعدائهم برغم الإجراءات والتحصينات ووسائل الحماية الشديدة، وآخر عملياتهم في بلدة الحارثية غرب جنين وشرق تل أبيب والتي أوقعت ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى بعضهم في حالة الخطر الشديد، ورداً على العملية قامت «إسرائيل» بجرف منزل الأسير الفلسطيني أحمد جرادات وما زالت تلاحق في البر والجو أبطال العملية…
هذه العملية هزّت الكيان الغاصب، وكشفت عجزه وانعدام قدرته، ما دفع الشاعر «الإسرائيلي» ليفنن كينس للقول:
«استيقظي استيقظي يا إسرائيل» فيما طلبت قيادة جيش العدو الامتناع عن التنقل في الطرقات! ودعا نائب رئيس الحكومة الى اغتيال قادة حماس والجهاد…
وعن مثل هذا الإحباط والضياع والعجز في مواجهة فتيان فلسطين الذين ولدوا بعد أربعة عقود من قيام دولة الاحتلال، قال كبير معلقي صحيفة «هآرتس» إسرائيل هارئيل بالحرف الواحد: هؤلاء الشباب قتلوا رموز الدولة ورفعوا أعلام العدو وهاجموا السيارات وهتفوا بالدم والروح نفديك يا فلسطين، كلّ هذا يفرض علينا ان نستفيق من أوهامنا والجيش «الإسرائيلي» حتى لو جنّد ٥٠ سرية لتأمين الطرقات فلن يستطيع معالجة النزعة الانفصالية القومية والشرطة هي عاجزة بالتأكيد عن استئصالهم، وكلما حصل هؤلاء على التعليم ازدادت ثقتهم بأنفسهم ورفعوا رؤوسهم.
مثل هذه الشهادة من عدو غاشم، وتلك البطولات التي يسطّرها فتيان فلسطين، وتلك الهمجية الصهيونية التي تدمّر وتحرق وتقتل وتستبيح وتشرّد الفلسطينيين لا تحرك ولا توقظ حمية ولا نخوة ولا مروءة الدول العربية التي ذهب بعضها الى التطبيع وبعضها الآخر ينتظر وكأن مسرى رسول الله والقدس الشريف وأولى القبلتين لا يعني لهم شيئاً.
ولو أردت أن أتوجه الى هؤلاء بمنطق سياسي او رأي أو وجهة نظر في مسألة الواجب الإسلامي والعربي والفلسطيني لأصرّوا على تغافلهم، ولو توجهت إليهم بلسان القرآن وذكرتهم بقول الله تعالى «قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا»
ولا نعتقد انّ من ندعوه الى التبصّر بدينه ودنياه سيرعوي والله يقول «الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ««إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى»