قائد الثورة : لن نؤجل برامجنا بسبب المفاوضات النووية اطلاقا
*مخاطبا المسؤولين:امضوا قدما في برامجكم ولا تسمحوا للمفاوضات اذا ما توصلت الى نتائج ايجابية اوسلبية ان تخل بأدائكم ابدا
*توجيه النقد الى اداء مسؤولي البلاد لا اشكال فيه شرط ان يكون ذلك قائما على النصيحة وبعيدا عن سؤء الظن
*بالرغم من النقاط السلبية الملحوظة في اقتصاد البلاد لكن هناك مؤشرات على النجاح ايضا مثل الصمود امام الحظر
*الاميركيون المغترون اقروا بانفسهم صراحة بفشل سياسة الضغوط القصوى ضد ايران وهذا امر ينبغي عدم تجاهله
*النضال الملحمي الذي جسده الشبان الفلسطينيون اظهر بان فلسطين وخلافا لمحاولات اميركا لا تزال حية ولن تنسى
*قراروقف اطلاق النار في اليمن "خطوة جيدة" والشعب اليمني بحزمه وشجاعته وابداعه ودور قياداته سينتصر
طهران-ارنا:-اعتبر قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي خامنئي، ان دبلوماسية البلاد تسير بشكل جيد؛ مبينا ان امريكا التي انتهكت الاتفاق النووي، وصلت الى طريق مسدود حاليا.
جاء ذلك خلال استقبال قائد الثورة، عصر الثلاثاء، رؤساء السلطات الثلاث وجمعا من كبار المسؤولين في البلاد، لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
واضاف سماحته، "نحن لن نؤجل برامجنا بسبب المفاوضات اطلاقا".
ووجه "اية الله خامنئي" خطابه الى المسؤولين الايرانيين قائلا : امضوا قدما في برامجكم، ولا تسمحوا للمفاوضات اذا ما توصلت الى نتائج ايجابية او نصف ايجابية او سلبية، ان تخل بأدائكم ابدا.
ولفت سماحته الى ان الدبلوماسية تسير بشكل جيد في البلاد والموضوع النووي هو ما يهم حاليا من بين القضايا الدبلوماسية في البلاد، قائلا: ان الوفد المفاوض يطلع رئيس الجمهورية و"المجلس الأعلى للأمن القومي" والآخرين على المستجدات، ويتخذون القرارات ويتقدمون إلى الأمام.
وصرح قائد الثورة الاسلامية، ان الوفد الايراني المشارك في المفاوضات قد صمد حتى اللحظة أمام اطماع الطرف المقابل وسوف يستمر في ذلك إن شاء الله.
واشار سماحته، بان توجيه النقد الى اداء مسؤولي البلاد لا اشكال فيه، شرط ان يكون ذلك قائما على النصيحة وبعيدا عن سؤء الظن.
وفي جانب اخر من تصريحاته، تطرق اية الله العظمى خامنئي الى بعض المؤشرات السلبية الاقتصادية للبلاد، قائلا : هناك قضايا ومشاكل يمكن معالجتها؛ مؤكدا ان معايير تقييم الظروف الراهنة والانجازات المحققة في البلاد يجب ان لا ترتكز على المؤشرات الاقتصادية فحسب، وانما ينبغي الاستناد الى مؤشرات اخرى وملاحظة جيمع المكونات في هذا الخصوص.
ولفت قائد الثورة، انه بالرغم من النقاط السلبية الملحوظة في اقتصاد البلاد، لكن هناك مؤشرات على النجاح ايضا؛ وعلى سبيل المثال يمكن الاشارة الى صمود الاقتصاد الايراني بوجه انواع الحظر الذي فرض بنحو لم يسبق له نظير ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
كما اشار في سياق مؤشرات النجاح، الى بلوغ ايران مرحلة الاكتفاء الذاتي في بعض المجالات ومنها انتاج 6 نسخ من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا محليا، والديون الخارجية الايرانية التي اقتربت من التصفير، مضافا الى الازدهار العلمي والصناعي والتقني في شتى المجالات؛ رغم كافة الضغوط والتحديات والخصومات التي تمر بها الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم.
