هل 'الشاي المثلج' آمن صحيا؟!
مع بدء تساقط الثلوج في بعض الدول العربية، انتشر تحد جديد وهو صنع القهوة والشاي من الثلج المتساقط من السماء.
هذا ويقوم المتحدي بأخذ كمية بسيطة ووضعها في دلة القهوة أو أبريق الشاي، ليصنع مشروبه المفضل على نار الحطب.
وهذا التحدي يطابق نوعا ما طريقة صنع الشاي والقهوة قديما في بعض البلدان، حيث كان الناس نتيجة لقلة مصادر المياه، تعتمد على الأمطار للتزود بحاجاتها اليومية ومنها صنع مشروباتهم المفضلة.
إلا أنهم كانوا يتبعون طرق خاصة لتجميع مياه الأمطار، عبر تنظيف أسطح البيوت جيدا، ومن ثم تجميع مياه الأمطار التي تسقط عليه في بئر خاص يتم أعداده وتنظيفه مسبقا.
إلا أن السؤال الأهم وهو هل إعداد الشاي أو القهوة من ثلج السماء آمن صحيا أم لا، كذلك ما هي الطريقة الأنسب لأخذ الثلج، هل مباشرة قبل أن يسقط على الأرض، أم أخذه بعد سقوطه؟
ترى اختصاصية التغذية بيان غنيم أنه "من الممكن عمل الشاي أو القهوة من الثلج المتساقط من السماء، ولكن بشروط يجب مراعاته حتى لا يحدث ضرر صحي".
وأوضحت غنيم، بأن "الثلج بالنهاية هو عبارة عن ماء، وبالتالي لن يكون فيه ضرر أو ملوثات، بشرط إذا تم أخذه من مكان نظيف وعالي كالأسطح، وأن لا يكون قد تلوث بالأتربة أو أي ملوثات أخرى، وبالنهاية سيكون المشروب المصنوع من الثلج كالمُعد من الماء".
وأكدت على ضرورة أن "يكون مصدر الثلج مكان مرتفع ونظيف ولا يصله الحيوانات، حتى لا يكون ملوث ببولها أو أي ملوثات أخرى قد تخلفها خلفها".
من جهتها أشارت اختصاصية التغذية هبة عاكف رصاص، إلى أن "الثلج المتساقط من السماء مفيد وصحي ونظيف وحتى الذي تراكم على سطح نظيف وهو أكثر نقاء، وبالتالي يكون جيد لاستخدامه لصنع مشروبنا المفضل الشاي أو القهوة".
وتابعت رصاص مستدركة بالقول، خلال حديثها لـ"عربي لايت"، "لكن حتى نضمن نظافة الثلج يجب أن يكون من مكان غير ملوث، وإن لا يكون تم جمعه من الطرقات وغير ملون بلون مائل للاحمرار، كذلك إن لا يكون قد اختلط بالأتربة والملوثات، حتى لا يؤدي استخدامه للتسبب بالإصابة بالإسهال أو بمشاكل صحية بالجهاز الهضمي".
وأوضحت أن "الثلج له فوائد صحية فهو يعمل على تحسين حالة الجسم وينشط الدورة الدموية ويحسن النفسية، وفي حال ملامسته للبشرة عبر الفرك، يقلل الهالات السوداء، ولكن بشرط أن يكون الثلج صافي ونقي قبل استخدامه لصنع الشاي حتى لا نتسبب بمشاكل صحية للجهاز الهضمي كمغص البطن أو الإسهال".
بالمقابل، لم تؤيد، طيب فاروسي، مستشارة صيدلانية ومديرة مجلة زهرة اللوز الصحية، "فكرة استخدام الثلج لصنع الشاي أو القهوة، خاصة إذا كان الإنسان غير مضطر لذلك، وتوفر له بديل من الماء النظيف".
وتابعت فاروسي: "ولكن إذا كان هناك إصرار على استخدام الثلج المتساقط من السماء لصنع الشاي من باب تغيير الجو والترفيه عن النفس، يجب عدم استخدام الثلج المتراكم على الأرض، إلا إذا تم التأكد من نظافته، وذلك نوع ما صعب إلا إذا كان الثلج موجود في أعالي الجبال، ولا يكون قد وطأته قدم أنسان أو حيوان".
وحول إذا ما تم استخدام الثلج المتراكم على الأشجار، وكذلك غليه بشكل جيد أثناء إعداد الشاي منه، هل يكون ذلك صحي، قالت فاروسي، "من ناحية علمية أنا لا أحبذ استخدامه، حتى لو تم أخذه من على الأشجار، خاصة إذا كان لدى الشخص مشاكل صحية في المعدة أو في جهازه المناعي، ففي هذه الحالات قد يؤدي استخدام الثلج الملوث للإصابة بالمغص والإسهال، ولذلك لا أفضل تعميم فكرة استخدام الثلج لصنع المشروبات بشكل عام".
ولكن قد يحاجج البعض بأن الثلج حينما يتم استخدامه لصنع الشاي يتم غليه جيدا، وبالتالي هذا يساهم بقتل الميكروبات والقضاء على أي تلوث به.
ترى فاروسي إنه "إذا وصلت درجة حرارة الثلج للغليان أثناء إعداد الشاي منه، لكن بشرط إلا يكون اختلط بالشوائب، خاصة أنه قد يعلق به بعض جذور النباتات أو أتربة، لذلك يجب التأكد أنه صافي، عندها فقط يكون خالي من الملوثات".
وختمت حديثها بالتأكيد على "أنه في حال عدم الاضطرار لصنع الشاي من الثلج، يُفضل عدم فعل ذلك، حتى يحافظ الإنسان على صحته وسلامة جهازيه الهضمي والمناعي".
وكانت الثلوج بدأت بالتساقط على بعض الدول العربية وخاصة بلاد الشام في نهاية الأسبوع الماضي، وغمرت السعادة الناس خاصة الشباب والأطفال، الذين انطلقوا بكل عفوية للعب بالثلج وممارسة طقوس ترفيهية ومنها صناعة مشروبهم المفضل الشاي.