kayhan.ir

رمز الخبر: 148181
تأريخ النشر : 2022March15 - 20:21

لماذا القفز على سُلَّم الاولويات

 

حسين شريعتمداري

  • بعد الهجوم الصاروخي الذي شنه حرس الثورة الاسلامية صبيحة الاحد المنصرم على قاعدتين للموساد في اربيل العراق، ادانت اميركا واوربا وبعض دول المنطقة هذا العمل من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية باصدار بيانات منفصلة، مصنفيه بالخارج عن الاعراف الدولية والعلاقات الدبلوماسية !

الا ان اي من هذه الدول لم تشر الى الدافع والسبب في تصرف حرس الثورة الاسلامية هذا لامن قريب ولامن بعيد ! في الوقت الذي يعكس الجانب المحذوف للحكاية بوضوح شرعية فعل حرس الثورة الاسلامية، ويشرح احقية الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا الهجوم الصاروخي على قاعدتين للموساد في اربيل .

  • ان الدول والمسؤولين الذين ادانوا عمل الجمهورية الايرانية، قد قفزوا على السلم الثاني بشكل مريب وقبيح حين اكتفوا بالاشارة فقط الى قصف قواعد الموساد في اربيل (السلم الثاني)، فيما اهملوا المقطع الاول للحكاية (السلم الاول) اذ لم يشيروا الى اجراء حرس الثورة الاسلامية كان ردا على الاجراء العدائي قبل اسابيع من قبل الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية .
  • ففي القانون الدولي يتم التشديد على حق ( المقابلة بالمثل ) – RETALIATION – كأصل قانوني معترف به . من هنا اعتبرت الجمهورية الاسلامية الايرانية وبذراعها القوي حرس الثورة الاسلامية " المقابلة بالمثل " حقها القانوني، لاسيما حين تكون ايدي الكيان الصهيوني قاتل الاطفال ملطخة بالجريمة، فليس لاتترد ايران عن الرد وحسب بل يكون لها دافع اقوى واشد . ولذا فان اجراء حرس الثورة الاسلامية بقصف قاعدتين للكيان الصهيوني في اربيل الاحد الماضي ليس فقط حقها القانوني وحسب بل هو ما يتطابق مع الحقوق الدولية المقرة عالميا .
  • ويدعون ان الهجوم الصاروخي على القواعد الاسرائيلية في اربيل نقض لسيادة دولة العراق ( اقليم كردستان ) وان السيد مسعود بارزاني باصداره بيان قد ادان هذا الاجراء بشدة ! وفي هذا البيان وبيانات مشابهة اخرى، كذلك اعتمدوا اسلوب " التحرك من السلم الثاني " ! وهنا نسأل السيد بارزاني، ان كان كذلك كما تدعي ان تحسب لسيادتك اقل قيمة، فلماذا وضعت ارضك تحت تصرف نظام اجنبي ومن نوع الانظمة المجرمة والتي لا اساس لها كاسرائيل ؟ ! وسمحت لهذا النظام المجرم بالفطرة بانشاء قواعده العسكرية في اربيل بالند من الجمهورية الاسلامية الايرانية ؟! فان كنت في غفلة عن اعتدائهم على ايران فان ادعاء السيادة لا صحة له اذ فوضت سيادتك لاسرائيل ! اوكنت عالما بالقضية، فانت شريك في جرائم الكيان الصهيوني ! ان السيد بارزاني لم ينس ان وجوده رهن تضحيات الشهيد قاسم سليماني ( وبعبارة ايران الاسلامية )الذي وقف امام جرائم عصابات داعش الوحشية دفاعا عن الاقليم .

ان جنابه في توضيح تلك الواقعة قد قال : في تلك الليلة تواصلنا مع كل الدول الغربية والاقليمية التي ادعت دعمها لكردستان العراق، وحذرت بان عصابات داعش قد حاصرتنا وهم على وشك الهجوم علينا، فان

تباطأ تم فان التكفيريين سيصنعون من دماء شعب كردستان حمام دم فظيع و... الا ان جميع اولئك الذين مددنا ايدينا لهم تلعثموا فلم يكونوا مستعدين لنصرتنا.

ومن ثم اتصلت بالقائد سليماني فقال القائد: يا كاكه مسعود عليك ان تقاوم هذه الليلة، فأنا غدا عندكم. فكان حضور القائد سليماني مع جنح الظلام بطائرة مروحية متأبطا شجاعته المعهودة التي ابهرت العقول فكسر حلقة الحصار وأوصل نفسه عند الوقت المعلوم، فأنزل على عصابات داعش الويل والثبور حتى ان الكثير من هذه العصابات الارهابية فروا بجلدتهم حين سمعوا بخبر وصول القائد سليماني.

وهنا نقول: يا كاكه مسعود هل ان استضافتك للنظام الصهيوني المجرم والذي هو من داعمي داعش العلنيين هو الرد المناسب والمقبول لتضحيات الشهيد سليماني؟! وهل انه اجراء يليق في حفظ حرمة شعب اقليم كردستان الشريف؟!

5- ان الموقف التركي في ظل هذا الخضم يبعث على التأمل اذ اعتبرت وزارة الخارجية التركية الهجوم الصاروخي لحرس الثورة الاسلامية على قواعد الموساد الذي تلطخت ايديه بالجريمة في اربيل بالعمل غير المقبول وأدانت هذه العملية، هذا في الوقت الذي يحتل الجيش التركي بذريعة مواجهة الارهابيين من حركة حزب العمال الكردستاني اجزاء من شمال العراق وأقام 38 قاعدة عسكرية على ارض العراق!. فيما ان التهمة موجهة لحكومة اردوغان بدعمها لحركة داعش و.. وبالطبع فان الشعب التركي الشريف يعارض هذا الاجراء من قبل اردوغان، كما ان الشعب العراقي الثوري الشريف يشدد على طرد الجيش التركي من تراب وطنه، فكما لايحتمل التواجد الاميركي كذلك هو يعتبر القواعد التابعة للكيان الصهيوني في اربيل، خيانة للشعب العراقي الأبي.

6 – ان حرس الثورة الاسلامية قد اعلن في بيان، بان الهجوم الصاروخي على قاعدتي الكيان الصهيوني في اربيل انتقاما للعمل العدواني ( قبل اسابيع ) الذي قام به النظام الصهيوني ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي انطلقت من هذه القواعد المذكورة، مؤكدا ان الانتقام لدماء شهيدين من حرس الثورة اللذين سقطا جراء هجوم جوي اسرائيلي على قاعدة في سوريا، سيقع في الزمان والمكان المحدد . ولما كان استشهاد هذين العزيزين من حرس الثورة الاسلامية بهجوم جوي انطلق من داخل فلسطين المحتلة فمن المؤكد ان رد حرس الثورة الاسلامية انتقاما لهؤلاء الشهداء سيستهدف المركز الاساس للهجوم اي اسرائيل، وكم هي حكيمة الكلمة البليغة لامير المؤمنين عليه السلام، حين قال "ردوا الحجر من حيث جاء فان الشر لا يدفعه الا الشر". (نهج البلاغة / الحكمة 306)