هدنة اليمن على المحك: قوى العدوان تعبث بالاتفاق
زين العابدين عثمان
مع اقتراب نهاية أول شهر للهدنة، لا زالت قوى العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي تمارس أعمالًا عدوانية خارج الهدنة، ولا زالت غير ملتزمة بما تم الاتفاق عليه في مسألة رفع الحصار عن الموانئ اليمنية أمام سفن النفط والمواد الغذائية وفتح مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية.
فإلى اليوم لم يتم تقديم أي خطوات ايجابية من قبل قوى العدوان في ما يخص تنفيذ اتفاقات الهدنة، فالقرصنة البحرية واحتجاز السفن مستمران ولم يتم ادخال سوى ثلاث سفن فقط من أصل ١٨ سفينة من المفترض أن يتم ادخالها خلال شهري الهدنة، كما أن الرحلات الجوية تم الغاؤها بالكامل ولم تمرر أي رحلة الى صنعاء.
بالتالي، قوى العدوان وعلى رأسها أمريكا تثبت أنها غير جادة لأي سلام ولا ترغب في أن تبادر لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وهي كما تؤكده المعطيات تبحث عن مسارات للتصعيد وترتيب للأوراق على الأرض والالتفاف على الهدنة. تسعى قوى العدوان للإبقاء على الحصار والضغط على الشعب اليمني بادخال سفن النفط بسياسة التقطير "بحيث لا تحقق رفع المعاناة أو التخفيف منها".
انطلاقًا مما سبق، يتّضح أن مستقبل الهدنة بات في كف عفريت، وقد تنسف في أي لحظة نظرًا لعدم التزام أطراف العدوان أمريكا وأدواتها السعودية والامارات بالاتفاقات المبرمة خلالها، وعليه فإن انهيار الهدنة سيكون خطأ كارثيًا تتحمل تبعاته أطراف العدوان.
القوات المسلحة اليمنية على درجة عالية من التأهب والجاهزية لمواجهة جميع سيناريوهات المواجهة والتصعيد كما أنها على استعداد لتنفيذ توجيهات القيادة في خصوص تنفيذ الخيارات الاستراتيجية واستئناف "عمليات كسر الحصار" التي لا شك ستعود بقوة وبمستوى غير مسبوق لا يمكن تخيله، فسيناريوهاتها مبنية على سقف عالٍ من القدرات والامكانات الهجومية التي ستكون كفيلة بتدمير الأعماق الحيوية داخل السعودية وضرب منشآت ومحطات أرامكو بأفق ناري وعملياتي مدروس ومتصاعد يصل الى تدميرها وقطع خط انتاجها للنفط بشكل كامل.