مهدي منصوري
لا نغالي اذا ما قلنا ان الثورة الاسلامية المباركة تتجدد كل عام وبصورة تخرج عن حد التصورات و التوقعات وبالامس استطاع الشعب الايراني وبكل توجهاته واطيافه ان يرسم صورة رائعة قل نظيرها في عالمنا المعاصر بحيث يمكن القول انها وفي الوقت الذي ارسلت فيه رسائل كثيرة فانها عكست بنفس الوقت ذلك التلاحم الكبير بين القيادة الحكيمة لهذا البلد المتمثلة بالامام الخامنئي (حفظه الله)، وبين ابناء الشعب الايراني الذين عبر وا وبصدق وباخلاص عن وفائهم للثورة الاسلامية و التمسك بمبادئها والدفاع عنها حتى اخر قطرة دم.
نعم ان الشعب الايراني بالامس قد اعطى للقيادة السياسية زخما قويا بل ودافعا كبيرا من ان تثبت وتصمد في مواقفها الحقه خاصة فيما يتعلق بالحق الذي ضمنته المواثيق الدولية الا وهو الاستمرار وعدم الوقفة في المسيرة النووية السلمية والى آخر الخط.
وقد كانت الشعارات والهتافات التي تصدر من حناجر المتظاهرين والتي تؤكد على حقها في التقنية النووية السلمية والمطالبة بعدم التنازل او التراجع ولو خطوة واحدة امام الضغوط التي تمارسها القوى السلطوية وعلى رأسها الشيطان الاصغر اميركا.
ومن المعطيات المهمة التي ابرزتها تظاهرات امس المليونية ان الإجراءات والضغوط والتهديدات وغيرها من الممارسات العدوانية التي يطلقها اعداء الثورة لم ولن تترك أي تاثير في قرار الشعب الايراني الذي عبر عنها وبوضوح وقالها بصراحة متناهية، بل وفي الواقع ألقم تلك الافواه حجرأ واسكت تلك الاصوات النشاز بحيث استصغر شأنها واحتقرها، ووجه لها ضربة قوية وبحيث لو كانت فعلا تفكر جيدا او تقرأ الواقع الايراني الذي رسمته التظاهرات المليونية فانها بعد اليوم لا تفكر في ان تلجأ الى مثل هذه الاساليب الهمجية والحمقاء والذي ثبت ليس فقط عدم فاعليتها بل ان تاثيرها في هذا الشعب قد بلغت حد الصفر.
ولو اردنا سرد المعطيات التي عكستها تظاهرات الامس قد لايمكن ان يسعها سطور هذا المقال الا اننا وفي نهاية الامر وللاختصار نقول ان الذين يتربصون بايران الاسلام من اعداء الداخل والخارج والذين وضعوا مراهناتهم في سلة الشعب الايراني فانهم تلقوا بالامس الجواب الدامغ والصريح والذي يقول انكم قد اخطاتم الطريق ولن تتمكنوا ان تصيبوا الهدف المنشود.
واخيرا وليس آخرا ان الشعب الايراني اثبت وللجميع من انه لازال حيويا ونشطا وفعالا وانه لازال يحمي هذه الثورة المباركة ومبادئها الحقه وانه لازال وفيا لها رغم كل الظروف الاستثنائية التي يعيشها مما يعكس صورة جديدة قد لم يألفها أي من المجتمعات البشرية في عالمنا اليوم.
فمبروك لشعبنا ذكرى انتصار ثورته المباركة و مبروك للقيادة الحكيمة التي ادارت دفة السفينة واوصلتها الى بحر الامان والاستقرار والثبات، وليعلم كل الذين يتآمرون ان الشعب الايراني قد خلط كل الاوراق وبصورة لايمكن ان يدركها احد بعد اليوم وانه وبصبره وصموده وثباته استطاع ان يلقن اولئك الحاقدين درسا قاسيا لايمكن ان يمحى من ذاكراتهم ليوم من الايام.