البحث عن المدد والنصرة من مهزوم
فارس الصرفندي
في كيان الاحتلال الاسرائيلي وتحديدا في مراكز الابحاث والدوائر الامنية مقتنعين ان معركة عسكرية ستشتعل في القريب العاجل وبان ما حدث في معركة سيف القدس او ما اسماها الاسرائيليون بحارس الاسوار سيتكرر ولكن بصورة اسوء.
منذ ان عادت احداث الشيخ جراح وتصدرت المشهد مع اقتحام المتطرف بن جفير للحي واقامته مكتبا برلمانيا له فيه والاجهزة الامنية الاسرائيلية والسياسيين في تل ابيب واعضاء حكومة بينت لا بل بينت نفسه يهاجمون الرجل ويصفونه بالاستفزازي ويتهمون نتنياهو - الذي هاجمه في السابق - بانه يقدم الدعم له لاسقاط الحكومة الحالية.
المضحك فيما يحدث ان الاسرائيليين يحسبون على اصابعهم العشرة عدد الجبهات التي ستفتح حال اندلعت مواجهة جديدة لاسيما وان معركة سيف القدس كانت بالنسبة لهم (بروفا ) مقلقة لما سياتي بعد ذلك، هذا الواقع المرير جعلهم يتحدثون عن اليات التهدئة في الضفة الغربية وكذلك في المناطق المحتلة في العام 1948 حتى يتم استبعاد هاتان الجبهتان اللتان في تقعان في قلب الكيان الاسرائيلي، اكثر من ذلك فان الاحتلال الاسرائيلي قلق من جبهة الداخل الفلسطيني اكثر من جبهة الضفة لان جبهة الضفة من الممكن قمعها وضربها بيد من فولاذ ومن الممكن محاصرتها بكل الطرق وتقطيع اوصال الضفة الغربية الى معازل وتحويلها الى سجون كبيرة، لكن هذا المشهد لن يستطيع الاحتلال الاسرائيلي تكراره في الداخل المحتل الا اذا قرر الاحتلال عزل تل بيب عن يافا وعزل يافا عن حيفا وعزل اللد عن تل ابيب وعزل الناصرة عن الناصرة العليا وعزل بئر السبع عن رهط وعزل الجليل عن حيفا وهكذا ، بالطبع هذا السيناريو استحالة ان ينجح ولذلك فيوم خرجت اللد في ايار الماضي اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة قال احد الصحفيين الاسرائيليين ان ما تشهده اللد حرب اهلية يكل ما تحمله الكلمة من معنى ، في ظل هذا اللغط الاسرائيلي والحسابات الداخلية المرتبكة والشعور الاسرائيلي بالضعف يخرج نفتالي بينت من المنامة ليتحدث لصحيفة الايام البحرينية عن التعاون الامني لمواجهة الجمهورية الاسلامية على حد تعبيره وتقديم المساعدة كما قال، الغريب ان بعض الدول العربية اما انها لا تقرأ المشهد الاسرائيلي او تغض الطرف عنه ، فكيف لنفتالي بينت الغير قادر على مواجهة تنظيم فلسطيني محاصر في قطاع طوله ٤١ كم وغير قادر على مواجهة شعب اعزل في الضفة والداخل الفلسطيني وغير قادر على ايجاد حلول للجبهات الاربع التي يواجهها في كيانه ان يقدم المساعدة الامنية والعسكرية لمواجهة دولة تمتلك قدرات عسكرية متقدمة ولديها تراسنة من الصواريخ طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى ولديها جيش يقدر بالملايين ، كيف لنفتالي بينت ان يكون حارسا لهؤلاء وهو غير قادر على حراسة عشرات الالاف من المستوطنين يجلسون في محيط قطاع غزة كيف استراتيجيا يمكن ان يطلب المدد من كيان لم ينتصر في مواجهة حقيقية منذ العام ٢٠٠٦ على الاقل ، نفتالي بينت الذي استقبلته المنامة استقبال القادة التاريخيين اذا ذكر في تاريخ الكيان الاسرائيلي مستقبلا سيذكر كرئيس حكومة حملته الصدفة فقط لموقعه وحمله الخلاف الاسرائيلي الداخلي والدليل ان الرجل وحزبه اليميني في اخر استطلاعات للراي لن يتقدموا اطلاقا بل هم قي تراجع مستمر، لو قرأت الانظمة العربية المطبعة ما يحدث في داخل الكيان وحالة الضعف الذي يعيشه لفهمت وادركت انها تتدثر بالهواء في ليل زمهرير لن يمنحها الدفىء بل على العكس سيزيد من ضعفها ووهنها .