سوريا : ما حدث في الحسكة محاولة من واشنطن لإعادة تدوير "داعش" وتبرير بقاء قواتها
جنيف – وكالات : أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ أن ما شهدته مدينة الحسكة من هجوم لإرهابيي “داعش” والمجازر التي ارتكبتها ميليشيا “قسد” وتدمير طيران الاحتلال الأمريكي البنى التحتية تأتي في إطار محاولات واشنطن لإعادة تدوير تنظيم “داعش” وإعطاء مبرر لبقاء قواتها في ضوء تعاظم المطالبات المحلية والدولية بخروجها من الأراضي السورية.
وقال صباغ خلال جلسة لمجلس الأمن إن ما جرى ويجري في مدينة الحسكة يستدعي من مجلس الأمن النظر بشكل عاجل في تداعيات هذه الأحداث الخطيرة الناجمة عن جرائم تنظيم "داعش" الإرهابي وميليشيا "قسد" الانفصالية وقوات الاحتلال الأمريكي وعن إصرار حكومات بعض الدول على عدم تحمل مسؤولياتها في استعادة إرهابييها وعائلاتهم المحتجزين في مخيمات ومراكز اعتقال في شمال شرق سورية ومحاكمتهم وإعادة تأهيلهم على أراضيها بما يضع وبشكل نهائي حداً لوجودهم على الأراضي السورية.
وأوضح صباغ أن ما حدث في الحسكة يتطلب من مجلس الأمن العمل على إنهاء وجود قوات الاحتلال الأمريكي في شمال شرق سورية وفي منطقة التنف وإنهاء رعايتها لميليشيا "قسد" الانفصالية والكيانات الإرهابية مثل تنظيم "مغاوير الثورة" في التنف ومخيم الركبان ووقف نهبها وتهريبها الثروات الوطنية لافتاً إلى أن هجوم إرهابيي "داعش" والمجازر التي ارتكبتها "قسد" بحق الأبرياء والتدمير الهمجي الهائل في البنى التحتية الذي قام به سلاح الطيران الأمريكي وأدى لمقتل الكثير من السوريين وإجبار آلاف العائلات على النزوح من منازلها بحثاً عن ملاذ آمن كلها تندرج في إطار المحاولات الأمريكية الرامية إلى إعادة تدوير تنظيم "داعش" الإرهابي وإعطاء مبرر لبقاء القوات الأمريكية في تلك المنطقة ولاسيما في ضوء تعاظم المطالبات المحلية والدولية بخروجها من الأراضي السورية.
من جهته جدد ديمتري بوليانسكي النائب الأول لمندوب روسيا لدى الأمم المتحدة مطالبة موسكو جميع القوات الأجنبية المنتشرة بشكل غير قانوني في سوريا بالانسحاب الفوري من هناك.
وقال بوليانسكي في اجتماع لمجلس الأمن الدولي: "نطالب بالانسحاب الفوري من سوريا لجميع القوات الأجنبية الموجودة هناك بشكل غير قانوني.. من الواضح أن الولايات المتحدة لا تتعامل مع مكافحة الإرهاب حتى على المستوى المحلي، ناهيك عن النطاق العالمي".
وشدد على أن "روسيا لن تتوقف عن مكافحة الإرهاب في سوريا بالتعاون مع سلطات البلاد".
وأضاف: "القوات السورية وبدعم من القوات الجوية الروسية تواصل البحث عن مسلحي داعش والقضاء عليهم في سوريا، وسيستمر ذلك".من جانب اخر وفيما ساد الغموض حول السيطرة على سجن غويران في الحسكة أكدت مصادر خاصة لـ”القدس العربي” فرار عناصر من تنظيم داعش من السجن، ووصولهم إلى خارج مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأبرز الارهابيين الذين استطاعوا الفرار؛ " أبو دجانة "وهو قيادي عراقي كان مع تنظيم "القاعدة" ثم تولى مهام في تنظيم داعش في الرقة، ومن القيادة العسكرية تمكن "أبو حمزة الشرقية" من الفرار، وهو كادر عسكري في التنظيم في ريف حلب الشرقي، كان قد اعتقل في معركة الباغوز.
وقال أحد أقرباء القيادي "د .ج"، في رسالة خاصة إلى "القدس العربي": إن القيادي تمكن من الفرار من خلال سيارة كانت تنتظرهم في حي الزهور وتم تأمين طريق للفارين من التنظيم خارج مناطق سيطرة "قسد".
وأشارت المصادر إلى أن المجموعة التي فرت من السجن فيها عناصر من جنسيات عراقية وسورية، ويصل عددهم إلى 35 سجيناً، كانوا قد تمكنوا من تهريب هاتف محمول بالتعاون مع أحد حراس السجن لترتيب عملية الفرار بالتنسيق مع خلايا التنظيم النشطة في حي غويران. ووفقاً للمصدر، اتجه عدد آخر من السجناء الفارين إلى البادية السورية وما زالوا مختبئين هناك.
وقال الصحافي المختص بشؤون الجماعات الجهادية همام عيسى، إن 3 قياديين من معتقلي تنظيم داعش تمكنوا من الفرار إلى المناطق السكنية المحيطة بالسجن.
وأضاف عيسى لـ"القدس العربي" أنه "لا يزال العشرات من عناصر وقياديين من تنظيم داعش فارين". وأشار إلى أن "قسد" لم تتمكن حتى الآن من القضاء على المهاجمين في السجن المحاصر رغم استقدامها لتعزيزات كبيرة، وعزل المدينة عن محيطها وفرض حظر للتجوال فيها.