المقاومة وضعت الكيان على حافة الهاوية
المواجهات اليومية بين شباب المقاومة وصمود الفلسطينيين امام الهجمات الشرسة لجيش العدو عند اقتحامه للمدن في الضفة الغربية سببت زرع حالة من الخوف والرعب لدى قطعان المستوطنين بحيث اوصلت قناعات الخبراء والمحللين الصهاينة من ان الجيش وصل الى حالة العجز والفشل في ايقاف هذا الزخم الثوري الفلسطيني.
وقد اعترف يوني بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- "أمان" في مقال نشره موقع "نيو ون"، ، أن "إسرائيل تلعق جراحها، لكن حماس تحتفل بالنصر، وهي تعزو ذلك إلى استراتيجية أسستها معادلتها الجديدة "غزة - القدس"، في المواجهة مع "إسرائيل" منذ معركة سيف القدس، وجاءت أحداث الأسابيع الأخيرة لتعزز هذه المعادلة، انطلاقا من فرضية مفادها أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة والدمار".
وفي الوقت نفسه، فان الأوساط العسكرية الإسرائيلية تعيش حالة من القلق والارباك اعتقادا منها أن المقاومة ربما تتجهز لخوض مواجهة عسكرية مع الكيان في الفترة القادمة، من خلال تصعيد تدريجي على الحدود الجنوبية، مما يعكس ان المقاومة أسست معادلة ردع جديدة مع الاحتلال ستكون لها تداعيات خطيرة على سياسته في الردود العسكرية، ما يؤكد أن الكيان الصهيوني أمامه أسابيع قليلة أخرى تتعلق بانهيار وضعه الامني .
وتأكد للجميع اليوم مدى الضعف الإسرائيلي أمام المقاومة الفلسطينية والذي تجلى في عدة مظاهر من بينها الخوف الكبير لدى المؤسسة الإسرائيلية من وقوع مزيد من الهجمات في الأسابيع المقبلة، وفقدان الإحساس بالأمن الشخصي للإسرائيليين، وفقدان الثقة التدريجي في قيادتهم، وتراجعها في قوة الجيش والأمن، وعدم وجود استراتيجية واضحة للحرب على المقاومة، والمخاوف من انهيار السلطة والفوضى الأمنية في الضفة الغربية".
وقد عزت اوساط عسكرية صهيونية حالة الفشل جاءت نتيجة لسياسة الأمن التي صاغها رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزيراه يائير لابيد وبيني غانتس لمنع التصعيد في رمضان، بدعم من إدارة بايدن الفاشلة، وهكذا بدأت الهجمات داخل المدن الإسرائيلية قبل شهر رمضان، ووفقًا لرئيس الأركان أفيف كوخافي فإن من المتوقع أن تستمر العملية عدة أشهر أخرى، لكن المنظمات الفلسطينية فسرت السلوك الإسرائيلي بأنه ناجم عن ذعر وضعف، عقب فشل السياسة الإسرائيلية السائدة تجاه الفلسطينيين".
وبرزت بالامس حالة جديدة وهي انطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني والذي اصاب المستوطنات والتي فشلت منظومة "القبة الحديدية " من اكتشافها بحيث وصلت الى اهدافها من دون اسقاط اي صاروخ منها وهذا التطور الجديد في مواجهة الردع بين المقاومة الفلسطينية والكيان الغاصب القت بظلا لها بحيث عمقت حالة الفشل الصهيوني امام الاساليب التي تبتدعها المقاومة يوما بعد اخر.
واخيرا نستخلص مما تقدم ان الكيان الصهيوني أصبح يشعر بالصعوبة عليه الحفاظ على الردع مما يعكس انهيارا نفسيا كبيرا في قياداته العسكرية والسياسية.