هدم قبور البقيع مأساة تتجدد مرارتها
يصادف الثامن من شوال ذكرى هدم السعودية الآثار والأضرحة الخاصة بالائمة والصحابة في البقيع في المدينة المنورة في العام 1344 للهجرة.
ما أن وصل آل السعود إلى السلطة في الحجاز مجددا عن طريق قيام عبد العزيز آل سعود باغتيال حاكم الرياض من آل الرشيد ذبحا بالسيف، حتى وصلت حملاتهم إلى المدينة المنورة، وبدؤوا بإزالة آثارها العمرانية ذات القيمة الدينية الكبيرة. وفي مقدمتها أضرحة الأئمة والصحابة في مقبرة البقيع.
وفي الثامن من شهر شوال من العام 1344 للهجرة هدموا اضرحة الائمة من اهل البيت "عليهم السلام" في بقيع الغرقد وهم: الحسن المجتبى وعلي السجاد ومحمد الباقر وجعفر الصادق "عليهم السلام جميعا".
وقال السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله في لبنان: بعد ان سيطر عبد العزيز آل سعود (الملك المؤسس) على بلاد الحجاز، قام اتباعه الوهابيون انطلاقاً من ثقافتهم وفكرهم بتهديم كل الآثار الدينية والتاريخية لرسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم".
هدم سوّى الأضرحة بالأرض وأدى الى نهب ما كان فيها من آثار قيّمة وحوّلها تالياً إلى أرضٍ مقفرة. انتشار الخبر بسرعة وما رافقه من عزم آل سعود والوهابيين على هدم قبر النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" دفع العالم الاسلامي إلى الخروج بتظاهرات عارمة استنكارا لفظائع السلطة الجديدة.
وقال قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي: "في الامة الاسلامية اشخاص يحملون افكاراً خبيثة ومتحجرة ومتخلفة وخرافية، تعتبر ان تجليل عظماء صدر الاسلام شرك وكفر وهذه مصيبة بالفعل، وهم نفس الاشخاص الذين قام اسلافهم بهدم قبور الأئمة في البقيع، ولو لم يقم العالم الاسلامي من شرقه في شبه القارة الهندية الى افريقيا، لقاموا بهدم النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" ايضاً".
لكن الفكرة التي حال العالم الاسلامي دون تطبيقها عملياً لا تزال تراود عتاة الوهابيين، حيث اعتبر خالد المولد عالم وهابي، اقامة الاضرحة على قبور الائمة بانه عمل منكر، على حد زعمه.
وبالطبع لم تكن فعلتهم هي الأولى من نوعها فقد قاموا بعملية تدمير للآثار في العام 1220 لكنها بنيت من جديد بعد القضاء على الدولة السعودية الأولى.
خطورة ما يقوم به آل سعود والوهابية أنه يقضي على الآثار التاريخية التي لها أهمية دينية فائقة باعتبارها دليلا محسوسا على الفترة التأسيسية في الحقب الإسلامية المختلفة لاسيما عصر صدر الاسلام.
واعتبر العلامة القبانجي "هدم قبور أئمة البقيع من قبل الوهابية، بأنه مشروع لتمزيق المسلمين بلباس ديني، وإدخالهم بمعركة داخلية"، مؤكدا أن "داعش هي امتداد للحركة الوهابية، وأن الأخيرة مشروع بريطاني هدفه تمزيق العالم الإسلامي واستنزافه بمعارك داخلية".
يذكر أن البقيع هي المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سوره، وتضم رفات الآلاف من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، وفي مقدمتهم الصحابة، وعدد من آل بيت النبوة (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقامت الحكومة السعودية بهدم القباب التي كانت مبنية في البقيع على قبور بعض الصحابة بداعي بأنها "شركية".
وهذه أسماء القباب الشريفة التي هدموها في الثامن من شوال سنة (1344) في البقيع خارجه وداخله:
1: قبة أهل البيت "عليهم السلام" المحتوية على ضريح سيدة النساء فاطمة الزهراء -على قول بعض الروايات- ومراقد الأئمة الأربعة الحسن السبط، وزين العابدين، ومحمد الباقر، وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهم الصلاة والسلام، وقبر العباس ابن عبد المطلب عم النبي، وبعد هدم هذه القباب درست الضرائح.
2: قبة سيدنا إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
3: قبة أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
4: قبة عمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
5: قبة حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
6: قبة سيدنا إسماعيل ابن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
7: قبة أبي سعيد الخدري.
8: قبة فاطمة بنت أسد.
9: قبة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
10: قبة سيدنا حمزة خارج المدينة.
11: قبة علي العريضي ابن الإمام جعفر بن محمد خارج المدينة.
12: قبة زكي الدين خارج المدينة.
13: قبة مالك أبي سعد من شهداء أحد داخل المدينة
14: موضع الثنايا خارج المدينة.
15: مصرع سيدنا عقيل بن أبي طالب عليه السلام
16: بيت الأحزان لفاطمة الزهراء