القادم اعظم
امير حسين
الجدير في ما كشفه الامين العام لحزب الله في ذكرى شهداء القادة ليس امتلاك المقاومة لوحدة الطيران وجهوزيته التي يعمل عليها الحزب منذ فترة طويلة، بل الجديد هو الاعلان عن عملية لاكتفاء الذاتي التي وصلت اليها المقاومة الاسلامية في تصنيعها للمسيرات والصواريخ الدقيقة وهذا يعتبر اكبر انجاز للمقاومة في ان تعتمد على نفسها ولا تحتاج الى الاخرين وهو عامل حاسم في مصير حروب الدول واستقلالها اذ لا تخضع للضغوط والابتزاز بل يظل قرارها الوطني مستقلا وبعيدا عن الاملاءات.
فتفعيل هذه الاستراتيجية في انتاج السلاح والاعتماد على الذات يصون قرار المقاومة ويفشل كل الضغوط والحصار الاميركي ودور ادواته في لبنان والمنطقة الذين يحاولون عبثا اضعاف المقاومة في لبنان التي تزداد قوة وعظمة يوما بعد يوم. ولم يمض على خطاب الامين العام لحزب الله سوى ايام قليلة واذا بالمسيرة "حسان" المصنعة في لبنان تخترق سماء فلسطين وبعمق 70 كيلومتر ولمدة 40 دقيقة دون تكتشفها الرادارات الاسرائيلية او ما تمتلكه من احدث المنظومات الدفاعية الاميركية وهذا دليل واضح على عجز العدو ومعداته في كشف هذه المسيرة التي تمتلك احدث التقنيات.
وبطبيعة الحال لا المقاومة ولا غيرها و حسب الاعراف والاسرار العسكرية لا تكشف عما تمتلكه لانها استفقد في هذه الحالة عنصر المفاجئة الذي يباغت العدو.
وقد شهد العالم بام عينه كيف اخلت مسيرة واحدة من صنع المقاومة بموازين قوى العدو وخربطت حساباته وافقدته عقله وبان ضعفه امام العالم وهذه الحادثة لم تتوقف عند حدود العدو الصهيوني فالصدمة الكبرى كانت لدول التطبيع الخيانية التي باتت تعول على هذا العدو الذي هو "اوهن من بيت العنكبوت".
واخيرا لابد من التذكير والتاكيد والجزم بانه لا مستقبل للكيان الصهيوني في المنطقة وانه الى الزوال الحتمي.. فالمقاومة الاسلامية لديها الكثير من المفاجات التي ستهز اركان العدو. فالمعادلة التي رسمتها المسيرة "حسان" هي بداية الطريق لانحدار العدو والقادم سيكون باذن الله اعظم واكثر ذهولا.