kayhan.ir

رمز الخبر: 149253
تأريخ النشر : 2022April18 - 19:37
هل سيَلفُظ النظام المالي الغربي أنفاسه الأخيرة الخريف المُقبل أم الذي يليه حسب أحدث النبوءات الروسيّة؟

ولماذا تتحمّل السّياسات الاقتصاديّة الأمريكيّة وفكّ الارتباط بين الدولار والذهب المسؤوليّة الكُبرى؟

 

أوروبا، وبريطانيا على وجه الخُصوص، تعيش هذه الأيّام موجات من الغلاء غير مسبوقة، بسب ارتفاع نسبة التضخّم (75 بالمئة) والحرب الأوكرانيّة ودورها في رفع أسعار الطّاقة بمُعدّل الضّعفين على الأقل، ونحن نتحدّث هُنا عن قطاعات الوقود والكهرباء والغاز وكُل ما يتفرّع عنها.

قبل يومين سألني ابني سُؤالًا مُفاجئًا ومُباغتًا، وهو هل تعرف كم أدفع لمَلء خزّان سيّارتي من الديزل؟ قُلت لا.. قال قبل الحرب الأوكرانيّة كان مَلء الخزّان يُكلّفني 50 جنيهًا، الآن 80 جنيهًا.

السُّؤال الأخطر والأكثر قلقًا هو ما طرحه ألكسندر نزاروف الكاتب الروسي الشهير ونشرت “روسيا اليوم” ترجمةً عنه وهو “هل يقضي النظام المالي العالمي نحبه في الخريف المُقبل؟ أم أن الدول الغربيّة ستنجح في إطالة عُمره سنةً أُخرى، ولكن دُون أيّ تجديد؟

ما يدفع هذا الكاتب المُتخصّص في الشّؤون الماليّة والاقتصاديّة التوصّل إلى هذه النتيحة هو وصول نمو الديون الأوروبيّة العالميّة إلى أرقامٍ فلكيّة، وأيّ رفع لأسعار الفائدة لمُواجهة التضخّم يعني إفلاس مُعظم الكيانات الاقتصاديّة في الغرب.

الدين الأمريكي العام وصل إلى ما يقرب من 29 تريليون دولار، وطباعة التريليونات من الدولارات غير المدعوم بالذّهب، في وَقتٍ بدأ الانكِماش الاقتصادي، وارتفع التضخّم، الأمر الذي يعني أن الانهيار بات وشيكًا إن لم يكن قد بدأ فِعلًا.

الخِيار الوحيد أمام الولايات المتحدة زعيمه العالم الحُر للخُروج من هذا المأزق هو الدّخول في حربٍ مُزدوجة ضدّ روسيا والصين، وقد بدأت في الأولى، لكن الثانية لم تبدأ بعد حسب الكاتب الروسي، نازاروف، وربّما لن تبدأ، والانهيار بات حتميًّا.

الولايات المتحدة هيمنت على الاقتصاد العالمي مُنذ نهاية الحرب العالميّة الثانية التي خرجت منها أوروبا مُثخنة بالجِراح والإفلاس المالي، وسلّمت راية القيادة الاقتصاديّة والسياسيّة والعسكريّة إلى واشنطن، ولكن الأخيرة لم تُحسِن القيادة، وبدأت في تقويض الاقتصاد العالمي عام 1971 عندما فكّت ارتِباط عُملتها (الدولار) بالذهب، وأصبحت تطبع ترليونات الدولارات دون أيّ غِطاء.

تحسّن أسعار الروبل الروسي واليوان الصيني بشَكلٍ مُتسارع كان من أبرز نتائج الحرب الأوكرانيّة حتى الآن، فالعُقوبات الأمريكيّة على روسيا أعطت نتائج عكسيّة، أيّ صبّت في مصلحة الرئيس بوتين واقتصاده، وحُلفائه الصينيين الذين لم يُطلِقوا رصاصةً واحدة.

هل تَصدُق نُبوءة نازاروف وينهار الاقتصاد الغربي في الخريف القادم أو الذي يليه في أفضل الظّروف؟ لا نملك إجابة، ولكن ما نعرفه من أرقام التضخّم والغلاء، وأحوال الاقتصاد الغربي أن هذا الاحتِمال غير مُستَبعد.. واللُه أعلم.

“رأي اليوم”