kayhan.ir

رمز الخبر: 147627
تأريخ النشر : 2022March06 - 22:05

لنستأصل جذور الارهاب

 

امير حسين

أية جريمة بشعة وِأي ذنب كبير واي اعتداء على حدود الله ان يقوم تكفيري ارهابي منسوخ انسانيا بارتكاب مجزرة مروعة ضد مؤمنين وهم في حالة صلاة وخشوع وطمأنينة وفي رحاب الله وبيته المقدس الذي من المفترض ان يكون فيه المصلى آمنا بكل ما للكلمة من معنى، لكن ان يدنسه مثل هؤلاء القتلة الوحوش وبهذا الشكل الفظيع امر لا يصدق لكن عندما تعلم خلفيتهم لا تفاجأ فهم كما اعترفت هيلاري كلنتون في مذكراتها "خيارات صعبة" ان داعش التي اعلنت هذه المرة ايضا عن مسؤوليتها عن هذه المجزرة الرهيبة والتي ذهب ضحيتها اكثر من 260 شهيد وجريح في مسجد للشيعة المسلمين في مدينة بيشاور الباكستانية هي صناعة اميركية وهي بالاحرى صناعة صهيواميركية وهابية، هذا المثلث المشؤوم الذي اقسم الانتقام من الاسلام والمسلمين شيعة كانوا ام سنة وهذا ما نشهده باستمرار في باكستان وافغانستان وسوريا والعراق ولبنان وغيرها بهدف تمزيق صفوف الامة لئلا تتوحد لان توحدها يشكل خطرا على اعداء الاسلام ويمنعهم من السيطرة على  مقدرات المسلمين ونهب ثرواتهم.

وقد اعتدنا عقب كل انفجار دموي ارهابي يستهدف  مسجدا او حسينية هنا وهناك ان نسارع الى الاستنكار  والتنديد دون ان تتخذ اية خطوات عملية لوضع نهاية لمثل هذه المأساة الدموية ووقف سفك الدم الطاهر للمسلمين  بل نكتفي بالتمني والامل بان تتخذ الحكومة الفلانية التي وقع في اراضيها هذا الانفجار اتخاذ الاجراءات والتدابير الكافية لمنع تكراره.

والسؤال الذي يطرح نفسه متى نتخلص من هذه الكليشة ونشد الاحزمة لتجفيف منابع الارهاب ومصادره نهائيا لتصل هذه العمليات الى ما يقارب الصفر وهذا ليس حلما بل وصلت اليه بعض دول المنطقة عمليا عبر التعاون الاقليمي وقواتها الامنية وسائر افراد الشعب.

لقد ثبت بالضرس القاطع ان الارهاب التكفيري ـ الداعشي هو ورقة تدميرية دموية ضاغطة تتستخدمها القوى المستكبرة وعلى راسها اميركا بهدف ابتزاز الدول ودفعها الى  مزيد من التبعية.

واليوم فان الارهاب الداعشي لم يتوقف على القوى الاستكبارية في الاستثمار به بل للاسف الشديد ان الكثير من دول المنطقة بالطبع السائرة في ركب القوى  الاستكبارية  هي الاخرى تستثمر من حيث تعي او لا تعي سينعكس عليها لاحقا.

اننا واثقون بالله سبحانه وتعالى بعدالة السماء ان هذه الدماء الزكية والبريئة التي تسفك دون ذنب وفي اي مكان من العالم سينتقم لها القاهر الجبار المتعال في هذه الدنيا قبل الاخرة وان هذه الدماء لن تذهب سدى وهذه سنة كونية، لكن ينبغي على الدولة الباكستانية التي تعتبر دولة قوية ومقتدرة وتمتلك اجهزة استخباراتية طويلة عريضة ان تضع حدا وبشكل جاد لمنع تكرار هذه المجازر التي تمس امنها القومي الذي هو خط احمر. وهذا وحده لا يكفي لأجتثاثه بل لابد من تعاون أمني اقليمي عالمي.