kayhan.ir

رمز الخبر: 148143
تأريخ النشر : 2022March15 - 20:11

الرياضيون الفلسطينيون الجرحى.. من آلامهم صنعوا قوةً

 

في فلسطين التي أحيت يوم الجريح الفلسطيني، رياضيون جرحى صنعوا من جراحهم وآلامهم قوةً، ورفضوا اليأس، ليصبحوا نموذجاً للصمود والعزيمة في وجه المحتل.

أحيت فلسطين كما في كل عام، يوم جريح فلسطين. أبدى الفلسطينيون مجدداً افتخارهم بهؤلاء المضحين الذين نزفت جراحهم على أرض فلسطين في سبيل تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي.

بين هؤلاء الجرحى هناك جرحى رياضيون. الرياضة الفلسطينية معطاءة. فيها الرياضيون الشهداء، والرياضيون الأسرى، والرياضيون الجرحى. هؤلاء الرياضيون الذين تعرضوا لإصابات مختلفة باعتداءات العدو الإسرائيلي.

لكن رغم الجراح التي أصابت هؤلاء الرياضيين، فإنهم رفضوا اليأس، ولم يرضوا بأن يصبحوا على الهامش. من آلام جراحهم صنعوا القوة والصمود والعزيمة لتحدّي المحتل وقهره مجدداً، بأن عادوا إلى ملاعبهم الرياضية، ليؤكدوا أن جراحهم لن تمنعهم من مواصلة تقديم العطاء وإعلاء كلمة فلسطين بوجه المحتل، لتكون الرياضة في فلسطين وما تعانيه من اعتداءات الاحتلال وحصاره وجهاً من وجوه المقاومة والصمود.

على امتداد الجرح الفلسطيني، أمثلة كثيرة لرياضيين فلسطينيين جرحى صنعوا من جراحهم قوة، وعادوا إلى الرياضة. من بين هؤلاء هناك لاعبو كرة القدم للمبتورين في قطاع غزة، ممن فقدوا أطرافهم باعتداءات العدو الإسرائيلي. هؤلاء قدموا نموذجاً للصمود والمقاومة وتحدّي المحتل.

بدأ ذلك في العام 2019، عندما أسست "جمعية فلسطين لكرة القدم البتر" أول فريق من نوعه لكرة القدم للمبتورين في فلسطين والمنطقة العربية. هكذا، حمل كل لاعب عكازيه، وعاد إلى الملعب في صورة أذهلت العالم وحظيت باهتمام كبير.

لم يقف الطموح هنا، إذ تمَّ تأسيس بطولة لكرة القدم للمبتورين كانت الأولى من نوعها، وشاركت فيها 5 فرق تضم 80 لاعباً. لُعبت المباراة الأولى في ملعب فلسطين في غزة، وما أحلى اسم هذا الملعب ليكون الانطلاقة، ولتكون فلسطين دائماً هي الأساس!

كبُر الطّموح ليؤكّد قوة الصّمود والعزيمة التي لم تمنع جراحات هؤلاء الرياضيين المضحّين من أن تسطع شمسها في وجه ظلم المحتل وظلامه، فكان تأسيس منتخب فلسطين لكرة القدم للمبتورين في العام 2021 ليلعب في المنافسات الدولية الكبرى والتأهيلية لبطولة العالم في هذه الرياضة.

كلّ هذا يصنعه هؤلاء الجرحى رغم الحصار ورغم قلّة الإمكانيات. لهؤلاء ولغيرهم من الرياضيين الفلسطينيين الجرحى كل التحية، وأقل ما يقال لهم: بهذه الجراح التي تحملونها والآلام التي تكابدوها، أنتم البطولة الحقيقية في الرياضة.