ترامب، بایدن واعدامات بن سلمان !
كما انه في ظل صمت وطبعا دعم ترامب الكامل لابن سلمان في قضية اغتيال خاشقجي، تمكن ولي العهد السعودي الغر، الهروب من ضغوط الرأي العام العالمي وربما محاكمة دولية، يبدو انه في قضية إعدام 81 شخصا من معارضي النظام الملكي السعودي في يوم واحد، لا تنوي الحكومة الديمقراطية الامريكية القيام باي خطوة ولو بشكل دعائي .
-من المعروف أن الحكومات العربية في المنطقة لديها تفاعل والفة أكبر مع الجمهوريين والحكومات الجمهورية، وبالعكس لا تتمتع بعلاقات جيدة مع الديمقراطيين الذين يتشدقون بالدفاع عن حقوق الانسان ظاهريا. ولكن على الرغم من هذه الحقيقة، تظهر الشواهد الميدانية أن ابن سلمان مرتاح مع بايدن تماما كما كان مع ترامب، وأنه يشعر بالأمان والدعم من قبل بايدن كما كان الحال مع ترامب.
-قبل أيام تحدثت وسائل الإعلام الأمريكية عن اتصال قام به بايدن مع ابن سلمان دون رد!. بالطبع ان البيت الابيض اكتفى بالقول ان الخبر غير صحيح، وهذا يعني أن الخبر نفسه لا يمكن إنكاره، لكن الاختلاف كان في بيان التفاصيل. يبدو أن ابن سلمان الذي لعب دورا مباشرا في اغتيال خاشقجي، واعتبره العالم "الامر بالقتل"، وطبعا استطاع ان ينجو بجلده بسبب عقد صفقات ملياردية للاسلحة مع ترامب، هذه المرة ايضا وبفضل الازمة الاوكرانية، ومواجهة الغرب مع روسيا بسبب هذه الازمة، وبالتالي ارتفاع اسعار النفط، استطاع حشر بايدن في الزاوية، ليغتنم هذه الفرصة ويقوم بقطع رؤوس 81 معارضا سياسيا وايديولوجيا للنظام السعودي في يوم واحد.
-ابن سلمان ومن خلال قرعه لطبول الحرب ضد اليمن وتعهده بانهائها في ثلاثة أسابيع لفت انظار الراي العام العالمي لنفسه، وبخلعه لولي العهد السابق تسنم سدة الحكم، وبمشروع الإصلاح المزعوم واعتقال وسجن الأمراء السعوديين ونشر الاباحية وتعزيز صفوف انصاره في مواجهة المتشرعين والمحافظين على الفكر السلفي، نجح في استقطاب قلوب الشباب، واليوم من خلال اعدامه 81 شخصا من معارضيه بذرائع واهية، يسعى الى احكام قبضته على الحكم واستعراض عضلاته امام الشعب السعودي وبالطبع شعوب المنطقة والعالم.
-التأمل في بيان النظام السعودي يظهر أنه من خلال تقديمه قائمة طويلة من الادعاءات، لم يغفل عن ذكر أي جريمة وجريرة أو حتى جنحة، وهذا يعني أن ابن سلمان وفي ظل الظروف العالمية المتأزمة حاليا وقلق الغرب من ندرة الطاقة في الظروف الجديدة بسبب الأزمة في أوكرانيا، يحاول استغلال هذه الفرصة السانحة لخنق خصومه والقضاء عليهم.
-الوجه الاخر لهذه العملة من التطورات السعودية، هو نظرة امريكا لظاهرة دموية تسمى محمد بن سلمان. من منظار امريكا، انطلاقا من ترامب، الذي وصف الحكومة السعودية بحكومة الـ"أسبوعين"، ولم يكن يفوت اي فرصة للسخرية من هذا النظام وخاصة شخصه الأول، والى بايدن الذي اشهر سيف الاحتجاج على حقوق الانسان في السعودية خلال الأيام الأولى من حكمه، فإن السعودية بقرة حلوب يجب حلبها، وبالطبع الاحتراس من ركلاتها بين حين وآخر.
العالم