kayhan.ir

رمز الخبر: 145819
تأريخ النشر : 2022February01 - 20:26

لينقذ عباس نفسه قبل "اسرائيل"

مهدي منصوري

ما كشفه وزير الحرب الصهيوني "غانتس" بالامس عن الهدف الرئيسي من لقاءاته الاخيرة مع رئيس السلطة الفلسطينية عباس وقيادات اخرى وفي حديث له امام الكنيست من ان هذه اللقاءات  "تخدم الامن الاسرائيلي والمشروع الصهيوني" وبلغت بغانتس الوقاحة حدا  يعلن وبصراحة انه "وخلافا لساسة اخرين فقد اختار العلاقات فوق الطاولة مع السلطة ولم يختبئ خلف الشعارات" والواضح لجميع المراقبين في الشأن الفلسطيني ان ما تطرق اليه وزير الحرب الصهيوني لم يكن جديدا لان وخلال معايشة مسيرة طويلة مع مواقف عباس وخلال فترة رئاسته والذي لازال يتكالب عليها ولن ينفك منها واضح "وضوح الشمس في رابعة النهار" لانه لم يكن يملك ارادته كفلسطيني بل باع كل شيء بثمن بخس واصبح ليس فقط شاهدا بل شريكا مع الكيان الصهيوني في كل عمل اجرامي يقوم به ضد ابناء الشعب الفلسطيني المقاوم.

وماذا يمكن ان ترجو ممن يقف على مسند رئاسة الفلسطينيين ان يكون عدوا لشعبه وصديقا حميما لاعدائه ان لم يكن قد اخذ عهدا على نفسه من انه سيكون وفيا للاعداء  خاصة تصريحاته المقززة التي يظهرها بين الحين والاخر عندما يقوم ابناء المقاومة الباسلة في  توجيه الضربات الماحقة والقاسية ردا على عدوان الصهاينة الجائر. ولم يقف الامر عند هذا الحد بل تمادى  به الامر ان يكون شريكا حقيقيا ومباشرا في حفظ امن العدو من خلال تنسيق  اجهزته الامنية مع الجيش الصهيوني باعتقال وسجن ابناء المقاومة الفلسطينية الذي يدعي زورا انه رئيسهم. وعلى نفس المنوال نجد انه يضع عصي عرقلة اي مشروع يدعو لتوحيد الجهود الفلسطينية والوطنية لايجاد موقف حازم وقوي ضد الكيان الغاصب، والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم والذي يتعلق بالمسعى الجزائري في توحيد الطاقات والجهود الفلسطينية كيف يمكن لها ان توفق او تتم بين مسارين متوازيين لا يمكن ان يلتقيا يوما ما، الا وهما "المساومة والمقاومة"؟ وهل يمكن ايجاد وفي مثل هذا الامر فرصة لذلك وهو ما استبعده  المراقبون لانه وكما هو معلوم ان طريق المساومة والذي امتد الى عقدين من الزمن لم يحصل منه الفلسطينيون سوى الحصار القاتل والاعتقالات والقتل وغيرها من الممارسات الاجرامية الصهيونية. 

اذن فان سلوك هذا الطريق من جديد  سيضع الفلسطيني  امام صورة كالحة سوداء لان الكيان الغاصب لايمكن ان يعطي لهم حقوقهم كاملة ولا يفهم سوى لغة فرض الامر الواقع  ولو كان باستخدام القوة المفرطة والذي نشاهده في المواجهات اليومية وقد اشارت منظمة العفو الدولية  في تقريرها الاخير بالامس واصفة ممارسة الكيان الصهيوني تجاه الفلسطيني به "الفصل العنصري" الذي  يقوم على الهيمنة والجريمة ضد الانسانية.

اذن وخلاصة  القول ان العدو لا يمكن ان يخضع او يركع الا للغة القوة والسلاح وهي الوحيدة التي يفهمها في التعامل، وما المواجهات اليومية التي تجري في القدس والضفة الغربية  وسائر الارض  الفلسطينية الا تاييدا لما ذهبنا اليه. ولذلك فان الكيان الغاصب وحسب التقارير  الاستخبارية العسكرية و السياسية يحاول البحث عن حل لها للخروج من المأزق الذي هو فيه، لان القيادات العسكرية اصبحت عاجزة عن مواجهة ايقاف زخم هذه المواجهات والتي وكما اشارت تقاريرها بانها لو كتب لها الاستمرار قد تذهب الى اشعال انتفاضة شعبية عارمة ثالثة تؤدي الى انهيار المنظومة الامنية الصهيونية لانه وفي تقرير  اخير للجيش يذكر فيه ان الشباب الاسرائيلي لا يرغب في التطوع في القوات الامنية وكذلك حتى الجنود الاحتياط لم يلتحقوا بالمعسكرات بالاضافة الى الانهزام النفسي والروحي الذي يعيشه هؤلاء الجنود. واخيرا فعلى عباس ان يبحث عن طريق لانقاذ نفسه قبل ان يعد الصهاينة بذلك.