kayhan.ir

رمز الخبر: 147675
تأريخ النشر : 2022March07 - 20:20

اصحاب العباس (ع) في هذ العصر

 

1 ـ وكأنها حمم النيران ذراتِ الرمل وحرارة الجو  تخنق الأنفاس. بينما يقطع شذاذ الافاق الماء على معسكر الحسين(ع). والعطش لم يترك للرجال  والنساء والاطفال  فرصة لاسترجاع  الانفاس. فانبرى حامل راية جيش الحسين(ع) وامير حربه ليشق صفوف  الاعداء المانعين من وصول ماء  الفرات لسقي العطاشى. العباس (ع) الذي لا يملك جيش الشرك عديلا  له في صفوفه ازاح الجموع التي منعت من وصول القطر لمخيم الحسين(ع)، ليستقر عند شاطئ الفرات يملأ القراب ماءً معيناً. ابن امير المؤمنين (ع) الذي نال منه العطش نيلا اخذ غرفة من الماء وقربها من شفتيه المباركتين، الا ان يديه لم تجرآ بمسك فوهة القربة ولو قطرات تبتل بها أطراف فمه، فلماذا لا يشرب الماء؟ وما الذي يشغر خاطره؟... أسرع يا عباس! لماذا تباطأت؟ فلا مجال خوف مهاجمة اللصوص ولات حين التأخير!...

الا ان العباس (ع) قد سكب غرفة الماء التي قربها من فمه المبارك. فملأ قرب الماء متوجهاً صوب خيام الحسين(ع). فلماذا فعل ذلك؟... فالعقل والشرع والمنطق مجموعاً يحكم بشرب الماء.

إنه موله بذكر الحسين (ع) واصحابه والاطفال  العطاشى!... ولكن قبضة ماء مقارنة بالنهر المواج لشط الفرات، كأنها القطرة من البحر، أي لا قيمة لها. انه ابو الفضل العباس (ع) قائد جيش  الحسين(ع) وحامل رايته وسيزيد شربه للماء من قدرته على الحرب.... ولكن لِمَ إنصرف عن شرب الماء؟! ...

2 ـ شتاء عام 1979. وبالضبط شهران بقين على انتصار الثورة الاسلامية، فيما كان عمال شركة النفط يعتصمون في موقف مؤيد للثورة وللحؤول دون تصدير النفط ونهبه. فتحول النفط الى سلعة اساسية تسد حاجة ضرورية للمواطن الايراني، فعز حصوله. وبينما كان سماحة الامام مقيماً في "نوفل لوشاتو" بباريس وصعيق البرد يضرب اجواء اوروبا عموماً، وجه الامام اصحابه بعدم  الاستفادة من المدفأة في محل اقامته! فتساءلوا ولماذا؟! فاجاب  سماحته؛ حين يواجه الشعب  الايراني شحة النفط، وهذه المعاناة بسبب  الاسلام والثورة، فلا يمكنني ان اتمتع بدفء محل لا يعرف للبرد طعماً.

الا انك زعيم الامة وان سلامة صحتك مطلب جماهيري. فينبغي ان تكون معافاً كي تسير قافلة الثورة بسلام... ولكن الامام لم تقنعه هذه التبريرات.

3 ـ وحين جلبوا قصعة طعام لقائد الثورة ووضعوها أمامه، فنظر نظرة للآنية، قائلا للمضيّف أن ارفع الاناء من المائدة. فاعتقد مضيّفه ان يكون في الطعام ما يعيبه ويشينه مثل شعرة او ما شابه و... فاستفسر مستغربا عن السبب، فأجاب سماحة القائد؛ حقيقة الامر ان في الطعام قطع لحم، ـ موضحاً إن سعر كيلو اللحم بلغ مائة  الف تومان هذه الايام، وان غالبية الناس لا يتمكنون من شراء اللحم، فلا يسعني ان استفيد من طعام فيه من اللحم ما قيمته مائة الف تومان. فلماذا؟!

4 ـ وبالتالي نقرأ هذه الكلمات النيرة لسماحة الامام الراحل ـ رضوان الله تعالى عليه ـ ؛

"اولئك الذين يسكنون في بيوت فارهة ويرقدون دون اي معاناة وبعيداً عن كل التعب والمصائب العظمى  التي تعصف باساس الثورة والحفاة المحرومين، وهم في موقف متفرج فقط، ولم تلفحهم نار ولو من بعيد، هؤلاء ينبغي ان لا يتدرعوا باي مسؤولية محورية فان وصل بهم الامر الى هنا فما اسرعهم في بيع الثورة بليلة واحدة، وحينها تذهب جميع جهود الشعب الايراني ادراج الرياح".

5 ـ واليوم ليس اصحاب ابن الفضل العباس(ع) وانصار الخميني وخامنئي المضحين قليلي العدد، بل ملأوا ارجاء ايران الاسلامية بعطرهم الأخاذ. الا ان المشكلة تكمن في عدم تواجدهم في بعض المواقع الادارية الحساسة والفيصلية، رغم ان حضورهم في اي موقع برهنوا على حسن ادارتهم وكفاءتهم.