kayhan.ir

رمز الخبر: 147131
تأريخ النشر : 2022February25 - 21:32
الكيان الصهيوني سيزول..

السيد نصرالله : المقاومة أقوى من أي زمن مضى بكلّ أبعادها العسكرية والمادية والروحية

 

طهران- كيهان العربي:- أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ان السيد عباس الموسوي غاب بجسده لكن بالروح والفكر والثقافة والاخوة والرفاق والتلامذة والعائلة وكل من واصل دربه لا يزال موجوداً بكلماته وخطاباته.

كلام السيد نصرالله جاء في مقابلة مع قناة "المنار" تناولت مسيرة الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي، حيث كشف أنّه "التقى فيه في 16-17 كانون الأوّل 1976 في النّجف الأشرف بعد أن عرّفه به الشهيد الشيخ علي كريم الذي كانت تربطه معرفة به"، وقال "عندما وصلت إلى النّجف كان عمري 16 عامًا وكانت المرّة الأولى التي أسافر فيها خارج لبنان، وبعدها أخذني السيد عباس إلى الشهيد السيد محمد باقر الصدر "قدس" بعد أن ذهبنا إلى منزله، وما إن التقينا بالسيد الصدر حتّى أخذ يسألني بمجموعة أسئلة عن لبنان تخصّ السيد محمد الغروي الذي سلّمني ثلاثة رسائل لمراجع كبار لأعرضها عليهم ومنهم السيد الصدر، وحينها طلب من السيد عباس الموسوي ترتيب كلّ أموري السكنية والمعيشية والدراسية وأعطاني مبلغ من المال".

وتابع سماحته "لقد ذهبنا مع السيد عباس مشياً إلى الزيارة في كربلاء، وبعد أن بدأت مرحلة الاعتقالات سألت سلطات صدام حسين عن السيد عباس بعد أن كان قد ذهب إلى لبنان للتبليغ، عندها أرسلنا إلى السيد عباس أنّ سلطات صدام تبحث عنه وعليه أن لا يعود إلى النجف لكي لا يتمّ القبض عليه، وهي حضرت إلى مدرستنا وبدأت تأخذ الطلاب لكن نحن كنّا في زيارة أمير المؤمنين (ع) وهذا ما نجّانا من يدهم، وبعد العودة من النّجف أوّل من سألنا عنه هو أستاذنا السيد عباس الموسوي فذهبنا إلى منزل أهله في الشياح وسألناه ما الذي يجب أن نفعله؟.

وأضاف السيد نصرالله أنّه خلال انتصار الثورة الإسلامية في إيران، كان العالم كلّه يواكب حركة الإمام الخميني (قده) ويوم الإنتصار كانت الفرحة عارمة جدًا وكان حلمنا الذي يتحقّق والسيد عباس الموسوي كان متفاعلًا جدًا وكان الأكثر سعادة.

كما أضاف السيد نصرالله أنّه عندما "حصل الاجتياح الإسرائيلي للبنان نحن كنّا في طهران وعدنا والموقف حسم منذ البَداية هناك بمواجهة العدو الإسرائيلي وقتاله حتّى إخراجه من لبنان"، لافتًا إلى أنّ المكان والإطار الذي تأسّس فيه حزب الله هو من خلال صدفة طيّبة في الحوزة الدينية في بعلبك، وبيّن أنّ سبب مجيء الحرس الثوري إلى لبنان هو اعتقاد الإمام الخميني (قدس) أنّ الاجتياح لن يقف حيث وقف، إذ بقي قسم من الحرس للتّدريب في لبنان وكانت مخيّمات الحرس مفتوحة لكلّ من يريد قتال "اسرائيل"، والسيد عباس كان أساسيًا في كلّ اللّقاءات التي عُقدت من اليوم الأوّل للتأسيس، وكان المتحدّث باسم الوفد التأسيسي عند لقاء الإمام الخميني.

ورأى السيد نصرالله أنّ "خطّنا الأساسي كان مواجهة الاحتلال وعنواننا الرّئيسي كان المقاومة وكلّ شيء أتى فيما بعد، والإمام الخميني بارك الخطوة وأيّدها وتحدّث عن النصر وقال "إني أرى لواء النصر معقودًا في جبينكم".

