العواصف المعادية لم تزعزع شجرة الثورة الراسخة
مهدي منصوري
يحتفل الشعب الايراني والشعوب والقوى المحبة للسلام والحرية والاستقلال في العالم بالذكرى ال 43 لانتصار الثورة الاسلامية المباركة والتي تأتي هذا العام برائحة منعشة ومفعمة بالامل والحياة تختلف عن مثيلاتها من الاعوام السابقة.
هذه الثورة المباركة التي اثبتت ان اصلها راسخ وثابت في اعماق الارض وان فروعها قد امتدت الى اعماق العالم وبصورة لم يكن يتوقعها احد، لان المعاول المعادية الهدامة التي تناوشت الثورة منذ ولادتها وليومنا هذا لم تستطع ان تقف حجر عثرة او عقبة امام نموها وتطورها وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية بحيث يمكن القول ومن دون مغالات انه لم يكن هناك بلد في العالم وهو يرى امام ناظريه هذه الانجازات.
ان ماخطط من مؤامرات حاقدة من اجل اجهاض الثورة ومحاولة وأدها في مهدها وباستخدام مختلف الاساليب اللاانسانية واللااخلاقية ابتداءا من اغتيال الخط المتقدم من قادة الثورة الممثلة بالشيخ المطهري وبهشتي والقيادات العسكرية وغيرهم وصولا الى الحرب العدوانية الغادرة والتي امتدت الى اكثر من ثماني سنوات والتي تظافرت فيها الجهود الدولية والاقليمية مجتمعة لكي توقف مسيرة الثورة وفي مختلف المجالات وانتهاءا بالقرارات والقوانين كالمقاطعة التي اتخذت من قبل اعدائها وعلى راسهم الشيطان الاكبر اميركا وذيولها في المنطقة محاولة منهم للوصول الى الهدف الاساس والذي يمس الحياة المعيشية للشعب الايراني لتكون اداة ضغط وتحفيز لاثارته للتنصل عن تأييد ثورته التي قدم من اجلها مئات الالاف من الشهداء والمعاقين ، ولكن في المحصلة النهائية نجد ان حساباتهم ورهاناتهم كانت خاظئة لانها جاءت بناء على معلومات غير دقيقة وصحيحة وجهل تام بالشعب الايراني المضحي.
واليوم والذي بدا واضحا للجميع ومن دون لبس او غموض ان الجمهورية الاسلامية وبعد تلك السنون العجاف والتي امتدت لاربعة عقود ونيف ورغم كل التحديات تقف على قدميها شامخة رافعة الراس لحفاظها على قيم ومثل الثورة والتي سطرها قائدها الامام الراحل الكبير (رحمة الله عليه) .
وهاهي اليوم فهي سيدة قرارها ولم تستطع اي قوة ومهما تعاظمت ان تنال منها او تخضعها لارادتها او تخدش بسيادتها واستقلالها، وبنفس الوقت اصبحت رقما صعبا ليس فقط في المعادلات الاقليمية بل الدولية بحيث لايمكن اغفالها او التغاضي عنها.
وواضح ان كل هذا الاقتدار والاعتزاز الذي عاشته وتعيشه الثورة هو بفضل وحكمة قادتها ودرايتهم وعلى رأسهم ربان السفينة مرشد الثورة الامام الخامنئي (حفظه الله ورعاه) والذي ادار الاوضاع بحيث تم الحفاظ وبقدرة متناهية على الشعار التاريخي الذي اطلقه الامام الراحل الخميني الكبير (رحمه الله ) وهو " لاشرقية ولاغربية" اذ لم تعتمد على هذا وذاك بل اعتمدت على قدرات ابنائها الاوفياء والتي وصلت فيه الى ماوصلت اليه اليوم بسبب تضحياتهم الكبيرة والجليلة والتي تستحق كل التقدير والاحترام.