أسبوع القدس العالمي ضرورة لا بد منها لمواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية في القدس
انطلقت الخميس الماضي فعاليات أسبوع القدس العالمي، بمشاركة المئات من مؤسسات وروابط العلماء ومنظمات المجتمع المدني، فضلاً عن شخصيات علمية وسياسية وأكاديمية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، في المناسبة السنوية التي تهدف إلى تعزيز الدعوات لنصرة المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة وصناعة الوعي بشأن القضية الفلسطينية.
وشارك في ملتقى الافتتاح العديد من رموز الأمة الإسلامية وهيئات العلماء بمختلف توجهاتها، والتي من بينها: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهيئة علماء فلسطين، وهيئة علماء المسلمين في العراق، ومؤسسات أخرى غيرها تجاوز عددها الثلاثمائة مؤسسة من أكثر من مائة وخمسين دولة حول العالم، فضلاً عن تناول الملتقى العديد من المحاور والمحطات ذات الصلة بحقيقة الصراع مع الاحتلال الصهيوني، ودور الأمة افرادًا وشعوبًا وحكومات في التصدي له ولمخططاته ولا سيما التطبيع الذي تورط به العديد من الأنظمة.
وشهدت كلمة الافتتاح التي رافقها افتتاح معرض "معالم مقدسية" في المسجد العمري وسط مدينة غزة.
ويفتتح المعرض أبوابه في الجهة الشمالية للمسجد العمري اعتبارا من الجمعة، ويستمر طيلة 3 أيام.
ويهدف المعرض لاطلاع الزائرين على أبرز المعالم الإسلامية في القدس، وتعريف بها، حيث يتضمن خرائط وصور.
يُشار إلى أن هذا المعرض يأتي في ظل إطلاق حركة حماس لحملة "الفجر العظيم" التي تشمل إقامة صلاة الفجر بالمسجد الأقصى وعدد كبير من المساجد في قطاع غزة والضفة المحتلة.
وقالت هيئة علماء فلسطين في تصريح لها: إن الدور الإعلامي الشرعي يقود العمل والتحدي في معركة السيادة على القدس المحتلة.، معلنة استنفارها الكامل لإنجاح أسبوع القدس العالمي، الذي انطلقت أولى فعالياته من التجمع الافتتاحي عبر بث فضائي وإلكتروني مشترك.
ومن جهتها دعت حركة حماس في بيان لها: مختلف الحركات في دول العالم للانضمام إلى هذه الفعالية العالمية وقالت في بيان أصدرته الحركة : إنَّنا في حركة حماس نثمّن هذه المبادرة العالمية، الدَّاعمة للقدس والمسجد الأقصى المبارك، باعتبارهما محور الصّراع مع العدوّ الصّهيوني، والمساندة لقضيّة فلسطين، ونشجّع على الحضور، وندعو إلى المشاركة في هذه الفعاليات المؤيّدة لحقّ شعبنا المشروع في الدّفاع عن أرضه ومقدساته، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك، كما ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني، وأمَّتنا العربية والإسلامية، بعلمائها ونخبها، ومؤسساتها الرّسمية والحزبية والشعبية، وأحرار العالم، إلى المشاركة الفاعلة في إحياء هذه الأيَّام المقدسية، بكلّ الوسائل الممكنة، وعبر كلّ المنصات والمواقع، السياسية والإعلامية والخيرية والإنسانية والعلمائية وغيرها، انتصاراً للقدس والأقصى، ودعماً لصمود المقدسيين والمرابطين فيه.
القدس بعيون الجزائر
كعادتها تقف الجزائر قيادة وشعبا إلى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في كل محفل دولي وها هي اليوم تشارك في أسبوع القدس العالمي وتنظم العديد من الفعاليات دفاعا عن مقدسات الامة العربية و الاسلامية.
وحث المشاركون بهذه المناسبة - وفي مقدمتهم جمعية البركة للعمل الخيري و الانساني - على التأكيد "بمدى وجوب تحقيق الوحدة الفلسطينية من أجل الوقوف في وجه الكيان الصهيوني".
و اكد رئيس الجمعية, أحمد الابراهيمي, في كلمة افتتاحية ان "القضية الفلسطينية بصفتها قضية عادلة تمكنت من لم شمل الامة العربية و الاسلامية في ظل التفرقة التي تشهدها هذه الاخيرة", مضيفا أنه في السابق كانت هناك "معركة القدس", "وها هي تعود من جديد بتضافر الجهود".
كما وصف هذا اليوم ب"الحدث العظيم" بمناسبة تنظيم هذه التظاهرة التي "تدفع الى تراكم القوة للوقوف في وجه الكيان الصهيوني", مشيرا ان هذه التظاهرة تزامنت و الاسبوع الاخير من شهر رجب اي مع ذكرى الاسراء و المعراج.
و اشار الى ان أسبوع القدس تظاهرة عالمية تشارك فيها هذه السنة 45 دولة و 320 مؤسسة و ان "جميع مساجد الجزائر سوف تركز خطبة الجمعة لنهار الغد للقضية الفلسطينية".
من جهته, قال الامين العام لجمعية العلماء المسلمين, كمال ابو سنة, ان "الامة الاسلامية تمر بتحديات كبرى و ان مقاومة الاحتلال الصهيوني واجب وطني على الفلسطينيين خاصة و المسلمين عامة", متأسفا على "وجود محاولات لبيع القدس لاسيما من ابناء جلدتنا", في اشارة الى التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وشدد على انه يجب أن يدرك الفلسطينيون ان "وحدتهم مصدر قوتهم" و ان "التنازل عن اي شبر من التراب الفلسطيني يعتبر حراما لأن وجوب الدفاع عن بيت المقدس هو عهد مع الله".
