kayhan.ir

رمز الخبر: 148706
تأريخ النشر : 2022April09 - 20:48

حكومة المتناقضين في مهب الريح

 

فارس الصرفندي

منذ اللحظة الاولى لتشكيل حكومة نفتالي بينت الحالية قلنا انها حكومة ضعيفة غير متجانسة ومتناقضة لا يمكن ان تصمد طويلا ومع اول خلاف حقيقي ستسقط وستسقط معها احلام عدد كبير من السياسيين الاسرائيليين فيها وعلى راسهم رئيسها بينت الذي لن يعود الى مقعد رئاسة الحكومة بعد ذلك ابدا.

الضربات المتلاحقة على راس نفتالي بينت بدات من العمليات التي حدثت في النقب والخضيرة وبني براك لكن الضربة التي تلقاها في الساعات الاخيرة كانت الاكثر حدة مع قرار رئيسة الائتلاف الحكومي عيديت سيلمان والتي تنتمي لحزبه تقديم استقالتها من الكنيست بسبب قرار وزير الصحة اليساري ادخال الخبز المخمر (يحتوي على الخميرة ) الى المشافي خلال عطلة عيد الفصح مخالفا الشرائع اليهودية التي تحرم على اليهود ان يتناولوا اي طعام مخمر. هذه الاستقالة تعني تساوي المقاعد بين الحكومة والمعارضة في الكنيست واول الازمات ستكون عدم قدرة الحكومة تمرير اي قانون في الكنيست اي ستتحول حكومة بينت الى حكومة عرجاء وهذا قد يدفع عدد من اعضاءها الى المغادرة لانه لا فائدة من البقاء والاستمرار في حكومة بلا مستقبل ولا افق ولا امكانية لانقاذها ، بالنسبة لهذه الحكومة كان جليا سقوطها في اي ازمة لانها جاءت بهدف واحد اسقاط بنيامين نتنياهو وابعاده عن مسرح السياسية، لكن واضح تماما ان مهمة هذه الحكومة لم تنجح مع استمرار بنيامين نتنياهو على عكس غالبية السياسيين الذين يهزمون في المعركة الانتخابية والذين يغادرون الحياة السياسية تاركين المضمار لغيرهم، لكن نتنياهو ظل صامدا ومناكفا لهذه الحكومة مستعدًا للانقضاض عليها في اي فرصة وقد جاءت الفرصة على طبق من ذهب ونتيجة مشكلة قد يكون حلها سهلا لو كان اعضاء الحكومة متجانسين في الافكار والتوجهات لكن نتيجة التناقض الفكري والايدلوجي تحولت المشكلة الى معضلة تهدد الائتلاف بالانهيار .

الحكومة حتى اللحظة لم تسقط لكن في حال خروج عضو اخر سيؤدي الى انهيارها وقد يكون الحل الذهاب الى انتخابات تشريعية خلال الاشهر الست المقبلة الا في حال اقنع بينت ولبيد القائمة العربية المشتركة بدعمهما من الخارج رغم رفض احزاب اليمين لهذا الدعم واستعدادهم لمغادرة الائتلاف في حال ذلك ، نتنياهو يستعد الان بكل قوته للانقضاض على الحكومة الحالية واقناع الشارع الاسرائيلي بان اسباب البقاء لهذه الحكومة قد انتفت وهذا ما بدا واضحا في خطابه واتهام بينت بالضعف في مواجهة التحديات التي تحيط بكيان الاحتلال وعلى راسها الاتفاق النووي الذي قد يوقع في اي لحظة ، وبكل الاحوال فان ازمة الحكم في كيان الاحتلال تعود لتظهر من جديد مع غياب قدرة اي من الاحزاب على الحسم ومع ازدياد التناقضات في داخله والخلافات الجوهرية بين مكونات المجتمع غير المتجانس والخلافات العميقة في داخله وقد نشهد في الاشهر المقبلة ما شهدناه على مدار العامين الماضيين من عدم قدرة الاحزاب على تشكيل حكومة مستقرة واللجوء من جديد للانتخابات عدة مرات .