kayhan.ir

رمز الخبر: 146276
تأريخ النشر : 2022February09 - 20:28

ثورة أذهلت العالم تبهته اليوم باندازاتها العظيمة

 

يوم قاد الامام الخميني (قدس سره) انتفاضة 15 خرداد – 5 حزيران - في عام 1963لم يكن الشعب الايراني يومها تؤهله ليقلبها الى ثورة عارمة بسبب عدم نضج الوعي في الشارع والظروف التي كانت تمر بها ايران والجو البوليسي الحاكم فيها.

وهكذا دور مؤسسة السافاك الاستخباراتية الجهنمية في قمع الناس والأكثر من ذلك سطوة الشاه الذي كان مدعوما من الغرب والشرق.

وبعد اخماد انتفاضة 15 خرداد التي استشهد خلالها الآلاف من ابناء الشعب الايراني بان يومها العجز على وجه الشاه ولم يعرف حينها كيف يتصرف مع الامام الراحل، فإن أودعه السجن فتلك مصيبة وان أعدمه فالمصيبة أعظم، الا انه في النهاية تقرر ابعاد الامام الى تركيا ومن ثم بضغط من علماء ايران والعراق انتقل الامام (رضوان الله عليه) الى النجف الاشرف كقلاع علمي لمواصلة مشواره الحوزوي والجهادي الذي بدأه من قم المقدسة وعليه ان يواصل جهاده هذه المرة من منفاه لأداء مسؤوليته الكبرى في الاطاحة بالنظام الشاهنشاهي الاستبدادي الذي استحل الحرمان وفتح ابواب ايران مشرعة لأكثر من 50 الف مستشار عسكري اميركي واسرائيلي يعبثون بمقدرات البلاد وخيراتها.        

وجاء التقدير الالهي ان يستشهد نجله البكر آية الله السيد مصطفى الخميني في النجف الاشرف وهذا ما تسبب بأن تتحول مراسم الفاتحة التي كانت تقام على روحه الطاهرة في ايران الى محطات لانطلاق التظاهرات والاحتجاجات في المدن الايرانية لتتحول لاحقا وخلال أشهر قليلة الى ثورة  عارمة اضطر الشاه لمغادرة ايران مرغما بعد أن عجز مبعوث كارتر الجنرال " هايزر" الاميركي من انقاذه لدرجة انه خطط للقيام بانقلاب عسكري لكنه فشل وفي النهاية هرب مع ازلام الشاه يجر اذيال الخيبة والخسران.

وفي تلك الايام كان العالم منبهرا بثورة الشعب الايراني بما يراه على شاشات التلفاز من تظاهرات مليونية يحركها مجرد شريط "كاسيت" ويومها سميت ثورة "الكاسيت".

ولم يمر وقتا طويلا من هروب الشاه الى خارج ايران حتى قرر الامام الخميني العودة الى أرض الوطن والذي حظى باستقبال تاريخي لم يشهده العالم من قبل ولا من بعد.

وبعد عشرة ايام من وصوله الى الوطن والتي اطلق عليها عشرة الفجر انتصرت الثورة الاسلامية في 22 بهمن – 11 شباط – عام 1979.

وأتذكر يومها ما قال الصحفي " أحمد برو" بأن الامام الخميني أثبت بأنه رجل ثورة هل سيثبت بأنه رجل دولة؟

ولو كان هذا الصحفي على قيد الحياة كنا نقول له لقد قاد الامام الخميني بجدارة والحق انه رجل دولة عندما اسس دولة اسلامية عصرية ومؤسساتية تضم السلطات الثلاث وفق قاعدة السيادة الشعبية – الدينية حيث كان الشعب وعلى الدوام صاحب القرار والرأي في كل الانتخابات بصنوفها المختلفة التي جرت في البلاد منذ انتصار الثورة الاسلامية وحتى يومنا هذا تضاهي تقريبا عمر الثورة.    

ويومها شعر اعداء ايران الاسلام ومنهم الصهاينة بالخطر العظيم والقادم الذي سيداهمهم وهذا ما لاحظناه في تصريحات وزير الحرب الصهيوني "موشي ديان" الذي وصل الثورة الاسلامية بالزلزال الذي ستصلنا هزاته، ناهيك عن انه حدث تاريخي لم يهز عروش الظالمين فحسب، بل غير موازين القوى والمعادلات الاقليمية والدولية وكان من اهمها طرد عشرات الالاف من المستشارين الاميركان والصهاينة من ايران واغلاق السفارة الاسرائيلية وافتتاح سفارة فلسطين  بدلا عنها.

وما اطلقه الامام الخميني (قدس سره) في تلك الايام من شعار مصيري وتاريخي يستحق ان يكتب بماء الذهب حيث حدد فيه خارطة ايران السياسية والمستقبلية بهدف وضع التطور والتقدم العلمي على سكة الانجازات من خلال تحقق هذا الشعار الخالد والمنقذ وهو " نحن نستطيع". ورغم ايجاز هذه العبارة الا انها تحمل من المفاهيم والدلائل العميقة لنجعلها كلمة السر لكل ما حققته ايران من انجازات ومكاسب في كافة المجالات العلمية والتكنولوجية واهمها النووية الفضائية النانوية والصناعات العسكرية والمدنية وهكذا الطب والخدمات الهندسية ومئات الاختراعات في مختلف الميادين، واليوم فان ايران تصنف في هذه العلوم من بين الدول العشر الاولى في العالم. وكل ذلك تحقق وسط حصار وحظر ظالم وقاس استمر طيلة العقود الاربعة الماضية وهذه تحسب لايران بأنها كانت نموذجا للصمود امام الضغوط القصوى التي مارسها " ترامب " وقبله الرؤساء السابقين.

فايران وكما وصفها نبينا الاعظم (ص) " لو كان العلم في الثريا لتناوله رجال من فارس" وما حصل بالامس من تقدم تكنولوجي فريد حيث حصلت ايران على تكنولوجيا "المسرعات الالكترونية" التي لاتملكها في العالم سوى اميركا.

اننا اليوم نفخر ونعتز ونحن في ظل النظام الاسلامي الذي نلمس فيه البركات الكثيرة وقد اصبحت اليوم باعتراف اغلب المراقبين دولة اقليمية عظمى وهناك من يعتبرها انها تجاوزت حدود الاقليم لتكون في عداد الدول الكبرى، وهذا ما يتجسد في جلوسها امام الدول الخمس الكبار في المفاوضات النووية ولا تسمح لاميركا ان تدخل قاعة المفاوضات قبل ان تذعن للحق الايراني وتنفذ الاتفاقية النووية بحذافيرها. فهل هناك انتصار سياسي اكبر من هذا لايران وهزيمة مدوية لاميركا؟