القدس بعيون العراق
من جهته؛ قال الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق (عبد الحميد العاني) في تصريح لمراسل وكالة “واعد”: إن الهيئة أعدّت برنامجًا خاصًا لإحياء أسبوع القدس العالمي من منظور عراقي، مبينًا أن فعاليات هيئة علماء المسلمين ستأخذ منحىً سياسي، وثقافي، واجتماعي، وإعلامي، فضلاً عن الاتجاه العلمي والدعوي بما يخدم قضية المسجد الأقصى المبارك، ويعزز ثقافة المجتمع في معرفة الواجبات المنوطة به تجاه قضايا المسلمين جميعًا.
وكان مركز الأمّة للدراسات والتطوير قد عقد في وقت سابق يوم الخميس؛ ندوة مشتركة مع مركز (راسام) للدراسات الاستراتيجية في مدينة إسطنبول في مستهل برامج أسبوع القدس العالمي، حملت عنوان: (القدس في عيون أهل العراق)، سُلّطت فيها الأضواء على الجهود العراقية في الماضي والحاضر في الدفاع عن فلسطين ومساندة أهلها والمرابطين في المدينة المقدسة.
وقال الدكتور (عبد المنعم البدراني) عضو هيئة علماء المسلمين في العراق؛ إن التطبيع مع الاحتلال الصهيوني جريمة نكراء بكل المقاييس: الشرعية، والقانونية، والأخلاقية، والعرفية، والاجتماعية، فضلاً عن الفطرية، مؤكدًا أن الإنسان العاقل اللبيب الكريم العزيز أولى برفض الاحتلال وانتهاك المقدسات واغتصاب الأرض.
أهداف مشتركة
وتزامن افتتاح الملتقى الإعلان عن البدء بفعاليات الأسبوع في مناطق عديدة من بينها: قطاع غزة، والجزائر، وتركيا، وموريتانيا، وماليزيا، وبلاد أخرى كثيرة عبر مؤتمرات صحفية، وندوات، وتجمّعات، توافقت جميعها على أهداف مشتركة، وقضايا رئيسة، ومسارات مشتركة.
وتقام في الأسبوع الأخير من شهر رجب من كل عام؛ فعاليات أسبوع القدس العالمي، التي تهدف إلى التأكيد على أحقية المسجد الأقصى المبارك ومدينته المقدسة وجميع فلسطين في التحرر من الاحتلال الصهيوني، وإعادة الأراضي والمقدسات إلى أصحابها، ويشارك في هذه الفعاليات الآلاف من الشخصيات والمئات من المؤسسات من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
الاحتلال مصدر الخطر الأول والأخير
لأن المسجد الأقصى محتل فهو في خطر، وإذا ظل محتلاً فسيبقى في خطر، ولن يزول عنه هذا الخطر إلا إذا زال عنه الاحتلال الإسرائيلي.
ولأن القدس التي تحتضن المسجد الأقصى محتلة فهي في خطر، ولا يمكن الفصل بين الخطر الذي يحاصر المسجد الأقصى اليوم وبين الخطر الذي يحاصر القدس، حيث أن هذا الخطر واحد ومصدره واحد وهو الاحتلال الإسرائيلي، والهدف الأخير في حسابات هذا الاحتلال لا يكتمل إلا إذا قام بتهويد القدس وبناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى.
لذلك يقول دافيد بن غوريون أحد قادة المشروع الصهيوني التاريخيين الذي ساهم بوضع استراتيجيات الاحتلال الإسرائيلي يقول: ((لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل)).
وإن تهويد القدس يعني في حسابات الاحتلال الإسرائيلي الاستفراد بالمسجد الأقصى، وان الاستفراد بالمسجد الأقصى هو مقدمة ضرورية في حسابات الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة المطلقة عليه، وإلغاء أية سيادة إسلامية عليه، ثم بناء هيكل أسطوري على حسابه.
وحتى لا نـُخدع علينا أن نعلم أن بناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى هو محل إجماع عند المحافظين الجدد في أمريكا أو من يُعرفون باسم "البروتستانت الصهيونيين" فهم يؤمنون أن هدم المسجد الأقصى ثم بناء هيكل أسطوري يعني التعجيل بوقوع معركة "هار مجدون".
المسجد الأقصى يواجه عداء من قبل المشروع الصهيوني، ويواجه عداء آخر من قبل المحافظين الجدد، وهو بذلك بين فكي كماشة، وهذا ما يضاعف الخطر عليه يوما بعد يوم.
وحتى لا نـُخدع علينا أن نعلم أن الذي يواصل الاعتداء على المسجد الأقصى اليوم هو ليس كما يـُقال مجرد عدد قليل من المتطرفين اليهود، بل الذي يواصل هذا الاعتداء هي نفس المؤسسة الإسرائيلية الرسمية المحتلة التي لا تزال تحتل القدس حتى الآن وهي التي لا تزال تحتل المسجد الأقصى حتى الآن، وهي التي تخطط وتـُنفذ كل أساليب تدميرية تهدف إلى تهويد القدس ووضع اليد الاحتلالية على أرضها وبيوتها ومقدساتها ومؤسساتها وعلى الأمتين العربية والإسلامية أن يقفوا في وجه هذه المخططات بكل قوة وحزم وأن يقفوا في وجه الحكومات المنبطحة الخاضعة الذليلة لهذا العدو الغاشم ومن هنا تنبع أهمية المشاركة في أسبوع القدس العالمي.
الوقت