kayhan.ir

رمز الخبر: 147195
تأريخ النشر : 2022February26 - 20:13

ايرانيو الجنسية ولكن بتعرفة اميركية!

 

حسين شريعتمداري

1 ـ وقع احد مشركي مكه (ابو عزة الجمحي) في الاسر خلال معركة بدر بيد قوة من الجيش الاسلامي، فقال لرسول الله (ص) بعد اسارته؛ انا رجل كثير الاولاد، فامنن علي واطلق سراحي. فاشترط عليه رسول الله (ص) ان لا يعود لقتال المسلمين وهو في حلٍّ.

الا ان ابا عزة حين وصل مكة، قال: لقد خدعت محمداً (ص)، واصطف في معركة اُحد مع المشركين لحرب الاسلام، فوقع كذلك في الأسر، وعاد بطلبه اطلاق سراحه لكثرة عياله، فاجابة الرسول (ص): أأطلق سراحك لتعود الى مكة وتقول متبجحا لاهل قريش اني خدعت محمداً؟!

واستطرد رسول الله (ص)؛ "لا يلسع المؤمن من جحر مرتين".

2 ـ يقول الفيلسوف البر يطاني الشهير "برتراند راسل"؛ "اني لأعجب من حمق البعض انه من بين عشرات السبل التي أمامه يختار نفس الطريق الذي جرب فشله لعدة مرات. لا ادري لماذا يصرون على تكرار اخطائهم"؟!

3 ـ وينقل عن الكاتب المسرحي والشاعر الالماني المعروف "برتولت برشت" كلاما ملفتا. فهو يردد عن احد ابطال مسرحياته، القول: "انه لامر مخجل! لماذا لم تدرك الى الآن انه يمكن الكذب على شخص دائما، ومن الممكن ان تكذب مرة على الجميع! ولكن لايمكن ان تستمر في الكذب على الجميع."

4 ـ ولنعرج على بعض الاخبار من حرب اوكرانيا؛

الف ـ الرئيس الاوكراني: لقد تخلت الدول الغربية عنا في الحرب مع روسية! فمن له الاستعداد ليقاتل الى جانبنا؟ انا لا ارى أحداً!

باء: ـ وكذلك عبارة من الرئيس الاوكراني: لقد سألت زعماء 27 دولة اعضاء في الاتحاد الاوروبي مباشرة انه هل ستكون اوكرانيا ضمن حلف الناتو ام لا؟ الا ان الجميع يخاف ويفضل السكوت!

جيم: ـ السفير الاوكراني لدى بريطانيا: لقد كنا نملك ضعفي فرنسا وبريطانيا والصين من الترسانة النووية. فتخلينا عن ذلك لينزلوا علينا هذا البلاء. انه لعبرة كبيرة بالنسبة لنا ولدول مثل ايران، ان لا يتخلوا عن درعهم النووية...

دال: ـ ... وعشرات الامثلة الاخرى من هذا القبيل والتي تجري هذه الايام على لسان وقلم المسؤولين في الحكومة الاوكرانية يرشح منها الاسف  الممزوج بالندم، ولات حين مندم!

5 ـ الا انه يجري ذلك في الوقت الذي وفّت اوكرانيا بعهودها لاميركا والدول الغربية، وكانت اميركا تطلق على اوكرانيا بالحليف الستراتيجي لها! والملفت ان الجيش الاوكراني قد ارسل خلال الاعوام 2003 ـ 2011 اكثر من خمسة آلاف مجند لمساعدة الجيش الاميركي في احتلال العراق! فكانت ثالث دولة من حيث عدد مجنديها الذين ارسلوا ضمن التحالف الاميركي في هذه الحرب!

6 ـ فليست المرة الاولى التي تعد اميركا واوروبا بدعم الدول بعد ان تستنفد امكاناتها وخصوصياتها ولكن تتملص ساعة العسرة وينكثون عهودهم فيذروا حلفاءهم كالزوجة المعلقة.

7 ـ الخارجية الايرانية تعلن الموقف الرسمي بالقول؛ "ان الازمة الاوكرانية لها جذور في الاجراءات الاميركية المحركة. الا ان الجنوح للحرب ليس الحل. فمن الضروري ايقاف  اطلاق النار والتركيز على الحل السياسي".

ان خطابنا موجه لتيار متأثر بالغرب داخل البلد، اذ بالرغم من نكث العهود، والجرائم، والنهب والخبائث المتصاعدة لاميركا حتى لا تستثني حلفاءها الستراتيجيين، فما زالوا يتحدثون عن التفاوض واقامة العلاقة والثقة باميركا!

فهل يمكن العثور من بين هذا التيار على اشخاص يجهلون درك النتائج الكارثية للثقة باميركا؟!  فمن مثل هؤلاء الاشخاص ان لم يكونوا في نوم عميق، ينبغي حشرهم في عداد اذناب الاعداء، ممن هم ايرانيو الجنسية ولكن بتعرفة اميركية!