الدور الوظيفي للنظام الخليفي.. تحويل البحرين الى ميناء "عسكري إسرائيلي"
في الثاني في شهر فبراير / شباط الجاري، كانت اول طائرة تابعة لسلاح الجو "الاسرئيلي" تعبر الاجواء السعودية متجهة الى البحرين، وعلى متنها وزير الحرب الاسرائيلي بيني غانتس، في اول زيارة لوزير حرب "اسرائيلي" الى دولة في الخليج الفارسي، ويبدو ان من كانوا على متنها ارادوا ايصال رسالة مفادها ان ارض الحرمين باتت مفتوحة لهم، فنشروا صورا للأراضي السعودية من نافذة الطائرة.
حينها ذكرت صحيفة "جروزاليم بوست الإسرائيلية"، أن الزيارة تستغرق يومين، وسيتم خلالها التوقيع على أول مذكرة تفاهم أمنية مع دولة في الخليج الفارسي، و"ستضع المذكرة إطارا متينا للتعاون الأمني يضفي الطابع الرسمي على العلاقات الدفاعية بين البلدين، مما يسمح بزيادة التعاون في مختلف المجالات، وستشمل عددا من اتفاقيات الأسلحة والمبيعات الأخرى المتعلقة بالدفاع".
بالمقابل لم تعلق البحرين على هذه الأنباء، واكتفت بتأكيد زيارة وزير حرب الاحتلال لتوقيع اتفاقيات "أمنية" معها.
ولكن وبعد مرور يومين فقط وتحديدا في الرابع من شهر فبراير/ شباط، كشف الخبير العسكري عامي روهكس دومبا في مقال كتبه في موقع مجلة "يسرائيل ديفينس" للعلوم العسكرية، عن ان الاتفاق الذي وقعه غانتس مع البحرين سيجعل من البحرين ميناء رئيسيا للبحرية الإسرائيلية"!.
وأضاف أن "إسرائيل تدرك جيدا ان البحرين توجد فيها مقر القيادة الخامسة للبحرية الأمريكية التي تجري معها مناورات مشتركة دائما، مما يزيد من احتمالية أن يكون هدف الزيارة على مداه البعيد هو نشر قوة بحرية إسرائيلية في الخليج الفارسي، حيث تجد فيها السفن الاسرائيلية موطىء قدم ، تطبيقا لنظرية ديفيد بن غوريون التي يتبناها الجيش الإسرائيلي اليوم، وتقوم على فرضية "نقل القتال إلى أرض العدو"!!.
بعد 6 ايام من المعلومات التي كشف عنها الخبير العسكري دومبا بشأن الاتفاقية الامنية، كشف الإعلام "الإسرائيلي" أنه، للمرة الأولى في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، سيتم تعيين ضابط من جيش الاحتلال في منصب رسمي بصورة دائمة في دولة عربية، هي البحرين!.
وقالت "القناة الـ13" الإسرائيلية ان "وظيفة هذا الضابط ستكون ضابط اتصال مع الأسطول الأميركي الخامس، الذي يوجد مقر قيادته في البحرين، وسيعمل أيضا كضابط اتصال بالقوات الأمنية في البحرين".
اللافت ان القناة الاسرائيلية، كشفت ايضا ان "الاسرائيليين" تفاجأوا من سرعة تطور العلاقات مع البحرين، وقالت انه "حتى مع الدول العربية التي لدينا علاقات بها منذ سنوات طويلة، لا يوجد ملحقون عسكريون بصورة ثابتة".
اللافت ايضا ان الخبير "الاسرائيلي" عامي روهكس دومبا ، الذي كشف عن مضمون الاتفاق الامني بين الكيان الاسرائيلي والبحرين، أشار الى المخاطر التي قد تتعرض لها البحرين من خلال القبول بـ" الوجود الإسرائيلي على شواطئ البحرين" والذي "سيكون تحت مظلة البحرية الأمريكية"، حيث قال ما نصه:" هناك مخاطرة وسط شكوك كبيرة بأن تتحمل ذلك البحرين"!!.
من الصعب جدا العثور على مصلحة بحرينية، في الاتفاق الامني مع الكيان الاسرائيلي، بشهادة "الاسرائيليين" انفسهم، الذين اصابتهم الحيرة، من اندفاعة النظام الخليفي في خدمة "اسرائيل"، دون ان يأخذ بنظر الاعتبار، تداعيات هذه الاندفاعة على البحرين، في حال اراد زعماء الكيان الاسرائيلي تعريض امن منطقة الخليج الفارسي للخطر، تنفيذا لوصية بن غوريون، فليس هناك من تبرير لهذه العمالة الفاضحة سوى.. الدور الوظيفي للنظام الخليفي.
العالم