ارادة الشعوب لن تقهر
في البداية لابد ان نستعيد العبارة التي قالها الرئيس الاميركي الاسبق كارتر والتي تفصح عن معنى ومغزى كبير يمكن الوقوف عنده خاصة وان مقولته جاءت بعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة وهي "ان الحكام بأيدينا ولا سيطرة لدينا على الشعوب".
وقد بذلت اميركا محاولات حثيثة واغدقت الاموال من اجل اركاع بعض الشعوب لارادتها وهيمنتها الا انها وفي نهاية المطاف لم تصل الى نتيجة تذكر واتجهت اتجاها واتبعت اسلوبا لا اخلاقيا ولا يحمل اي معنى للانسانية من خلال فرض العقوبات المشددة ضد الشعوب الرافضة لهيمنتها وفرض سلطتها عليهم الا ان النتيجة جاءت عكسية تماما بحيث زادت حالة الرفض الشعبي ولدي اغلب دول العالم لسياستها الهوجاء بل وصلت الى ان الشعب الاميركي وقف عند بعض الاجراءات التي قامت به الادارات الاميركية بحيث ان بعض الولايات الاميركية ولحد هذه اللحظة يطالبون بالاستقلال.
والملاحظ ان حتى الحكام الخانعين للادارة الاميركية والذين كانوا يقمعون شعوبهم من اجل بسط سيطرة اميركا عليهم وعندما فشلوا في ذلك وانتهت مهمتهم اخذ المقص الاميركي يقرضهم الواحد بعد الاخر وما "ابن علي" في تونس و"مبارك" في مصر و"صدام" المقبور في العراق وغيرهم الا دليل واضح على ذلك. والمؤامرات التي تدبر بليل ضد الحكام الذين وقفوا سدا منيعا امام توجهات اميركا والتي لم تستطع ان تنال منهم شيئا.
ولذا وفي الوقت الحالي والذي تعيش اميركا اسوأ حالاتها بضعفها وعدم قدرتها على مواجهة الاحداث المتسارعة العالمية خاصة بعد الازمة الروسية الاوكرانية والتي فضحت الوثائق الدامغة ما كانت تقوم به اميركا ضد الشعوب من خلال برامجها ومشاريعها الجرثومية التي يراد منها ابادة الشعوب بالاضافة الى ممارساتها الاجرامية في كل من العراق وافغانستان واليمن وسوريا ولبنان وتونس وغيرها من البلدان والتي وصلت فيه الى استخدام الاساليب الاجرامية من القتل والتدمير كل ذلك من اجل بسط هيمنتها.
وما حدث بالامس في باكستان بتدخلها من اجل ازاحة عمران خان الذي رفض الخضوع للارادة الاميركية وعدم مماشاة سياساتها الاجرامية الا ان الشعب الباكستاني الذي خرج وبالملايين رافضا التدخل الاميركي السيئ في بلدهم والتي شهدها العالم اجمع والتي تعكس وبصورة واضحة ان حالة الرفض للاستعمار الاميركي البغيض لا يختص بالشعب الباكستاني فحسب بل ان كل الشعوب في المنطقة والعالم لو قيض لها التعبير عن مشاعرها لما تمكنت اميركا ان تبقى سويعات وما انسحابها المخزي من افغانستان الا دليل قاطع على ذلك.
ولا ننسى ايضا ان كل المحاولات الاميركية الحاقدة الاجرامية ضد الجمهورية الاسلامية وثورتها المباركة وعلى مدى اربعة عقود لن تترك تاثيرها على الشعب الايراني بل جعلته اكثر صمودا وثباتا في مواقفه بحيث اصبح اليوم محور المقاومة والممانعة والسد المنيع وحائط الصد القوي الذي افشل المشاريع الاميركية ضد الشعوب وكما قال السيد قائد الثورة الخامنئي (حفظه الله) ان "صراع الارادات لا يمكن ان يفرض ارادته على الشعوب او ان يسلبها استقلالها فيما اذا ارادت ان تتحرر وتحافظ على سيادتها" وبذلك اصاب عين الحقيقة ويعيد بنا قول السيد القائد الخامنئي هذا الى المقولة التاريخية الشهيرة للشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه ) من ان "ارادة الشعوب أقوى من الطغاة".