واعتبر السيد نصرالله أنّ موضوع ولاية الفقيه لدى السيد عباس هو من فكر السيد محمد باقر الصدر ومع انتصار الثورة الإسلامية طبّق الإمام الخميني ولاية الفقيه علماً أنّ أهم من أصّل لفكرة ولاية الفقيه هم فقهاء جبل عامل.

وحول اختيار اسم حزب الله، بيّن السيد نصرالله أنّه "كان التّوفيق من الله سبحانه وتعالى فالأرض والقواعد والمقـاومة في حزب الله هي التي ذهبت في البداية إلى هذا الاسم".

وكشف السيد نصرالله أنّ موضوع الحرب مع لبنان يُضرَب له ألف حساب ولم يعُد كإدخال فرقة موسيقية.

كما اعتبر السيد نصرالله أنّ السيد عباس الموسوي كان في مواجهة الأعداء صلب لا يلين لديه شجاعة منقطعة النّظير وفي قلبه لا مكان ولو ذرّة للخوف، وفي المُقابل كان مع الناس حنون ومحب وعاطفي ودود ومتواضع للصغير والكبير لا أنانية أو تكبر لديه، وكان فوق كلّ العصبيات.

وأضاف أنّه قبل شهادته بشهرين تقريبًا قال السيد عباس الموسوي لي "أنا مش مطوّل" وأخبرني مناماً فسّر بأنّه سوف يستشهد مع السيدة أم ياسر وابنه حسين وكان لديه يقين أنّه سوف يستشهد على يد الصّهاينة.

 وكشف أنّ السيد عباس الموسوي كان ليلة شهادته مريضاً جداً ولديه رشح قوي ولم يكن قادراً حتّى على الوقوف لكنّه في اليوم التالي قام وذهب إلى جبشيت.
واعتبر السيد نصرالله أنّ المقاومة أقوى من أي زمن مضى ولم يمرّ على المقاومة الإسلامية زمن أو يوم كانت فيه بهذه القوّة بكلّ أبعادها العسكرية والمادية والروحية والإيمانيّة، ولا سقف لهذه المقاومة وهي تُدرك جدّيًا حجم التّهديد والمخاطر والمشروع وبالتّالي ستبقى محكومة بـ"وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة".

وحول جمهور وبيئة المقاومة اعتبر السيد نصرالله أنّها أكبر من أي زمن مضى، وهذا الجمهور هو أكبر جمهور في لبنان وهو ليس فقط قصّة عدد بل هناك جمهور وبيئة مضحية تعطيك أولادها حتّى الوحيد منهم ليقاتل وهناك بيئة تتحمّل معك التّبعات وهي تصرّ على خيارها وهذا أمر عظيم جدًا، لافتًا إلى أنّ جمهور المقاومة اليوم يخوض معركة لا تقلّ قساوة عن القصف الجوي الذي يحصل في الحرب.

وتوجّه السيد نصر الله قائلاً للسيد عباس الموسوي: أنت يا سيّدنا كنت تتحدّث عن إزالة "إسرائيل" من الوجود نعم هذه المقاومة تسير باتّجاه هذا الهدف والوصية محفوظة. 

وأضاف شهادة السيد عباس أدخلت المقاومة وحزب الله إلى كلّ عقل وبيت وضمير وحمّلت مسؤولية لمن بقي بعده أن لا يفكّر لا بالملل ولا بالتّعب ولا باليأس هذه الشهادة أحدثت تحوّلًا روحيًا هائلًا ولا شكّ أنّها كانت لمسيرتنا مفصلًا تاريخيًا وأسّست لمرحلة جديدة كمًا ونوعًا.

وختم سماحته بالقول أعتبر نفسي واحدًا من شباب المقاومة وربّما أصغرهم، مشيراً إلى أنّ الكرة الأرضية تقترب وتسير باتّجاه العدل الذي يُريده الله ومنطقتنا لن تبقى بهذا الظلم والظّلام.