القصف التركي فضح ادعياء السيادة العراقية
جاءت التجاوزت والانتهاكات التركية بقصفها المدن العراقية في شمال العراق وقتل ابنائها خرقا للسيادة العراقية وبفرية وذريعة كاذبة من انها تطارد حزب العمال الكردستاني في الاراضي العراقية، وبررت هذا التصرف بعقدها اتفاقية أمنية بين حكومة صدام حسين المقبور والحكومة التركية في العام 1994، يُسمح بموجبها للقوات التركية بتنفيذ ضربات جوية ضد معاقل الحزب، والتوغل البري لمطاردته إلى عمق 25 كيلومترًا على طول الشريط الحدودي، تم التمديد لها في العام 2007.
ومن المتعارف ان مثل هذه الاتفاقيات ينتفي مفعولها بعد سقوط الطاغية صدام وزوال حكومته الا ان تركيا بقيت مصرة على انتهاكها لسيادة العراق من خلال استمرار عدوانها ليس على قواعد ومقرات حزب العمال بل على المدنيين في مدن سنجار ودهوك وغيرها والتي لم يكن فيها تواجد لقوات حزب العمال مما اعتبره المراقبون ان "وراء الاكمه ماوراءه " كما يقول المثل العربي ، والذي يثير الاستغراب والدهشة هي حالة الصمت القاتل الذي لف الحكومة العراقية وحكومة بارزاني على هذا الانتهاك الصارخ للسيادة العراقية ولم تصدر اي اشارة لانتقاد هذا العمل الجبان بحيث انطلقت التساؤءلات الكبيرة هل ان هناك تواطؤ بين الحكومة العراقية وبارزاني مع تركيا على استهداف المدنيين من جانب ومن جانب اخر ضرب بعض مواقع الحشد الشعبي في المنطقة؟!.
واللافت في الامر وعندما استهدفت طهران مقرا للاستخبارات الاسرائيلية والذي كان مركزا لتدريب المجرمين والقتلة وارسالهم كمجاميع لزعزعة الوضع الايراني نجد ان الاصوات المعادية ارتفعت بالتنديد والاستنكار وباعلام متزلف وحاقد بحيث اعتبرت القصف الايراني لمركز الاستخبارات والتجسس الصهيوني بانه استهداف لاربيل لاثارة الراي العام العراقي ولتحقيق المخطط الاميركي – الصهيوني الذي يهدف الى تعميق حالة العداء بين الشعبين العراقي والايراني والذي يعتبر سدا مانعا امام اطماعهم الاستعمارية في العراق.
وفي الطرف المقابل نجد ان هناك اجماعا شعبيا عراقيا ومن مختلف المكونات والاتجاهات برفض التواجد التركي واي تواجد اجنبي على الاراضي العراقية والمطالبات الكثيرة للحكومة العراقية بطرد القوات التركية وغلق معسكراتها وانهاء احتلالها اللامبرر واللاشرعي للعراق. وبعد الاعلان عن استمرار العدوان وتجدد القصف من قبل تركيا على العراق ارتفعت اصوات ابناء الشعب العراقي منددة بهذا الامر معتبرة أنه يعد تحدياً حقيقياً وفاضحا أدعياء الدفاع عن السيادة العراقية والوطن الذين لم تصدر منهم ولو كلمة استنكار واحدة للاجرام التركي ضد الوطن والمواطنين. الا ان الرافضين للتواجد الاميركي والتركي على الاراضي العراقية فانهم لازالوا مصرين على انهاء هذين الاحتلالين البغيضين مهما كلفهم ذلك من ثمن حفاظا على وحدة العراق ارضا وشعبا.