وحذر من محاولات العدو الرامية الى بث الياس والاحباط داخل المجتمع وبين افراد الشعب حيال الوضع الراهن في البلاد؛ مؤكدا ان "هذه المزاعم عارية عن الصحة تماما وقد سبق ان ثبت ذلك في الماضي، مثل وعود صدام ابّان الحرب المفروضة من انه سيجتاح طهران في غضون اسبوع واحد، او مزاعم ذلك المهرج الامريكي الذي حلم ان سيحتفل بمناسبة راس السنة الميلادية في ايران".
ومضى اية الله خامنئي يقول : عندما يقرّ الاميركيون المغترون بانفسهم صراحة، بفشلهم المشين في تطبيق سياسة الضغوط القصوى ضد ايران، فإنه امر في غاية الاهمية ينبغي عدم تجاهله.
وفي معرض الاشارة الى الشعار الذي اطلقه على العام الجديد (1401 حسب التقويم الهجري الشمسي)، اي "الانتاج المعرفي المولد لفرص العمل"، اكد ان تحقيق هذا الشعار لا يقتصر على زيادة الشركات القائمة على المعرفة عددا، وانما ينبغي ملاحظة سائر العناصر المساهمة في تعزيز الانتاج المعرفي، بما في ذلك تطوير الانتاج وخفض كلفة النقد الاجنبي المترتبة عليه، وتوفير فرص العمل والارتقاء بجودة المنتجات المحلية الذي يسمح بتصديرها وتسويقها ومنافسة النسخ الاجنبية.
كما وجّه الحكومة بضرورة دعم الشركات المعرفية في البلاد؛ مبينا ان النموذج الحقيقي لهذا الدعم يكمن في تقليص الواردات غير الضرورية.
وعلى صعيد التطورات الاقليمية، اشاد قائد الثورة بالحراك والصحوة والنضال الملحمي الذي جسده الشبان الفلسطينيون داخل الاراضي المحتلة 48؛ مؤكدا ان هذا الحراك اظهر بان فلسطين وخلافا لمحاولات امريكا، لا تزال حية ولن تذهب ادراج النسيان اطلاقا، وبفضل هذا النضال سيكون النصر النهائي من نصيب الشعب الفلسطيني بفضل الباري تعالى.
وعن القضية اليمنية، اثنى قائد الثورة على شجاعة الشعب المظلوم في هذا البلد، كما وجه النصيحة الى المسؤولين في السعودية، قائلا : لماذا تستمرون في حرب لا نصر لكم فيها؟! فلتعثروا على طريق حل يخرجكم من هذه المعركة!
واعتبر اية الله خامنئي، قرار وقف اطلاق النار الذي طبق مؤخرا في اليمن، "خطوة جيدة"، واضاف : لو تم تنفيذ هذا الاتفاق بالمعنى الحقيقي، فمن شانه ان يستديم والشعب اليمني بحزمه وشجاعته وابداعه ودور قياداته، سينتصر وسيكون الله في عون هذا الشعب المظلوم قطعا.
هذا وكشف قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي عن ان حرس الثورة الاسلامية كان على وشك أسر الدكتاتور العراقي المعدوم صدام حسين في احدى فترات الحرب التي فرضها على الجمهورية الاسلامية.
واضاف سماحة قائد الثورة "صدام حسين أجرى مقابلة مع الإعلام في بداية الحرب قرب مدينة إيلام (غرب إيران)، قائلاً إنّ مقابلته التالية ستكون في طهران، لكنكم رأيتم ما حدث له خلال الحرب وبعدها".
وقال آية الله العظمى الخامنئي: خلال عملية "الفتح المبين"، كان (صدام) على وشك الوقوع في الأسر بيد حرس الثورة، مضيفاً: "لقد وصلوا إلى موقع وجوده. ولو وصلوا أسرع بنصف ساعة لقُبض عليه، لكنه كان محظوظاً، وتمكن من الهرب".
كما أشار سماحته ايضا في كلامه "ان هناك أحد المهرجين الأميركيين صرّح مؤخراً بأنّهم سيحتفلون بعيد الميلاد في طهران. يقولون كثيراً من هذا القبيل، لكن الواقع بعيد كل البعد عما يتمنونه".