مادام العدوان فلا أمان
مهدي منصوري
الذين كانوا يعتقدون ان العدوان على اليمن هي سفرة او نزهة قصيرة تنتهي خلال ايام وجدوا انفسهم وبعد مضي ما يقارب الثماني سنوات على عدوانهم قد خدعوا او وقعوا في فخ ومستنقع عميق اوحلوا فيه ولا يدرون كيف الخروج منه.
ورغم كل اجرامهم الحاقد ضد الشعب اليمني من اجل اركاعه او اعادته الى حضانتهم ليس فقط باءت بالفشل الذريع فحسب بل ان المعادلة تغيرت وبصورة قلبت الطاولة على رؤوسهم لما يشاهد العالم ويشاهدونه من اساليب معادلة الردع اليمنية التي لم يضعونها في حسبانهم. وها هي دول العدوان السعودية والامارات التي كانت ضحية تامر السيد الاميركي اصبحت في وضع لا يحسدون عليه اذ اخذ يلفهم الخوف والرعب والقلق من ردة الفعل اليمنية التي لم يتصورونها لا في الزمان والمكان والادوات.
ورغم كل التحذيرات التي ارسلها ابناء انصار الله الابطال الى دول العدوان من ان لا تتمادى او تذهب بعيدا في عدوانها لانها ستلقى الرد المباشر الصاعق الا انهم وضعوا هذه التحذيرات خلف آذانهم وكأنهم لم يسمعوا. واستمروا في غيهم الاجرامي بارسال طائراتهم التي تقصف المدنيين والابرياء من النساء والاطفال والتي كان آخرها الهجوم على صعدة حيث اعتبرت ابادة جماعية، والتي لاقت وللاسف صمتا قاتلا من الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية والانسانية وكان الامر طبيعي جدا ولا يستحق حتى بيانات الاستنكار والتنديد وان الارواح التي ازهقت والدماء التي سالت ليس لها اي قيمة او ثمن.
وفي الطرف المقابل نجد ان ابناء انصار الله وعندما يعزمون الرد على هذه الجرائم فانهم يرسلون رسائل التحذير للمدنيين بالابتعاد عن المناطق العسكرية والاقتصادية الحساسة لانها هي المستهدفة وليست هم انطلاقا من اعتقادهم وايمانهم بقيمة الانسان. ولذا نجد ان الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية تحدد اهدافها بدقة بحيث تشل العصب الاقتصادي المهم لدول العدوان.
وبالامس وما قبله حذر ابناء انصارالله الابطال الامارات من ان تكف يدها عن قتل اليمنيين والا فان الرد الصاعق جاهز ولكنهم ورغم رسائل الاعصار الاول والثاني والذي كانت تحذيرية لكي تعود الامارات الى رشدها وتوقف دعم العدوان الا انهم لم يقرأوا الرسالتين جيدا. ولذا جاءتهم بالامس رسالة الاعصار الثالثة وبحضور رئيس الكيان الصهيوني وتم قصف بعض المواقع الحساسة والاستراتيجية الاقتصادية والعسكرية ووصلت الى مطار ابوظبي الذي توقفت فيه الحركة وارغمت الرئيس الصهيوني ان يختبئ تحت الارض بحيث لا يمكنه ان يستقل طائرة تعيده الى كيانه الغاصب.
وفي نهاية الامر نخلص الى القول ان دول العدوان وان ارادوا الامان ورفع القلق والاضطراب عنهم ليس امامهم سوى طريق واحد الا وهو ايقاف عدوانهم وباسرع وقت ممكن لانهم ادركوا ان الرد اليمني القادم سيكون اكثر قسوة ومرارة مما هو عليه اليوم .