kayhan.ir

رمز الخبر: 148372
تأريخ النشر : 2022April03 - 20:28

"عمران خان" كسر الغطرسة الاميركية

 

مهدي منصوري

تداولت وسائل الاعلام  تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني المنتخب التي قال فيها انه "تلقى تهديدا من اميركا باسقاط حكومته لرفضه اقامة قواعد اميركية عسكرية لها على الاراضي الباكستانية" والذي اعتبره تدخلا سافرا من واشنطن في السياسة الداخلية لبلده". وفي رد اميركي على رفض عمران خان وكما ذكرت وكالة بلومبرغ الاميركية انها حركت المعارضة الباكستانية بقيادة الرئيس السابق آصف علي زارداري ورئيس الوزراء السابق نواز شريف على جمع 190 صوتا في البرلمان وهو اعلى من 172 صوتا المطلوبة للاطاحة بعمران خان.

وبالامس سجل عمران خان انتصارا كبيرا على بايدن عنما فشل البرلمان حجب الثقة عنه والتي شكلت صفعة لكل الجهود الاميركية في هذا البلد والذي اعتبره انتصارا كبيرا للشعب الباكستاني على المؤامرات الخارجية وقال "استطعنا اليوم ان نسقط المؤامرة الاميركية التي استهدفت الحكومة المنتخبة شرعيا من قبل الشعب."

ومما تقدم يعكس وبوضوح وحسب راي المراقبين ان اميركا فقدت بوصلة هيمنتها على المنطقة بالخصوص وبصورة مفضوحة ومخزية، ولذلك فانها وبمثل هذه التصرفات الهوجاء اخذت تفقد مصداقيتها شيئا فشيئا بحيث يمكن القول ان شمسها في طريقه للافول والى غير رجعة. وليس الامر يتعلق بباكستان فحسب بل في كل الاحداث  القائمة في العالم والمنطقة، وها هي اليوم تتخبط في كيفية معالجة الازمة الروسية الاوكرانية بحيث وقفت موقف المتفرج على ما يجري والذي ثبت ليس فقط عجزها بل عجز كل اوروبا في معالجة الازمة لانها لا تريد ان تدخل الحرب مع روسيا من اجل اوكرانيا لكون الروس يملكون من الادوات الضاغطة التي لم تستطع اوروبا تحملها وثانيا بقيامها بتصرف اهوج ظنا منها انها وباستخدامه تستطيع ان تتوصل الى حل للازمة وهو ارسال السلاح الى اوكرانيا وفي النتيجة فان مواقفها المخزية اصبحت محل استهزاء واستهجان المراقبين.

اما باكستان فيمكن القول ان الشعب الباكستاني وفي  موقفه البطولي اليوم بالوقوف واسناده عمران خان قد سجل صورة رائعة لرفض الهيمنة والارادة الاميركية على استقلال وسيادة باكستان والتي ستكون نقطة تحول في المنطقة لتدفع الدول التي ترى في اميركا الحامي والمدافع عنها الا انها لن تستطيع ان تقهر ارادة الشعوب الحرة المحبة للديمقراطية والسلام.

وبنفس الوقت شكلت صورة واضحة لحالة الارباك  الشديد في السياسة الاميركية في معالجتها للقضايا والازمات، وعلى نفس المنوال ان رفض الشعب الباكستاني  للادارة الاميركية قد لقنتها درسا بليغا الا وهو ان اساليب التهديد والوعيد لم تعد تجدي نفعا لها بل عليها ان تغير من سياستها الحمقاء هذه  وبالعودة الى احترام سيادة واستقلال  الشعوب والتعامل معها الند بالند  لا بحالة التعالي وفرض سياسة الامر الواقع.