kayhan.ir

رمز الخبر: 146749
تأريخ النشر : 2022February19 - 20:23

الصواريخ الدقيقة رسائل ودلالات…

 رنا العفيف

كشف خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الستار عن القدرات الصاروخية الكبيرة لدى المقاومة وامتلاك التقنيات اللازمة لتحويلها إلى دقيقة، ليتوقف الكلام هنا عبر خصائص المقاومة في مجالات عدة، حتى غدا لبنان يمتلك قدرات ردع معتبَرة، ليصبح العدو «الإسرائيلي» في وضع مأزوم لا يُحسد عليه، بعد أن كان يتباهى برفع معنويات مستوطنيه في فلسطين المحتلة.

وفي السياق ذاته أشار السيد نصرالله إلى احتمال لجوء العدو «الإسرائيلي» إلى تنفيذ عمليات بحثاً عن صواريخ المقاومة، وقال إذا تجرأ الاحتلال على القيام بتنفيذ أيّ عملية، سنكون أمام عملية «انصارية 2»، طبعا هذه العملية كان قد نفذها مجاهدو المقاومة في أيلول عام 1997 وقتل فيها العديد من العسكريين «الإسرائيليين» بينهم عدد من الضباط؟ ما تفسير ذلك يا ترى؟ وماذا تعني اننا سنكون أمام عملية «انصارية 2»؟

على ما يبدو أننا مقبلون على مرحلة جديدة في المواجهة مع العدو، فمرحلة ما بعد حرب تموز ليست كما قبلها، وقد نكون اليوم أمام معادلة جديدة تفي بتسديد ضربة للعدو أكثر إيلاماً من ذي قبل، قد تنفذ في مكان ما يحدده السيد في زمن الحرب، نظراً لكشف الستار الصاروخي الجديد، الذي وضع له خطط أعماله قبل أن تضعها الحرب…

وقد أكد السيد نصرالله أيضاً على أنّ العدو «الإسرائيلي» يحاول من خلال اعتداءاته في سورية، منع وصول السلاح النوعي للمقاومة، وبمجرد امتلاك المقاومة هذه التقنيات الدقيقة لم يعد بمقدور العدو أن يسمح أو يمنع وصول السلاح، لأنه صار موجوداً في لبنان، وصارت إمكانية تطويره موجودة في لبنان أيضاً…

رسائل كثيرة في كلمة السيد للعدو «الإسرائيلي»، كان أبرزها عن الصواريخ الموجودة، وبالتحديد عن الصواريخ الدقيقة، وهذا يعني أنّ السيد عندما يتحدث عن موضوع القدرات الصاروخية، أو منظومة الدفاع الجوي، فهذا يعني أنّ الحزب قد امتلك هذه العناوين، التي من شأنها تغيير ميزان القوى، ليردع العدو «الإسرائيلي»، وعندما قال (اللي بدو يشتري من عنا منبيعو) يؤكد ما ذكرنا، وطبعاً هنا وسع خيارات المواجهة براً أو جواً أو بحراً في حال أقدمت «إسرائيل» على الحرب، فالمقاومة مستمرة لن تتوقف في تطوير صناعاتها العسكرية، والعدو يعلم ربما ذلك من خلال حركة مسيّراته التي خفّت في سماء لبنان، وكان لمنظومة الدفاع الجوي تأثير في ذلك، لذا من الممكن أن يكون لهذا السلاح ميزة عسكرية في أيّ حرب مقبلة، وطبعاً لإيجاد معادلة جديدة بالردً عندما يبرز العدو تهديداته التي هي أشبه بفقاعات صوتية…

إذن… الهدف ينتظر العدو الذي يجب أن يكون قد وضع في حسبانه ذلك، بعد أن رصد كلمة السيد التي تتحدث عن أنّ المقاومة لديها القدرات على تصنيع جزء كبير من المسيّرات، وهذا مؤشر أيضاً على أنّ الحزب لا يحمي فقط لبنان بل وسورية والعراق وفلسطين، وكان للمسيّرات دور توعّد به الكيان «الإسرائيلي»، اذ قال رئيس أركان العدو، إذا تجاوزت المقاومة حدّ الألف صاروخ دقيق فهذا يعني الحرب»، وهذه المسيّرات متاحة ووسائل الدفاع عن لبنان قيد التنفيذ وبمعنويات عالية، والحرب العسكرية قد تكون متاحة في الخيارات المقبلة، ومعادلة البرج بالبرج والمحطة بالمحطة باتت وشيكة وقريبة، فعندما يتحدث الأمين العام عن هشاشة الأمن «الإسرائيلي»، وكشف زيف ادّعاءاته على الرأي العام وفضح أسراره، هذا يذكرنا بحرب تموز التي دامت 33 يوماً، ليس مجرد رقم لشعب نهض من ركام الحرب، وصواريخه المزلزلة واجهت العدو فما بدلت تبديلا…

عندها قال مراقبون (إن حزب الله الذي لم يرفع الراية البيضاء طيلة أيام الحرب، قد يغيّر استراتيجيته، وقد يسعى في المرة المقبلة الى تسديد ضربة أشدّ فتكاً، حتى قلبت المعادلة، وبناء عليه ربما ستواجه «إسرائيل» صعوبة في المواجهة لطالما الحزب طوّر قدراته على نحو كبير وفي المجالات كافة، وامتلاكه صواريخ فعلية تمثل تهديداً لـ «إسرائيل» ليس فقط إرباكاً له بل هناك تأثيرات استراتيجية وجغرافية على المنطقة برمّتها.

ختاماً كان للشق السياسي دور بارز، وتأكيد أنّ الحزب ذاهب إلى الانتخابات النيابية في لبنان بكلّ جدية واهتمام، تحت شعار «باقون نحمي ونبني»، هذا الشعار هو عنوان عريض بأنّ كلّ من يطالب ويهدّد بنزع سلاح الحزب، فهو واهم، ما من أحد يستطيع أن يتجاهل معادلة إقليمية باتت اليوم جزءاً من القوى الإقليمية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط.