أردوا جر ايران صاغرة فحصل العكس
ايران الاسلامية وفي الذكرى الـ 43 لانتصار ثورتها الاسلامية المباركة عادت لتكرر موافقتها المبدئية والثابتة وعلى لسان رئيسها السيد ابراهيم رئيسي الذي اكد بان ايران من اكثر الدول استقلالا في العالم ولازالت ملتزمة بالشعار الذي اطلقه الامام الخميني "قدس" "لا شرقية ولا غربية" وهو يعني قطع التبعية الكاملة لهذين المعسكرين وليس القطيعة السياسية بل اقامة علاقات متكافئة ومتوازنة وعلى اسس الاحترام المتبادل لكن وللاسف الشديد اختلت هذه المعادلة في الحكومة السابقة وكأنها تنظر بعين واحدة تجاه الغرب الذي اساء استغلالها وفسرها خطأ بان ايران بحاجة له في مسيرة المفاوضات النووية اما اليوم وفي عهد الرئيس رئيسي تبين بان الغرب هو بحاجة لايران اكثر من حاجة ايران له وهذا ما نراه من خلال تهاتفه على المفاوضات والالحاح على حسمها في اقرب وقت ومن دون تقديم التنازلات وهو المعوق الاساس لذلك.
فعندما يوجه الرئيس رئيسي البوصلة نحو الشرق لا يعني الغاء الغرب بل افهامها بان ايران تبحث عن علاقات متوازنة مع اي كان خدمة لمصالحها الوطنية وعاد ليتكرر بان ايران لا تربط اقتصادها لا بفيينا ولا بنيويورك وهذه اشارة بليغة يجب ان يفهمها العاقل بان الآمال معلقة على بناء القدرات الداخلية عبر تفعيل الاقتصاد المقاوم والتجارة مع دول الجوار ناهيك عن الالتحاق بمنظمة شنغهاي وتوقيع الاتفاقية الاستراتيجية مع الصين لمدة ربع قرن وهكذا الاتفاقية مع روسيا لمدة عقدين والحبل على الجرار لمزيد من الاتفاقيات مع الدول الاخرى.
فالسياسات المبدئية والمتوازنة التي ينتهجها الرئيس رئيسي احدثت صدمة في الغرب خاصة اميركا بان ايران في طورها للالتفاف على الحظر تماما وليست مستعجلة في امرها من مفاوضات فيينا التي باتت تضيق الخناق والوقت على اميركا وحلفائها القلقين من على المستقبل ومن فشل المفاوضات.
فايران الاسلام لازالت حتى الساعة وستبقى مادام قلبها ينبض تصر على ان لا تزحزح يوما عن مواقفها الثابتة او مصالحها الوطنية ولا يمكن ان تبقي رهاناتها على الخارج ورهانها الوحيد على قدراتها الذاتية والداخلية لذلك فهي لا تكترث بالمرة للضغوط والتهديدات الغربية وهذا ما برهنت عليه ايران عمليا من خلال مواجهة للعقوبات الاقتصادية والضغوط القصوى واستطاعت ان تلتف عليها وتتجاوزها وان تحملت الكثير من الخسائر لكنها في النهاية هي من افشلت مخططاتهم لذلك نرى الغرب قد لجأ الى المفاوضات وليس للمواجهة وهذا يكشف عن عجز الغرب واميركا في مواجهة البرنامج النووي الايراني السلمي الذي حاولت اميركا ومعها الحلفاء وعبر اكثر من اربعة عقود من الحصار والحظر تطويع ايران و جرها صاغرة الى مائدة المفاوضات لكننا نرى اليوم العكس تماما فان اميركا ومعها الغرب المتواطئ هم من اتو صاغرين للمفاوضات عسى ان يخرجوا بنتيجة تحفظ ماء وجههم.