الذين إتخذوا أعداء الله أولياء.. الإمارات تهنىء "إسرائيل" بالنكبة والمغرب يشتري منها الاسلاح
خبران متزامنان يرسمان صورة في غاية البؤس والذلة والمسكنة، للانظمة العربية التطبيعية، التي انحدرت الى قاع الهوان، وهي صورة تتناقض كليا مع صورة الكبرياء المشرفة والمشرقة التي ترسمها المقاومة في غزة والشباب الفلسطيني في اراضي 48، بتصديهم الملحمي والبطولي لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين ومنعهم من تدنيس قبلة المسلمين الاولى.
الخبر الاول، الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد مع وزير خارجية الكيان الإسرائيلي يائير لابيد، والذي هنأه فيه بـ"عيد الاستقلال الرابع والسبعين لدولة إسرائيل"، كما ندد إبن زايد في هذا الاتصال بـ"شدة" بعملية "إلعاد"، متقدما بـ"خالص التعازي وصادق المواساة إلى أسر الضحايا"، ومعرباً عن تمنياته بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
من المؤكد ان لابيد ما كان ينتظر ان تقدم الامارات تهنئة لكيانه بمثل هذه المناسبة، التي ينظر اليها العرب والمسلمون، على انها نكبة حلت بالشعب الفلسطيني، الذي شردته العصابات الصهيونية من ارضه وبلده، بدعم من الاستعمار البريطاني، الا ان ابن زايد أبى الا ان يثبت لـ"الاسرائيليين"، وبالدليل القاطع، انسلاخه وانسلاخ نظامه الكامل عن كل ما هو عربي واسلامي، وانه ومنذ اليوم يواليهم ويتبرأ من فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني ومن كل المقدسات الاسلامية، والدليل الاضافي الاخر على ذلك هو تنديده بالعملية البطولية للشباب الفلسطيني في مستوطنة "إلعاد" والتي اسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين، والتي جاءت ردا على اقتحامات وانتهاكات المستوطنين المتكررة والاستفزازية للمسجد الاقصى، بحماية وحراسة قوات الاحتلال، وهذا التنديد الاماراتي هو تأييد واضح وفاضح لسياسة التهويد التي يمارسها الكيان الاسرائيلي في القدس، وتدنيس الاقصى.
اما الخبر الثاني، فهو خبر دخول المغرب في مفاوضات مع شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية للأسلحة بهدف شراء صاروخ كروز المعروف بـ "دليلة"، لتعزيز قوته الجوية.
وأشارت صحيفة "ديفينس" المتخصصة في الأخبار العسكرية والدفاعية، ان المفاوضات جارية لإبرام الصفقة مع الشركة الإسرائيلية، غير أن موافقة المؤسسات الأمنية الإسرائيلية ضرورية لإنجاز هذا الاتفاق.
وأكدت الصحيفة أن لوبي شكله يهود من أصل مغربي يحاول إقناع هذه المؤسسات الإسرائيلية بالنوايا الحسنة المغربية.
من الواضح انه كان بإمكان المغرب ان يحصل على صواريخ اكثر تطورا من صاروخ "دليلة"، من الدول الاخرى المعروفة بصناعاتها العسكرية، دون ان يقوم بإستفزاز الفلسطينيين والعرب والمسلمين وفي مقدمتهم الشعب المغربي، عبر اللجوء الى شركات اسرائيلية، ليدخل معها في مفاوضات طويلة عريضة، يستخدم فيها لوبيات يهودية مغربية لاقناع المؤسسات العسكرية والامنية.
من الواضح ايضا، ان مثل هذه الصفقات تتحول الى اموال تدخل الخزينة الاسرائيلية، لاستخدامها من اجل قتل وتشريد ما بقي من الشعب الفلسطيني وتهويد القدس ومحاصرة المقاومة في غزة، اي ان مثل هذه الصفقات، التي عقدت مثلها الامارات والبحرين ايضا، والتي وصلت قيمتها حتى الان الى مليار دولار، يبدو انها تأتي في سياق دعم هذه الانظمة التطبيعية للكيان الاسرائيلي بشكل غير مباشر، من اجل ديمومة احتلاله لفلسطين والقدس، فكانت بذلك تجسيدا لمن إتخذ عدو الله وعدو المسلمين اولياء.
العالم