اليمن: عملية كسر الحصار الاولى.. الاقتصاد بالاقتصاد
زين العابدين عثمان
في ظل استمرار الحرب الاقتصادية الوحشية التي يقودها معسكر العدوان الامريكي السعودي الاماراتي على اليمن، ومع تشديد اجراءات الحصار الى مستوى قطع كامل لجميع الواردات الحيوية والانسانية عن الشعب اليمني ومنعها من دخول الموانئ على راسها المشتقات النفطية والغذائية والعلاجية، نفذت القوات المسلحة اليمنية بفضل الله تعالى وعبر وحداتها الضاربة في سلاح الجو المسير اول العمليات الهجومية الكبرى الى العمق الاستراتيجي السعودي كرد مباشر لكسر الحصار، مستهدفة شبكة من الاهداف الحساسة المرتبطة بالمنظومة الاقتصادية في مقدمتها مصافي ارامكو العملاقة في الرياض وجيزان وغيرها من المناطق.
طبعا العملية تعد تدشينًا لمرحلة جديدة من التصعيد الاستراتيجي المضاد التي تعتمده القوات المسلحة وقد حققت اهدافها بدقة وبفاعلية عبر9 طائرات مسيرة انتحارية من مسافات تصل الى اكثر من 1300كم.
الامر المهم ان ما أتت به هذه العملية يعتبر مقدمة لهوية المواجهة القادمة التي سترسخ معادلة "الاقتصاد بالاقتصاد" ضد دول العدوان وعلى راسها امريكا التي تعتمد على النفط السعودي بشكل اساسي خصوصًا وانها حاليًا اليوم تواجه روسيا في حرب اقتصادية ونفطية طاحنة، بالتالي كان توقيت العملية مناسب وقد سببت حالة من القلق والتوجس الامريكي.
ما حصل يؤكد أنه في حال لم يتوقف العدوان ولم يرفع الحصار عن الشعب اليمني ولم يتم استيعاب "عملية كسر الحصار الاولى" التي تم تنفيذها فسيكون الوضع مهيأ لتنفيذ عمليات جديدة وبوتيرة متصاعدة اكثر كارثية على الاقتصاد السعودي والامريكي معًا.
وضعت القوات المسلحة اليمنية الاستراتيجية المناسبة للرد ومواجهة جميع التحديات وقد تم رفع مستوى التأهب والتعبئة العملياتية الى المستوى الاقصى كاجراء هو الاول من نوعه لذا العمليات التي ستنفذها وحدات الردع الاستراتيجي في القوة الصاروخية والطيران المسير في قادم الايام لا يمكن ان تتحدد بسقف معين، بل ستكون اكبر واوسع وذات تأثيرات مباشرة ومدمرة، فاختيار تحالف العدوان الحرب الاقتصادية والقرصنة على سفن النفط وخنق الشعب اليمني بقطع كل وسائل عيشة الرئيسية هي حرب ابادة شاملة لـ30 مليون يمني ومواجهتها ستكون مفتوحة الخيارات.