قراءة في الحكومة الاسلامية
حسين شريعتمداري
1 ـ في قراءة لحديث سماحة الامام الراحل (ره) حول الحكومة الالهية والذي جاء فيه؛ "نمر اليوم بظرف حساس، اذ يبدو انها المرحلة الاكثر حساسية في تاريخ وكأن العالم يستعد لاطلالة شمس الولاية من افق مكة المعظمة وكعبة آمال المحرومين ببدايةحكومة المستضعفين".
2ـ ونقرأ كذلك في كلمة سماحة قائد الثورة المعظم؛ "يشهد التاريخ العالم و البشرية انعطافة مصيرية كبرى، انها مرحلة جديدة يعيشها العالم بأسره، والفارقة الواضحة لهذا العصر تكمن في التوجه الى الباري سبحانه، واستمداد القوة الابدية منه اعتمادا على الوحي كي تعبر البشرية مدارس الايديولوجيات المادية".
3 ـ ويقول الاعلامي المصري المعروف والكاتب في جريدة الاهرام محمد حسنين هيكل بخصوص الامام الراحل (ره)؛ "ان الخميني احد الاصحاب الخواص لرسول الله(ص)، اذ جسد سيرة وفكر رسول الاسلام في هذا القرن دون اي نقص.
وكأنه جاء ليقود الجيش الذي تشرذم وتفرق بعد شهادة علي (ع)".
4 ـ فيما قال مستشار الرئاسة الاميركية في سبعينيات القرن الماضي "هنري كسنجر"؛ "ان آية الله الخميني قد جعل الغرب في مواجهة ازمة جادة مبرمجة، فقراراته على درجة من الحزم والقاطعية بحيث لا تترك مجالا للتفكير والتخطيط لرجال السياسة والمنظرين... فلا احد بامكانه توقع ما يقرره من قبل، فهو يتحدث بمعايير تختلف عن المعايير المتداولة في عالمنا المعاصر وهكذا كان يعمل.
وكأنه يُلهم من مكان آخر، فعداء آية الله الخميني للغرب مستل من التعاليم الالهية التي تلقاها، فكان مخلصا حتى في عدائه".
5 ـ قناة BBC التلفزيونية الاولى "BBC.WORLD" تناولت في حلقات موثقة تحت عنوان "القرن الثاني" الوقائع المحتملة للقرن الحادي والعشرين، محذرة الزعماء السياسيين للغرب تقول؛ "ان ما حصل في ايران عام 1979، كان انعطافة ليس للايرانيين وحسب بل لجميع الاديان العالمية، الانعطافة التي اعادت ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم الى الاصولية الدينية... ففي انحاء العالم عادت اتباع الاديان المختلفة كالمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية الى تعصبها الديني، وحتى في تركيا التي استعدت الدين قبل سبعين عاما، بدت تتسارع الى العودة لاصولها الاسلامية".
6- جاء في جانب من تصريحات بنيامين نتنياهو في الكونغرس الاميركي في السادس والعشرين من مارس 2011؛
"لقد انصرمت الايام ولربما ترتد مصارع التاريخ، فمن معبر خيبر في السعودية الى مضيق جبل طارق في المغرب، نشهد تحولا عظيما في الشرق الاوسط فينبغي ان نضع في الحسبان ان وهج امانينا يمكن ان يشحب بصيصه وينطفئ، كما حصل في ايران عام 1979".
7 ـ ويعترف الستراتيجي الاميركي الشهير "الفين تافل" الذي هو من الشخصيات السياسية المقربة من البيت الابيض، قائلا؛ "لا يمكن استيعاب لعبة القوى الدولية في العقود القادمة، دون التحسب لتصاعد قدرة الاسلام المتزايدة".
8 ـ فيما يصرح "ايمانوئيل فالرشتاين" عالم الاجتماع الاميركي البارز، وبقلق بالغ؛ "ان العقبة الاساس التي تواجهنا لفرض استقرار عالمي (وبعبارة ثانية هيمنة اميركا) هي عقيدة ولاية الفقيه التي جاء بها الامام الخميني... فجميع النظريات ومع مرور الزمان شحب لونها واضحت من الماضي المنسي، الا ان نظرية ولاية الفقيه للامام الخميني تشتد وهجا وتتعافى لتستقطب العديد من المسلمين في ارجاء العالم".
9 ـ ويكتب "آنتوني غيدنز" المؤرخ البريطاني الشهير، بخصوص ما يجري في العالم المعاصر؛ "فيما سبق كان يُنظر عمالقة الفكر والعلماء المجتمع الثلاثة اي؛ (ماركس)، و(دوركيم)، و(ماكس وبر) مع شيء من الاختلاف، لمستقبل العالم ويقيمون وجهة العالم بشكل عام باتجاه العلمانية وانزواء الدين، إلا ان في عام 1979، ومع ظهور الثورة الاسلامية في ايران، شهدنا مسارا معاكسا يختلف مع تلك النظرية، اي ان العالم يستعجل التوجه نحو الدين".
10ـ الرئيس السابق لمجلس النواب الاميركي "نيوت غنغريتش" وفي رد على تصرحيات بعض السيناتورات الذين يتبجحون بزعامة اميركا للعالم، قد اشار الى الثورة الاسلامية في ايران والقيادة الحكيمة للامام وقائد الثورة المعظم، فقال ساخرا؛ "كيف تدعي اميركا قيادة العالم؟ ففي بلد تحبل فيه فتيات بسن الثانية عشرة ومن هم في عمر الخامسة عشرة يقتلون بعضهم البعض، ويصاب من هم في سن السابعة عشرة بمرض الايدز، ومن هم في سن الثامنة عشرة يحصلون على شهادة التخرج من الاعدادية وهم لا يجيدون القراءة والكتابة"!
11 ـ يا مولاي يا صاحب الزمان، لقد أسموك بالغائب لانك لست ظاهرا من دون ان يُنتفى حضورك! فالغيبة اذا فسرت بعدم الحضور بمثابة فرية وانتقاص، والذين يظنون ذلك يجهلون الفرق بين الظهور والحضور.
فمجيؤك الذي نحن بانتظاره هو الظهور وليس الحضور، فهم يطلبون من الله ظهورك لا حضورك. وحين تظهر يشتمل البهت والحيرة الجميع، فهم قد رأوك من قبل، وهذا هو الحق لانك حاضر بيننا، فانت إمامنا، ولا تصدق الامامة على الامة إلا بحضوره بين ظهرانيهم ليصلح بالهم ويرفع الغمة عن الامة.