طهران و موسكو.. نحو المزيد من ترسيخ العلاقات الاستراتيجية
طهران/فارس:- تتواصل انعكاسات الزيارة الاستراتيجية التي قام بها رئيس الجمهورية الاسلامية ابراهيم رئيسي الى موسكو في 19 كانون الثاني/يناير 2022، خاصة انها أثمرت عن انجازات ممتازة.
ومن الامور التي يُستدل بها على اهمية هذه الزيارة، هو الوقت الذي منحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضيفه الايراني، حيث استغرقت محادثاتهما 3 ساعات تناولا فيها مختلف المواضيع ذات الاهتمام المشترك واتخذا خلالها القرارات اللازمة.
وقد وصف وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان، هذه الزيارة بأنها حالفها النجاح بكل تأكيد، وكتب على انستغرام: إن زيارة الدكتور رئيسي لموسكو أثمرت عن انجازات ممتازة حيث تفاوض مع بوتين على مدى 3 ساعات باحترام كامل وتناولا مختلف المواضيع ذات الاهمية لكلا الجانبين وتم اتخاذ القرارات اللازمة.
واضاف: نشهد انفراجات على صعيد العلاقات الخارجية كما ان مفهوم "المصالح المشتركة" هو الاطار في التحرك باتجاه تأمين المصالح الوطنية.
وتابع: إن الاتفاقات والانجازات وتفاصيل زيارة الرئيس رئيسي لموسكو تؤكد ان الزيارة حالفها التوفيق وتؤكد الدبلوماسية الناشطة لرئيس الجمهورية.
وقد شهد التبادل التجاري بين البلدين نموا بنسبة اكثر من 89 بالمائة على اساس سنوي، فيما توقع الممثل التجاري الروسي في ايران، حسب ما نقلت تاس عنه، ان يتجاوز التبادل البيني عتبة 4 مليارات دولار.
وقال رئيس المجلس التجاري الروسي الإيراني في غرفة التجارة والصناعات الروسية فلاديمير أوبيدينوف، ان طهران تمثل شريكا تجاريا موثوقا لروسيا، مؤكدا على توفر جميع الشروط اللازمة لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وأضاف أوبيدينوف: إن حجم التجارة بين إيران وروسيا بلغ نحو 4 مليارات دولار في عام 2021، معربا عن امله بان يرتفع مستوى التعاون التجاري بين البلدين نظرًا لقدراتهما وقدراتهما الإنتاجية والصناعية.
وتابع: التخطيط الجيد من قبل مسؤولي البلدين ومشاركة القطاعات التجارية الخاصة والمستثمرين من الجانبين، من شأنها أن يزيد حجم التجارة بين ايران وروسيا الى أكثر من 10 مليارات دولار على المدى المتوسط، مبينا ان زيادة الواردات الروسية بنسبة 22 بالمائة من إيران في2021 تعكس حقيقة أن إيران وروسيا يمكنهما توسيع هيكل تعاونهما الاقتصادي.
وأشار إلى نظام المدفوعات غير المباشرة بين إيران وروسيا وقال: وفق هذا النظام يمكن تحويل المبالغ إلى العملات الوطنية للبلدين (روبل وتومان) الذي يساعد في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية في ظروف الحظر الذي يعاني منه البلدين.
وأيد ذلك، رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الايرانية الروسية، ابراهيم رضائي الذي كان ضمن الوفد المرافق للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال زيارته إلى موسكو هذا الشهر، قائلا: اتفقنا على تطوير حقول النفط والغاز الإيرانية، مضيفا أنه في مجال التعاملات المالية والمصرفية "اتفقنا على كسر هيمنة الدولار من خلال حذفه من التعاملات التجارية بين البلدين"، مضيفا أنه تم اتخاذ قرارات جديدة بشأن النقل التجاري والتعامل المباشر بين إيران و روسيا. وقد أيدت وزارة الطرق الايرانية وجود اتفاق ايراني روسي على النقل التجاري المباشر بين البلدين باستخدام مختلف وسائط و طرق النقل البحرية والبرية و الجوية.
مما لا شك فيه ان تعزيز التعاون بين ايران وروسيا يضمن للبلدين منافع جمة، ليس فقط في الجانب الاقتصادي، بل ايضا في مواجهة عنجهية أميركا التي أدمنت فرض الحظر على كل من لا يسير في ركبها. ومن المتوقع ان يشهد التعاون الاستراتيجي بين طهران وموسكو المزيد من التنامي في ظل حاجة الطرفين لبعضهما البعض.