ايران ستجني ثمار صمودها المقاوم
فيما كانت جميع الانظار متوجهة مؤخرا صوب العاصمة النمساوية فيينا بانتظار حسم المفاوضات النووية بين ايران ودول (4+1) الا ان التعنت الاميركي والغربي في اللحظات الاخيرة حول الغاء جميع العقوبات والضمانات حال دون ذلك في حين ان جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي اعلن ان هناك حاجة الى وقفة في المحادثات عازيا ذلك الى عوامل خارجية لم يسمها بينما اكدت طهران ان أي عامل خارجي لن يؤثر على رغبة الاطراف في المضي من اجل اتفاق جماعي.
لكن الحقيقة هو وكما ورد على لسان محمد مرندي مستشار الوفد الايراني لمحادثات فيينا من ان: العقبة الرئيسية في مفاوضات فيينا هو رفض اميركا برفع جميع العقوبات عن ايران في وقت لم تكن المواقف الاوروبية بناءة ايضا بل كانت تتعمد الى التاخير والمماطلة لخداع ايران. وبالطبع لم تكن هذه الاسباب وحدها سبب تعثر المفاوضات بل وفقا للمصادر المقربة من المفاوضات ان الرد الاميركي على الشروط الايرانية اخذ وقتا طويلا وقد استلمه الوفد الايراني قبل يوم واحد فقط من المهلة المحددة لذلك وهذا كان سببا آخر ادى الى التاخير اضافة الى ان الرد لم يتناسب مع المطالب الايرانية في ازالة كافة العقوبات التي فرضت في اطار "الضغوط القصوى" في حين ان ايران تطالب بالغاء جميع العقوبات في الوقت الذي لازالت اميركا تقاوم التطبيق الكامل لخطة العمل المشتركة اي رفع العقوبات عن مختلف الكيانات الايرانية.
ومما لا يخفى على اي لبيب بان الاميركيين والاوروبيين الذين اعتادوا على السطو والهيمنة على مقدرات الشعوب ونهبها من العسير ردعهم وايقافهم عند حدهم للعودة الى الطريق الصواب لاحترام الشعوب الاخرى وحقوقها في ممارسة خيارها ومصيرها ما لم تكن هناك قوى مؤثرة وقوية تقف امامهم وهذا ما نلمسه اليوم في محادثات فيينا حيث يخفون الواقع ولا يريدون الغاء العقوبات واعطاء الضمانات. لكن يبدو اليوم ان الاجواء قد تغيرت بفعل انفجار الازمة الاوكرانية وهم مندفعون وبعجل باتجاه ايران الا ان المماطلة المتجذرة فيهم تبقى سمتهم البارزة عسى ان يحصلوا على مكاسب من ايران لكن ستبقى مجرد اضغاث احلام حيث قالت كلمتها الفصل انها تريد تطبيق القرار بحذافيره لا اكثر ولا أقل. وعندما رأت الاطراف الاميركية والغربية اصرار السيد باقري كني كبير المفاوضين الايرانيين على تطبيق كامل الاتفاق النووي، اصبحت اكثر واقعية لتقبل الاتفاق رغم مماطلتها الغبية.
ومما لا شك فيه ان صمود ايران المقاوم والمستمر واصرارها على احياء الاتفاق النووي من ناحية ومن ناحية اخرى تفجر الازمة الاوكرانية وما يعانيه بايدن في الوقت الحالي في الداخل الاميركي دفع الاميركيين والاوروبيين للاستعجال لتوقيع الاتفاق الذي اصبح شبه كامل وبقيت كتابة الهوامش وفقا لما ذكره جوزيب بوريل مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الاوروبي والذي قال "سأعمل مع جميع الوفود لاستئناف المحادثات بنحو عاجل بعدما كنا قد وصلنا الى لحظة يتعين علينا ان نتوقف ونعود الى العواصم.