الكيان الصهيوني بين الهزيمة والطعنة المقبلة
علي علاء الدين
حظيت العملية الفدائية في "العاد" باهتمام كبير على المستوى السياسي والعسكري والاعلامي الصهيوني، فهي اتت وسط استعدادات صهيونية مرتفعة تحسبا لهكذا عمليات، ما عزز الشعور بعدم توفر الامن والامان لدى الصهاينة، ودفع كافة المستويات في الكيان للدعوة لاغتيال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار باعتباره المحرض على هذا النوع من العمليات.
وكما في سابقاتها من العمليات سارع المسؤولون السياسيون الصهاينة الى طلب "تدفيع" منفذي العملية والمحرضين عليها ثمنا قاسيا. من جهته قال رئيس الحكومة نفتالي بينيت بعد المشاورات الامنية "اعداؤنا خرجوا في حملة قتل يهود اينما كانوا. هدفهم كسر روحنا، سيفشلون، سنضع ايدينا على المخربين وعلى بيئتهم الداعمة". اما وزير الامن بني غانتس فاعتبر انها "عملية خطرة ويترتب عليها نتائج وخيمة وسيتم محاسبة المسؤولين عن التحريض وعن هذه العمليات".
على المستوى الامني كانت الدعوات لاغتيال السنوار والتي وجدت لها صدى اعلاميا كبيرا حيث حرض الكثير من كبار الاعلاميين والمحللين في الكيان الصهيوني على اغتيال السنوار، معتبرين أنه هو من يقف خلف هذا الهجوم، وأنه اسوأ الارهابيين في تاريخ النزاع الفلسطيني الصهيوني، حيث اضافوا انه يمنح غطاء دينيا لتشجيع الافراد والمجموعات على استهداف الاسرائيليين. وفي مقابل هذا التهديد والوعيد السياسي والامني والاعلامي كان موقف نائب رئيس مجلس الامن القومي سابقا عيران عتسيون مغايرا حيث اعتبر ان " الارهاب" الفلسطيني لم يهزم ابدا، ومن المشكوك فيه ان يكون بالامكان اجتثاثه بصورة كاملة لمدة طويلة لافتا الى ان الحرب ضد "الارهاب" ستستمر دائما، اما بالنسبة لهجوم "العاد" فقال: "ان قسوة الهجوم تؤجج الدعوات للانتقام"، وذكر ان "السنوار يعرف الاسرائيليين جيدا من سنواته في السجن"، كما انتقد الدعوات لاغتيال السنوار لان "هذا الامر ان حصل فلن يتغير اي شيء ولا حتى الردع بوجه قيادة حماس فكل واحد منهم يعيش بعلم واضح بأن دمه على كفه وانه في وقت مستقطع". ورأى عتسيون ان "القيادة الصهيونية واقعة تحت الضغط لفعل شيء من اجل ارضاء الرأي العام". وخلص الى "ان الموجة الحالية لا تقترب من حجم احداث "سيف القدس" من ناحية استراتيجية، ولكن اغتيال السنوار سيدفع باحتمالية مرتفعة جدا الى" سيف القدس 2 "، ما سيؤدي بشكل مباشر الى انهيار الحكومة وتقويض الاستقرار السياسي الذي هو اصلا متداع وأن معركة كسيف القدس 2 ستنتهي حكما بانتصار المقاومة حتى لو صفي السنوار وصفيت كل قيادة المقاومة".
بعد كل ما تقدم بات من الواضح ان القيادة الامنية والعسكرية والسياسية الصهيونية تنتقل من فشل الى فشل، وبرغم كل الاجراءات الامنية المتخذة لاحتواء ومنع هذا النوع من العمليات لا يزال الفلسطينيون يضربون في العمق ولا زال عدد قتلى الصهاينة يزداد حتى وصل الى 19 قتيلا من عمليات الطعن واطلاق النار في شهر واحد، وفي حين تحاول القيادة الصهيونية التغطية على فشلها عبر رفع الاصوات للانتقام والرد في محاولة لارضاء الجمهور الغاضب والخائف، ومع عدم تبني أي من فصائل المقاومة للعملية يقف المستوى السياسي والامني في الكيان حائرا، بين خيار الرد باغتيال السنوار وستكون نتيجته واضحة وهي الاطلاق الفعلي لوحدة المحور مما سيضع الكيان الصهيوني امام خطر وجودي وبين خيار زيادة الاجراءات التي اثبتت فشلها او الصمت بانتظار الطعنة المقبلة.