ومن ثم ما الذي تضمرونه؟!
حسين شريعتمداري
في عددها الصادر اول امس الخامس من فبراير كان لصحيفة "شرق" حديثا مع السيدة "ابتكار" والسيدة "شجاعي" والسيدة "مولاوردي" انبرت السيدة ابتكار وبشكل غير متوقع ويحتمل ان تكون عن سابق اتفاق! لتقول؛ "ان حكاية اللقاء بـ "سوروس" ملفقة، وان الشخص الذي وجه التهمة قد اعترف بذلك"! ولما كانت السيدة ابتكار تعلم انها جاءت بفرية كبيرة، خرجت عن الموضوع مباشرة ولم تعلق شيئا آخر.
ولنا بهذا الخصوص حديث، لنواصل!
1 ـ ان قضية لقاء السيد محمد خاتمي مع جورج سوروس (الرأسمالي الصهيوني الاميركي والداعم المالي للفتنة الاميركية والاسرائيلية عام 2009) قد طرحها إعتمادا على أدلة ووثائق دامغة فيما تقدم السيد خاتمي بشكوى ضدي للتعمية على القضية ولكن بما انه يعلم ما املك من وثائق لم يجرؤ على متابعة الشكوى والى الآن لا يمكنه ذلك. اذ بمجرد الكشف عن هذه الوثائق سيماط اللثام عن كواليس الفتنة الاميركية الاسرائيلية عام 2009.
2 ـ ان السيدة ابتكار لم تقل من الذي اعتبر قضية اللقاء هذه ـ والتي هي بمثابة بيع للوطن ـ تهمة كاذبة (!)، وحسبها انه اقر بكذبته ؟! فلو كان كشف قضية اللقاء من قبلي ـ وهو كذلك ـ فيلزم ان يكون رده من قبلي ايضا، ولكنني املك ملفات من الوثائق التي لا تبقي اي شك في الموضوع. ولنفرض ان شخصا ما ادعى انه هو اول من كشف قضية اللقاء وبعد ذلك كذّب ما قاله! وهنا نقول ما دور هذا الشخص في كل الامر؟! وأين موقعه من تفاصيل الموضوع؟! فما هو في البين قضية لقاء خاتمي مع جورج سوروس الصهيوني وما يدعم ذلك من وثائق دامغة بحصول هذ اللقاء. اذا اعطينا لشخص مهمة يدعي انه من اختلق قضية اللقاء وهي قضية كاذبة!
فما الذي سيغير من اصل الموضوع؟! فما تقوله حول الوثائق؟! وبالضمن اضافة الى الوثائق الوفيرة التي تعكس هذا اللقاء، فان "كيان تاجبخش" والذي زار ايران موفودا من قبل جورج سوروس لتسهيل فتنة 2009، قد اعترف في مقابلة تلفزيونية بعد اعتقاله بحصول هذا اللقاء.
3 ـ في مرة وجهت خطابي لمنكري هذا اللقاء من ادعياء الاصلاح فكتبت، لماذا لا تسألوا السيد ظريف؟! ولم نعقب علة السؤال من السيد ظريف! ولكن الآن نعلن ان السيد ظريف الذي يشغر حينها مبعوث ايران في الامم المتحدة كان حاضرا في لقاء السيد خاتمي مع جورج سوروس.
واختار ظريف الى الآن الصمت، وما اعرفه عن ظريف انه لا يريد ان يرتكب كذبة بانكاره لهذا اللقاء.
4 ـ وبالنظر للوثائق التي لا تبقي ادنى شك في حصول اللقاء، فيمكن اعتبار اصرار السيد خاتمي على انكار اللقاء مع جورج سوروس اعترافا ضمنيا بقبح وحقارة هذا العمل الذي ارتكبه. فجورج سوروس باعتباره احد حيتان الراسماليين الصهاينة ويعرف بالممول للمصادر المالية للانقلابات الملونة في الدول المعارضة لاميركا، هو نفسه لا ينكر هذه الحقيقة المرة والاستبدادية، وانما يتحدث عنها بفخر.
