هذا ما نتوقعه من العدو؟!
حسين شريعتمداري
وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحف تتداول هذه الايام مقطعا صوتيا لمحادثة بين القائد السابق لحرس الثورة الاسلامية ومسؤول آخر في الحرس الثوري الاسلامي، فانبرى بعض ادعياء الاصلاح متحديا حرس الثورة على خلفية هذا التسجيل الصوتي! ولنا الكثير بهذا الخصوص نقوله.
1 ـ ان هذا التسجيل الصوتي قد نشر قبل عامين وتلقى الرد البين المناسب حينها، لتعيد الاذاعة الاميركية الان نشره بعد عامين، فاعتمده العديد من ادعياء الاصلاح، وجميع وسائل الاعلام الغربية والعبرية والعربية لمواجهة حرس الثورة الاسلامية، ومازال الهجوم مستمرا. لماذا؟ لنقرأ!
2 ـ ففي هذا المقطع الصوتي كان الشخص الذي يتحدث الى القائد السابق لحرس الثورة الاسلامية اللواء جعفري يعرض تقريرا عن حالة فساد مالي حصلت في احدى الشركات التي تتلقى دعما من حرس الثورة، والى هنا المسألة لا غبار عليها، فتقديم التقرير حول الفساد المالي الى قائد حرس الثورة ليس بالامر المشين وحسب بل هو اجراء ممدوح يعكس مدى تحمل طرفي المحادثة للمسؤولية.
3 ـ وقد اصدر اللواء جعفري القائد السابق للحرس بعد ان استمع للتقرير والاطمئنان من صحته، اصدر قرار عزل "شريفي" ـ الشخص المتورط بفساد مالي ـ وعرفه لجهاز القضاء. الحكاية الى هنا تشير الى مدى اهتمام اللواء جعفري لما يقع ضمن قاطع مسؤوليته وهي اجراءات تذكر فتشكر. فهل اختلفنا في الامر؟
4 ـ بدوره اقدم الجهاز القضائي على ملاحقة الشخص المذكور لفساده المالي واصدار امر اعتقاله. مما يعكس نزاهة جهاز القضاء وحزمه في ادارة الامور التي تتعلق بالمفسدين إقتصاديا، وهو ما نفتخر به.
5 ـ الا ان المتهم بعد ان إتضحت لديه تفاصيل القضية يفر الى خارج البلد. فما من الدكتور قاليباف الذي يشغر الشخص المتهم مساعدا له في بلدية طهران، الا ويعمد لخطة تنجم عن اعادة مساعده السابق من خارج البلاد يمكن ان يعبر عنها بلطائف الحيل، وسلمه الى اجهزة القضاء لينال جزاءه. وهكذا تعكس القضية عن مدى نزاهة المسؤولين وتحملهم للمسؤولية، وتبين إلتزام قادة الحرس الثوري بمبادئهم.
6 ـ جلسات المحاكمة تآخذ مجراها من قبل الجهاز القضائي لتصدر حكم الحبس على المتهم اضافة لاسترجاع الاموال المنهوبة. ويخضع هذا المفسد الآن لحكم الحبس، كما واستردت بعض الاموال منه.
فما كان على القائد السابق لحرس الثورة الاسلامية والمدراء المعنيين والسيد قاليباف، ان يتخذوه حيال الفساد الاقتصادي المشار اليه، ولم يفعلوه؟!
فالمتهم "شريفي" كسائر المفسدين الاقتصاديين إرتكب فساداً مالياً فتم طرده من حرس الثورة الاسلامية واعتقاله. اذن فعملية طرده من وظيفته وتحويله الى جهاز القضاء واعادته من خارج البلاد كلها علائم نظافة اليد وسلامة حرس الثورة الاسلامية أم.. فلا نتوقع من وسائل الاعلام الاميركية والاوروبية والصهيونية واذنابهم من العرب غير قلب الحقائق، لينتقموا من حرس الثورة عن طريق هذه القضية، فهو اقصى امل الاستكبار وعملائهم. الا ان ما يفعله بعض ادعياء الاصلاح باي ذريعة فيطلبوا ويهللوا؟! وما هذا الحقد الدفين الذي يحملوه تجاه حرس الثورة؟!
لنقرأ:
7 ـ في جانب من المحادثة المومأ اليها، تم التطرق الى الشهيد الكبير الفريق قاسم سليماني، فتمت الاشارة الى انه كان مقررا ان ينتفع فيلق قدس من ريع هذه الشركة، ويكون له حصة. فما هو جانب الخطأ والفساد في القضية؟! واذا لم تتعرض الشركة المشار اليها لفساد اقتصادي احد اعضائه وانتفعت مبلغا وخصص الحاج قاسم العزيز والكبير حصة لفيلق قدس، فاين كان يصرف هذا المبلغ؟ فهل كان انقاذ النساء والاطفال ورجال هذا البلد من مخالب التكفيريين الوحشيين جريمة؟ والذين يقلبون القضية، فهل هؤلاء راضون بتأسير النساء والفتيات بيد عناصر داعش ليبيعوهن كإماء؟! ألا يؤدي حتى تصور ذلك لرعشة في ابدانهم؟! واي مقطع من التسجيل الصوتي فيه ـ لا سامح الله ـ استغلال من الشهيد سليماني وحتى ايماء او اشارة؟!
لنضع الشهامة جانبا، فكما قال اخونا العزيز سيد نظام الدين الموسوي ممثل اهالي طهران في مجلس الشورى، ليت ان يكون عندهم ذرة نخوة بدل ان ينذروا انفسهم لجو بايدن!
8 ـ انه من المضحك ان يدعي بعض ادعياء الاصلاح مواجهة الفساد قبل ان يكون مستغربا. ويبدو انهم نسوا انفسهم ولايتذكروا ان اصدقاءهم وزملاءهم في الحزب ممن ارتكب مفاسد اقتصادية ضخمة. كملف فساد كرسنت، صندوق تامين المعلمين، شركة صناعة السيارات والتي اتضح مؤخرا في المحكمة بنهب قسما من اموالها. وفساد "رشت الكتريك"، وشركة نفط توتال الفرنسية، هم اخو للمسؤول الفلاني رفيع المستوى الذي يرعى الاصلاحات، واخو المسؤول الآخر و...
فحكاية المآثرين بالغرب الذين يدعون الاصلاحات متشعبة، وفتحهم الباب لاعداء الشعب قصتها طويلة...