كم هو عجيب هذا الشبه؟!
حسين شريعتمداري
1 ـ قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة المرقم 1929 الصادر ضد ايران في يونيو 2010 اي بالضبط في الذكرى السنوية للفتنة الاميركية الاسرائيلية عام 2009.
حينها قالت وزيرة خارجية اميركا "هيلاري كلنتون" التي كانت تشترك ورئيس جمهورية اكوادور "رافائيل كوريا" في مؤتمر صحفي حول هذا القرار الدولي؛
"أرى انه من الانصاف الاقرار ان هذه العقوبات اهم عقوبات واجهت ايران الى الآن"!
مراسل صحيفة "واشنطن بوست" في نفس المؤتمر الصحفي يسأل هيلاري كلنتون؛ "ألا ترين ان القرار يصب ضد الشعب الايراني وليست الحكومة الايرانية اذ ان القرار يصب ضد الشعب الايراني وليست الحكومة الايرانية؟ اذ ان نص القرار يعكس ان ضغوطا قد حُملت على الشعب الايراني جراء ذلك وليس على الحكومة".
فلم تنفي كلنتون رأي مراسل واشنطن بوست، وانما قالت "على كل، فانه الشعب الايراني الذي عليه ان يضغط على النظام"!
اي ان الضغط على الشعب والانتقام منه بذريعة قمعه للفتنة الاميركية الاسرائيلية عام 2009 ولم يتم السماح لاميركا مصاصة الدماء وناهبة الشعوب، ان تحدد مصير النظام والشعب.
2 ـ لنلقي نظرة الى هذه الآيات من سورة الاحزاب المباركة "اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا... اي حين يهاجم العدو جواً وبراً الجيش الاسلامي ويضيق عليهم الخناق. يأتي دور الطابور الخامس لينفذوا مهامهم لنقرأ تكملة الآيات لنعرف: "واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا... /الآيات 10، 11، 12.
3 ـ الآيات التي تُليت تتعلق بحرب الاحزاب (وهي حرب الخندق) والتي فيها يتخلى اعداء الاسلام جميعهم عن اختلافاتهم مؤقتا ليتحدوا في مواجهة الاسلام حديث العهد، ولذا سميت بحرب الاحزاب. الا ترى الشبه بين حرب الاحزاب والهجوم من كل جهة هذه الايام على ايران الاسلامية من قبل الاعداء؟! وكيف ترون الشبه بين غطس أذناب اميركا في الداخل باوحال ينسبوها للثورة مع مهمة المنافقين في تلك المرحلة من حرب الاحزاب ؟!
4 ـ توجيهات سماحة قائد الثورة الحكيمة الخميس الماضي في حديثه لاهالي تبريز، تفيد؛ "ان الشعب ورغم حصاره بانواع المشاكل، مثل؛ وباء كورنا، ومشاكل المعيشة، وتخرصات الاجانب وللاسف دعم بعض العناصر في الداخل لهذه التخرصات، خرج في مسيرات عظيمة يوم (22 بهمن) بحيث حسب تقارير موثقة فان العدد فاق ما خرجوا العام الماضي". فلماذا يخرج الناس في هكذا مسيرات اكثر من السابق رغم المشاكل الكثيرة والواسعة؟
فسماحة القائد حصر العلة الاساسية في "حيوية الثورة"، و"علاقة عامة الشعب بمبادئ الثورة"، قائلا: "ان حياة الثورة تعني علاقة عامة الشعب والاجيال المعاصرة بمبادئ الثورة، اذ إن لم تكن هذه العلاقة والثبات عليها، فما كان العدو بحاجة لكل هذه الخبائث، وعلى هذا فان العداء سببه الصمود ووفاء الشعب لاهداف الثورة".
5 ـ في واقعة حرب الاحزاب ورغم ان المنافقين وبسبب الصعوبات يصرون على اظهار وعد الله ورسوله بانه مخادعة! إلا ان المؤمنين كان لهم رأياً آخر، فيسطر القران هذه الصعوبات التي يواجهها المؤمنون بانها؛
"ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا ايمانا وتسليما ..." /الاحزاب /22 فهذه الصورة التي تنقلها الآية نموذجا لهذه المسيرات العظيمة ومصداقها (22 بهمن) هذا العام.
6 ـ ونلقي نظرة الى تصريحات "خاويير سولانا" الممثل السابق للاتحاد الاوروبي لشؤون السياسة الخارجية والامن، خلال حديث لصحيفة اكونوميست، يقول فيها:
"ان سبب صمود ايران حيال الضغوط الصعبة والتي تعتبر بالنسبة للاخرين ازمات حادة، تكمن في الادارة الناجحة وغير المتعارفة لآية الله الخامنئي".
ويشير سولانا في نفس الحديث الى امر مهم، حين قال: "ان الشعب في ايران وفي للاسلام ويعتبر حركة المجاميع المناهضة للجمهورية الاسلامية بانها معارضة للاسلام فيطردونهم من بينهم".
و... وبالتالي يالغرابة الشبه بين الهجوم الذي يشنه اعداء الثورة في الخارج والمهام التي يتبناها اذنابهم في الداخل، مع الهجوم الشامل لاعداء الاسلام في تلك الايام (قبل 1400 عام) ودور المنافقين المحوري حينها!