إن سوروس يشغل رئاسة لجنة العلاقات الخارجية الاميركية، والشريك الاقتصادي لمنظمات الدعم الوطني للديمقراطيين (NED)، وبيت الحرية (FREEDOM HOUSE)، ومؤسس معهد المجتمع المفتوح (OPEN SOCIETEY INSTITUTE) ومالك فاند منيجمنت المركز المالي الدولي (FUN DMANAGEMENT) و...
ان سوروس لا يخفي عداءه للاسلام وللثورة الاسلامية. فهو قد قال بعد فشل الفتنة الاميركية الاسرائيلية عام 2009 والذي كان له دور خاص فيها؛ اعدكم بسقوط الجمهورية الاسلامية الى نهاية العام الحالي (2010)!
5 ـ وهنا يطرح السؤال على السيد خاتمي، أن ما هي الامور والمواضيع التي طرحت بينك وبين جورج سوروس حتى ينتابك هذا القلق من البوح بها فتعمد الى انكار اصل قضية اللقاء؟! ان شخصية سوروس كعدو صعب المراس للاسلام وللثورة الاسلامية واضحة وان حضورك الفاعل كأحد زعماء الفتنة الاميركية الاسرائيلية عام 2009 لا يمكن انكاره. فهل ان لقاءك مع جورج سوروس لا علاقه له بفتنة 2009؟! ان فتنة 2009 وجدت بهدف قلب نظام الجمهورية الاسلامية وان جميع ادواره تنطبق مع آلية الانقلابات الناعمة، حتى اننا في كيهان كنا نتوقع جميع مراحل الفتنة قبل وقوعها.
ومن البديهي ان عالم الغيب هو الله تبارك وتعالى لا غير، من هنا فان توقعاتنا لم تكن من نوع علم الغيب، وانما بسبب اطلاعنا على آلية الانقلابات الناعمة. على سبيل المثال كنا نعلم من قبل ان الهدف من الفتنة لم يكن الانتخابات، ولهذا كان عنوان صحيفة كيهان في (10 يونيو عام 2009) "الستار الاخير لسيناريو متعصبي الفتنة بعد الفشل".
و... ومن ثم، رفع اصحاب الفتنة الستار عن اصل القضية برفع شعار"المستهدف اساس النظام فالانتخابات ذريعة"! فالهدف الاساس لزعماء واصحاب الفتنة (وبمعنى آخر ما يقصده جورج سوروس وسائر مدراء الفتنة من افتعال الفتنة).
ومن المؤكد ان خاتمي يتذكر انه بعد الملحمة الجماهيرية (9 دي)، والتي فضحت المخطط الاميركي الاسرائيلي بافتعال الفتنة، كان "ريتشارد هاوس" مسؤول لجنة العلاقات الخارجية الاميركية، قد قال بتأسف؛ ان اصدقاءنا في ايران(اي نفس اولئك الذين وصفهم نتنياهو بانهم بالرأسمال الاكبر لاسرائيل)، تعجلوا خاتمة القضية باستهداف النظام فسارعوا بترديد الشعار المذكور!
ومن الضروري القول؛ ألم يكن طلب جورج سوروس هو ذلك الذي نفذه زعماء واصحاب الفتنة الاميركية الاسرائيلية عام 2009 ؟! ولذا فان من حق الشعب المؤكد ان يعلم ما الذي حصل في لقاء السيد خاتمي بجورج سوروس الصهيوني، بحيث يهاب ادعياء الاصلاح (وبالطبع بعضهم وليس جميعهم) من فضحه الى هذه الدرجة؟! ألم يكن السادة يرددون شعار ان من حق الشعب كشف الحقيقة؟! اذن قولوا لنا ما الذي تضمرونه بالضبط؟!