"ريان" فضح زیف الاعلام العالمي
مأساة الطفل المغربي المظلوم "ريان" الذي بقي عالقا في البئر لمدة خمسة ايام والعالم انشد اليه وتعاطف معه وكان ذلك اقل الواجب من موقعه الانساني لكن وللاسف لم نلحظ من هذا العالم الميت الضمير والانسانية ان يتعامل مع قضايا الاطفال المظلومين والمضطهدين والمذبوحين في اماكن اخرى من العالم بهذا المستوى من التعاطف والتودد وابراز المشاعر الانسانية، لكن القصة المؤلمة للطفل " ريان " فتحت ملفات قتل الطفولة في فلسطين واليمن والعراق وسوريا وافغانستان وغيرها ولم نر اي تحرك اعلامي انساني لنصرة هذه الطفولة المظلومة البريئة التي تقتل بدون ذنب؟! بل نرى العكس ان الاعلام الاستكباري العربي المتصهين ومواقع التواصل الاجتماعي التي تدور في فلكهم اقاموا الدنيا ولم يقعدوها في قضية الطفل " ريان " التي كانت بحق تعاطفا مع مظلومية طفل قضى نحبه في بئر مظلم وبارد وهو يتلوع جوعا وعطشا، لكن لم ترتكب جريمة بحقه، بل بات الامر في اطار القضاء والقدر، لكننا نسأل هذا الاعلام المتواطيء الاستكباري والمتصهين العربي الفاقد للضمير والانسانية أين أنتم من اطفال فلسطين واليمن عندما تذبح في وضح النهار؟! لماذا لم تحركوا ساكنا ولم يدفعكم ضميركم للتعاطف مع ملايين الاطفال من امثال " ريان " في عموم المنطقة؟! لكن عمق الكارثة والفضيحة المدوية لكم، تكشف بوضوح للعيان بأنكم ليس لم تتعاطفوا مع الطفولة التي تذبح في اليمن وفلسطين وسوريا والعراق بالقصف الوحشي للطائرات الاميركية او دول التحالف الغادرة، بل ان جريمتكم الكبرى انكم تعتمون عليها وكأن الأمر عاديا كما صرحت المتحدثة بإسم البيت الابيض مؤخرا عندما سألوها عن جرائم قتل الاطفال في اليمن من قبل طيران التحالف تجيب بأن الطرفين ينتهكان القوانين الدولية؟! في وقت لم يسمع احدا في العالم ولم يشاهد ان طفلا سعوديا قتل في القصف اليمني الذي يطال المواقع العسكرية والمنشآت.
لكن عندما يتردد في الاذهان ما قاله "جون بولتون" في تعليقه على مجزرة "قانا" في جنوب لبنان الذي أستشهد فيه عشرات الاطفال بأنه: " لايمكن المقارنة بين الاطفال اللبنانيين والاسرائيليين"؟! يصاب بالصدمة من العقلية الاميركية التي تعشعش فيها الجريمة والعنصرية؟!
ان قصة الطفل المغربي "ريان" فتحت عيون الرأي العام العالمي على واقع مأساوي لدور الاعلام الغربي والعربي المتصهين في الانتقائية والازدواجية اللعينة في التعامل مع القضايا الانسانية خاصة الطفولة التي تقتل اليوم في اليمن وفلسطين غدرا وعدوانا ولم نسمع اي صوت من هذه الوسائل التي تدعي المهنية في اداء دورها الاعلامي بل هي في الواقع تمارس اقذر ادوار الانتهازية والمزايدات الرخيصة لماذا لم نسمع من هذا الاعلام الرمادي المتعفن والمشبع بالبترودولار الحرام عن فتح ملف اربعة آلاف "ريان" من اطفال اليمن والذين قتلوا غدرا وعدوانا لحد الآن بالقصف الوحشي السعودي والاماراتي البغيض وهناك اليوم خمسة ملايين "ريان" من اطفال اليمن يتضرعون جوعا ومرضا وهكذا مصائب اطفال فلسطين الذين يتعرضون منذ عقود للقتل والاعتقال والتعسف اليومي.!
لماذا هذا التعامي المقصود والتغاظي القذر والازدواجية المفضوحة التي تكشف عمق خباثتكم واجرامكم بحق الطفولة البريئة. فهذه المواقف اللاانسانية والمخزية ستبقى وصمة عار على جبينكم ولابد ان تدفعوا ثمنها في القريب العاجل بإذن الله.