اميركا تضع الامارات في فوهة المدفع
مهدي منصوري
من اوضح الواضحات والتي فهمها الجميع خاصة في المنطقة من ان اميركا لايهمها أمن الدول واستقرارها بقدر ما يهمها تأمين مصالحها الاستراتيجية فيها، ولذا ما تقوم به او ما تقدمه من امكانيات عسكرية ولوجستية وغيرها هو من اجل هذا الهدف ولاغير.
اما ما تزعم به من استعدادها بحماية الامن لبعض البلدان خاصة الخليجية منها لم يكن سوى للاستهلاك المحلي لان ومن خلال التجارب التي عاشتها شعوب المنطقة خاصة في السعودية والامارات وجدت ان منظومات الحماية الجوية الاميركية المتطورة كالباتريوت وغيرها لم تؤد دورها المطلوب وبالصورة المراد منها بل ان الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية اليمنية قد تجاوزتها تتعداها وضربت الاهداف المرسومة لها وبدقة متناهية مما ولد في نفوس شعوب هذين البلدين والمنطقة حالة من اليأس والرعب وادركوا ان مظلة الحماية الاميركية لبلدانهم لم تكن سوى تضليل كاذب كبير هدفه استلاب اموالهم وافراغ خزائن بلدانهم من الاموال .
وعلى ماتقدم لابد ان نشير الى ما قالته صحيفة "واشنطن بوست" من إن قائد القيادة المركزية الأميركية فرانك ماكنزي، قد يلتقي قادة الإمارات، ويقدم خطة لتعزيز تبادل المعلومات حول الدفاعات الجوية، والاستماع إلى طلبات تخص مساعدات إضافية قد تحتاجها الإمارات. وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة ماكنزي، تأتي لاستكمال الإجراءات الأخيرة التي أعلنتها وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، للمساعدة في تعزيز الدفاعات الإماراتية بعد هجمات شنها مقاتلو الحوثي من اليمن.
وقد علقت اوساط سياسية على هذا الخبر بالقول ان ماكنزي وبتصريحه هذا قد وضع الامارات في فوهة المدفع اي انهم عليهم ان يبقون يعيشون حالة القلق والارباك والى مالانهاية وكذلك يريد اخبارهم ان العدوان على اليمن التي ابتدأته حكومته الاجرامية سوف لن يتوقف ولذا فانه زيارته جاءت لتأكيد هذا الامر من خلال تعزيز واشنطن الدفاعات الاماراتية . والسؤال الاهم والذي يطرح نفسه اين كانت واشنطن عن هذا الامر والعدوان على اليمن قد دخل عامه الثامن ؟، ولماذا لم تفكر واشنطن بهذا الامر من قبل وجاءت اليوم لتعزيز الدفاعات؟، والاموال التي صرفتها الامارات على التسليح العسكري الاميركي والتي بلغت بالمليارات من الدولارات الم تلاحظ هذا الامر من قبل ؟ .
ولكن الجواب على هذه التساؤلات بدت واضحة للجميع من ان مصالح اميركا في المنطقة بدأت تعيش تهديدا مباشرا من قوى المقاومة الرافضة لاستمرار تواجدها في المنطقة وان جهودها منصبة على مواجهة الوجود الاميركي غير المرغوب فيه ولو باستخدام القوة ولذلك فان واشنطن وجدت الفرصة مناسبة لان تكون الامارات وشعبها وشعوب المنطقة كبش فدائها للحفاظ على مصالحها وقواتها.
ولذا فالمفروض ومن اجل افشال هذا المشروع الاميركي لتكون الشعوب ضحية للدفاع عن مصالحها ان تنزع الى الذهاب الى اخماد نيران الحرب من خلال لغة الحوار السلمي بين الدول والذي سيشكل طعنة نجلاء في قلب الاميركان وحلفائها المجرمين.