ترامب يتهم بايدن بجرّ أميركا إلى الجحيم
عمر عبد القادر غندور
لا يمكن لهذا الكمّ من التوقعات الساخنة حول الأزمة الروسية الأوكرانية ان يكون من فراغ، وآخرها صور فضائية عمّمها البنتاغون وفيها ما يشير الى حجم القوات الروسية المحتشدة في جزيرة القرم وغرب روسيا، وأعلنت الولايات المتحدة في الساعات الأخيرة عن عرض موحد للقوة في مواجهة العدوان الروسي وتوجه ناقلة الطائرات يو اس اس هاري ترومان الى المياه الأوروبية لتحسين التعاون.
فيما أعلن الجنرال مارك ميلي رئيس الهيئة العامة الأميركية انّ كييف قد تسقط في غضون ٧٢ ساعة في حالة غزو روسي واسع النطاق، وأعرب عدد من المشرّعين عن قلقهم إزاء عدم تقديم الولايات المتحدة للمساعدات العسكرية بسرعة كافية لأوكرانيا. وتناقش الدول الأوروبية أيضاً قضية إيواء اللاجئين في ضوء افتراض فرار الأوكرانيين الى أوروبا.
بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية انّ نظام الصواريخ المضادة «أس 400» وصل الى بيلاروسيا، وهو جيل جديد من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات بعيدة المدى والمتوسطة المدى لتدمير الطائرات الاستراتيجية والتكتيكية والصواريخ البالستية والأهداف التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وستستمرّ هذه الجهود بين ١٠ و ٢٠ الحالي.
وفي سياق متصل هناك مَن يقول انّ الولايات المتحدة تخطط لزجّ روسيا عسكرياً في أوكرانيا، وانّ تناقضاً واضحاً في القرارات الأميركية اذ يدعون الى المعالجة الديبلوماسية ثم يعملون على عسكرة الأزمة من جديد والغاية عزل روسيا عن أوروبا سياسياً وعسكرياً.
هذه التحركات لا يمكن لها إغفال ما يدور في فيينا حول الملف النووي الإيراني، وما يدور على الجبهة اليمنية السعودية الإماراتية وإعلان الولايات المتحدة يوم الاربعاء ٢ الحالي إرسال طائرات مقاتلة لمساعدة الامارات العربية في حربها على اليمن، وبحسب «رويترز»، كان وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن قد ابلغ ولي العهد الاماراتي في ابو ظبي محمد بن زايد في اتصال هاتفي انّ واشنطن سترسل المدمّرة الموجهة يو أس كول للدخول في الشراكة مع البحرية الاماراتية، ونشر مقاتلات من الجيل الخامس لمواجهة الحوثيين.
مثل هذا الاندفاع الاميركي في الشرق الاوسط لا يشير الى قرب انفجار الجبهة الروسية الاوكرانية، وكذلك مفاوضات الملف النووي التي ستستأنف هذا الأسبوع، وتشير كلّ الدلائل الى نجاحها ما يؤشر الى انّ الحركة الميدانية للقوة الاميركية في اوروبا هي استعراضية ليس الا؟ مع الاشارة الى انّ وجود الاميركيين في الشرق الاوسط اهمّ من النزاع الروسي الاوكراني .
الى جانب ذلك تسعى الولايات المتحدة الى حرمان روسيا من تزويد الدول الاوروبية باكثر من ٧٥% من الغاز واستبداله بالغاز القطري، ولكن ذلك دونه عقبات لأن قطر التي تحتل المركز الاول بين الدول المنتجة للغاز تزوّد بعض الدول الآسيوية بـ ٣٥ % من انتاجها الغازي ولذلك لا تستطيع تزويد اوروبا بالغاز.
وفي مثل هذه الوقائع أطل الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب ليقول انّ خلفه جو بايدن يتجه بأميركا الى الجحيم ويجر بلاده الى حرب عالمية ثالثة.
وقال في مقابلة مع قناة «نيوز ماكس» بلدنا يتجه بسرعة كبيرة الى الجحيم… لقد قمت بالكثير من العمل (كرئيس) لقد فعلت أكثر من معظم الرؤساء في ثلاثين عاما.
واتهم ترامب بايدن بالتسبّب في أضرار جسيمة للولايات المتحدة ٢٠٢١، واذا نظرتم بشكل عام، ترون الاقتصاد والتضخم وكوفيد ١٩، ووصمة العار العسكرية في أفغانستان.
ويواصل الرئيس السابق تحركه المناوئ لسلطة الديمقراطيين، وقال لمؤيديه في ولاية تكساس في وقت سابق: اعتبر انّ عدم كفاءة بايدن السياسية قد تؤدي الى حرب عالمية ثالثة. واعتبرت مندوبة الولايات المتحدة السابقة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي انّ على بايدن تقديم استقالته من منصبه اذا كان يحبّ بلاده، ورأت ان بايدن فشل في السياسة الخارجية بما في ذلك افغانستان ووضع الولايات المتحدة في موقف لا تحسد عليه في فضلاً عن انه لم يحقق نجاحاً يُذكر في السياسة الداخلية.